بعد مرور عام على طوفان الأقصى؛ الصهيونية تحت أقدام المقاومة
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء فإن كل شخص أ ويعلم العاقل أن كل الأحداث الكبرى التي شهدها العالم عبر التاريخ لها مكاسب وخسائر، ولم يكن هناك حدث منفصل مكاسبه عن خسائره. وفي هذا المقال سنتناول التطورات السريعة والمتعددة التي شهدتها المنطقة خلال العام الماضي.
قد يظن البعض أن بداية هذا المقال بهذا المقدمة، قد تبدو متشائمة بعض الشيء، لكننا نعتزم الوقوف على حقيقة الأحداث التي جرت بعد اليوم المشؤوم 7 تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى ظهور مفاجآت غير مسبوقة على مستوى مواجهة محور المقاومة مع قوات الاحتلال. محور الشر الأمريكي الصهيوني وحلفاؤه كانوا هم.
الصباح الذي استيقظ فيه الصهاينة مذعورين
in في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، حدث حدث غير متوقع داخل فلسطين، واستيقظ الجميع في العالم على خبر حدث لم يكن أحد يتخيله. في مثل هذا اليوم جاءت أنباء من فلسطين تفيد بأن المئات من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شنوا هجوماً واسعاً على كافة البلدات المحيطة بقطاع غزة الممتلئ بالسكان. عشرات المراكز العسكرية المتقدمة لجيش الاحتلال.
في هذا الهجوم الدراماتيكي، سقطت كافة الكتائب العسكرية التابعة لجيش الاحتلال في محيط مدينة غزة، ومنذ الصباح حتى الساعة وحتى نهاية الليل، كان الصهاينة لا يزالون لا يعرفون ما حدث لهم. في هذا اليوم التاريخي، حقق المقاومون الفلسطينيون العديد من الإنجازات، وأسروا المئات من الصهاينة في غزة. ولم يحدث هذا الحدث الكبير، الذي كان يعتبر فضيحة كبيرة لجهاز الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلي. خاصة بعد ورود أنباء عن أن فصائل مقاومة أخرى تخطط للانضمام إلى المعركة المسماة “عاصفة الأقصى” دعما لشعب ومقاومة غزة.
النظام وكان المحتل يحتاج إلى دعم سريع من أكبر قوة عسكرية في العالم وحليفتها وداعمتها الأساسية الولايات المتحدة، ومن ثم الدول الأخرى التابعة لمحور الشر، وهي إنجلترا وفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الغربية الأخرى، والغرب. والولايات المتحدة بكل قوتها العسكرية والسياسية وحتى وسائل الإعلام نفسها حشدت لدعم الاحتلال الصهيوني في هذه الحرب.
الأحداث التي وقعت في ذلك اليوم إن عملية طوفان الأقصى واضحة لكل من يتابع تطورات المنطقة ولا ننوي تكرارها. بل نريد أن نتناول بشكل مباشر النتائج التي تم الحصول عليها بعد عام واحد من هذه العملية في المنطقة، سواء من حيث الخسائر أو المكاسب.
تضحيات لا حصر لها من جانب المقاومة الفلسطينية وشعبها
هذه النتائج لا تتعلق فقط بالعملية التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؛ بل يتعلق بما حدث خلال عام كامل من المواجهة والصمود والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني البطل وجبهات الدعم له.
بادئ ذي بدء، نعتزم لنتفحص المقاومة في هذه المعركة الكبرى مع العدو الصهيوني. وترتبط خسائر المقاومة في هذه الحرب بالخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالأهالي والمقاومة الفلسطينية والجبهات الأخرى الداعمة لغزة.
خلال هذا العام الواحد وبحسب الإحصائيات الرسمية للشهداء والمفقودين في غزة، فإن ما يقرب من 50 ألف مدني فلسطيني، 70% منهم نساء وأطفال، استشهدوا في حرب الإبادة التي يشنها نظام الاحتلال على قطاع غزة. إن أبعاد الأزمة الإنسانية الكارثية التي خلقها المجرمون الصهاينة في غزة تتجاوز بكثير ما نراه في وسائل الإعلام، وبالإضافة إلى الاستشهاد المباشر لعشرات الآلاف من الأشخاص في عدوان العدو الصهيوني، وانتشار الأمراض المختلفة والمجاعة والجوع وتدمير البنية التحتية الصحية وما إلى ذلك.. تسببت في تعرض مئات الآلاف من سكان قطاع غزة المحاصر لخطر الموت. لم يتبق مكان صحي في غزة، وقام المحتلون بتدمير جميع المدنيين البنى التحتية من مستشفيات إلى منشآت صناعية وتجارية وبيوت سكنية ومؤسسات خدمية وصحية وإغاثية وغيرها، ولم يرحموا حتى المنظمات الدولية المتمركزة في غزة /p>
وتكرر هذا الوضع في مدن الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في شمال هذه المنطقة، وخلال الأشهر الماضية، أطلق المحتلون، متخيلين تدمير المقاومة في الضفة الغربية، حملة واسعة النطاق شمال هذه المنطقة على وجه الخصوص، شنت جنين وكررت نفس الجرائم التي يرتكبونها في غزة هنا قوي>
ولكن بالإضافة إلى فلسطين، على وفي الأسابيع القليلة الماضية، ارتكب الاحتلال الصهيوني العديد من الجرائم الوحشية ضد لبنان، استشهد خلالها ما يقرب من 2000 مدني لبناني في أيام قليلة، وانضم إليهم أيضًا عدد من قادة وقيادات حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله قافلة الشهداء في طريقها إلى القدس.
الكيان الصهيوني وحلفائه وخاصة أمريكا خلال هذا العام وبينما لم يتمكنوا من ثني جبهات المقاومة ومن موقفهم الداعم للشعب والمقاومة في غزة، قاموا أيضًا بالاعتداءات على اليمن والعراق. لكن أياً من هذه الجرائم لم تغير موقف فصائل المقاومة الداعمة لفلسطين؛ وبشكل خاص، نرى أن حزب الله اللبناني، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه في هذه المعركة مع العدو الغاصب، لا يزال متمسكاً بموقفه الداعم لغزة.
لكن في الجزء الثاني نريد أن نستعرض إنجازات المقاومة بعد عام واحد من معركة الأقصى، ولتلخيص المقال نشير إلى 5 إنجازات أساسية:
– الإنجاز الأول هو أن عملية طوفان الأقصى كانت ناجحة بلا شك. وفي إنهاء الصراع بين أهالي ومقاومة المنطقة مع العدو الصهيوني، والعودة إلى وجهتها الحقيقية؛ خاصة بعد أن قامت دول العالم المستعمرة وعلى رأسها أمريكا ومعها بعض الدول العربية بحرف هذا الصراع عن مساره الصحيح والطبيعي خلال السنوات الماضية وحاولت إخفاء حقيقة أن إسرائيل باعتبارها العدو الرئيسي للعرب والمسلمين أرض العرب. لقد تم ذبح وتهجير فلسطين وشعبها بأكثر الطرق وحشية، ودعهم ينسون، لقد كانت محاولة أميركية للتغطية على الطبيعة الهمجية والاحتلالية لإسرائيل. إلا أن وقوع عملية طوفان الأقصى، في وضع لم يبق فيه شيء لإبرام اتفاق تسوية بين السعودية والصهاينة، كان سببا في عودة الصراع بين العرب والمسلمين إلى مساره الصحيح والأصلي.
– الإنجاز الثاني كان الكشف عن الطبيعة الوحشية للنظام الصهيوني في العالم أجمع؛ خاصة بعد أن حاول هذا النظام الغاصب المعتدي إخفاء طبيعته الوحشية خلف شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان السخيفة بدعم ونفقات أمريكا والغرب خلال العقود الماضية. ولأول مرة، اضطرت المؤسسات القضائية الدولية، بما فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، إلى إصدار أحكام ضد الصهاينة تحت ضغط قوي من الرأي العام العالمي، بل وصدرت مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن هذا الأمر. ومن بينهم بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء المجرم للكيان الصهيوني.
لذلك أدركت كل شعوب العالم رسميًا أن النظام الصهيوني هو منظمة إجرامية. ولا يتوانى عن ارتكاب أي جريمة ضد الإنسانية ويخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية وهو أعوج. وحتى السلطات الصهيونية شككت في طبيعة الأمم المتحدة، وشنت هجمات قاسية ضد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بسبب طلبه وقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
– الإنجاز الثالث يتعلق بكبح عملية تطبيع العلاقات العربية مع النظام الصهيوني. وكما قلنا، فإن عملية طوفان الأقصى جاءت في وضع كانت فيه الدول العربية تتجه نحو التوصل إلى اتفاقات تسوية مع المحتلين بوتيرة ثابتة وسريعة. وحينها كانت السعودية التي تعتبر نفسها زعيمة الدول العربية وأهم رموز الإسلام الدينية الموجودة في هذا البلد، على وشك توقيع اتفاقية تطبيع مع الصهاينة؛ لكنه اضطر إلى الامتناع عن هذا الإجراء بسبب ضغوط الرأي العام بعد معركة الأقصى، وهو يعتبر نفسه زعيم الدول العربية وله مكانة دينية عالية في الإسلام، ولكن السبب في الغالب هو انضمام الرياض. وكان من الممكن أن يكون قطار التسوية مع الصهاينة ذريعة لدول عربية أخرى لمواصلة هذا المسار؛ الدول الخائنة والرجعية التي تنتظر فرصة التسوية مع العدو الصهيوني على أمل المساعدات المالية الأمريكية.
– الإنجاز الرابع لعاصفة الأقصى هو المتعلقة بنجاحها في توحيد ساحات المقاومة في المنطقة بشكل لم نشهده من قبل. في كل الحروب السابقة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، حاربت الجماعات الفلسطينية العدو بمفردها؛ لكن طوفان الأقصى شكل مشهدا مختلفا ونزل محور المقاومة بأكمله إلى ساحة المعركة مع الغزاة الصهاينة لنصرة القضية الأساسية للأمة الإسلامية.
مختلف عناصر محور المقاومة على جبهات متعددة، ببدء عملياتهم ضد العدو الصهيوني، منعوا نظام الاحتلال وحلفائه من هزيمة أهل غزة ومقاومتها. وفي الوقت نفسه، فإن دور حزب الله اللبناني جدير بالثناء؛ لأنه بجر جزء كبير من قوات ومعدات جيش الاحتلال إلى الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، أزاح عبئا كبيرا عن كاهل المقاومة وأهل غزة، ليكشف الضعف والهشاشة للبنية الأساسية للوجود الصهيوني الذي قدم صورة منيعة عن نفسه خلال السنوات الماضية بمساعدة مختلف دول العالم المستكبرة. لكن هذه الصورة دمرت بالكامل واختفت خلال ساعة، ورغم الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والغرب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وقنابل تكسير الحجارة من النظام الصهيوني الغاصب، بعد عام من حرب الاستنزاف في غزة، ولم يحقق هذا النظام أياً من أهداف الحرب وأهمها تدمير المقاومة وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة من غزة بالقوة العسكرية.
الهجوم الجوي للنظام الإسرائيلي لم يصل إلى الحدود السورية مع لبنان
لقد أظهرت طوفان الأقصى، في بدايته وفي الأشهر الماضية، أن نظام إسرائيل المزيف كيان هش وغير قابل للهزيمة، وسيتم استئصال هذا الورم السرطاني. انتزاعه من العالم فالمنطقة ليست هدفا بعيدا، فرغم كل الدعم الذي يقدمه لها مستكبرو العالم في المنطقة، فقد أصبح من الواضح أن مواجهة العدو الصهيوني تتطلب وحدة موقف الأمة الإسلامية أكثر من القوة العسكرية.
ما ذكرناه في هذا المقال باختصار هو أقل من الإنجازات العديدة التي حققتها المقاومة في معركة طوفان الأقصى التي هزت أركان المسجد الأقصى النظام الصهيوني المزيف كما وجهت هذه العملية ضربة قوية للأنظمة العربية الرجعية والفاسدة، ورأى كل الوطن العربي كيف استمر الحكام العرب الخونة في مواقفهم المهينة، وحتى في وضع وصل فيه محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل مباشر إلى الميدان لنصرة المظلومين في فلسطين وفي هذا الوضع لا يتوقفون عن خدمة المحتلين.
كما شكلت طوفان الأقصى ضربة كبيرة للمستعمرين. مشروع الدول الأعضاء في محور الشر الأمريكي في منطقتنا وجعلتهم يفهمون أنهم لا يستطيعون التجول بسهولة في منطقة ليست ملكهم.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |