كيف أحيت “طوفان الأقصى” مشروع المقاومة الفلسطينية؟
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعد مرور عام على عملية طوفان الأقصى، آثارها إن المسار الذي بدأت به هذه العملية أصبح واضحاً على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس والقضية الفلسطينية؛ خاصة بعد أن كان النظام الصهيوني يوسع مشروع التطبيع مع الدول العربية وتشكيل تحالف عربي صهيوني ضد المقاومة في المنطقة. كيف أحيت طوفان الأقصى مشروع المقاومة الفلسطينية بقوة>
في وهو الوضع الذي ظل فيه نظام الاحتلال الصهيوني، بمساعدة حلفائه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، خلال العقود الماضية، وخاصة السنوات القليلة الماضية، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن المشروع المناهض للفلسطينيين “صفقة القرن” ترامب قدمت الولايات المتحدة السابقة، كانوا يحاولون دفن القضية الفلسطينية إلى الأبد، عملية طوفان الأقصى أعادت مشروع المقاومة الفلسطينية إلى شكله الأصلي؛ أي أنه في نفس الوقت الذي تم فيه اختيار المقاومة المسلحة في فلسطين كوسيلة رئيسية لمواجهة الاحتلال وجعل الأراضي الفلسطينية غير آمنة للصهاينة.
ومن ناحية أخرى، أدت عملية طوفان الأقصى إلى تعميم حماس وحماس. كافة فصائل المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة من أبناء فلسطين والمنطقة برمتها. وبناء على ذلك، فإن الموقف السياسي للمقاومة الفلسطينية تعزز بشكل كبير بالتوازي مع موقفها العسكري والشعبي بعد عام واحد، وحتى دول العالم المتغطرسة مثل الولايات المتحدة عليها أن تعترف بوجود المقاومة الفلسطينية.
عاصفة الأقصى ضرب المشروع الخطير للفاشيين الصهاينة
معركة طوفان الأقصى جرت في وضع يتواجد فيه النظام الصهيوني في طور توليه السلطة بعد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، رئيس وزراء هذا النظام، التخطيط لمؤامرة كبيرة على فلسطين، وعلى رأسها القدس والمسجد الأقصى، وإيتمار. وكان بن جوير، الوزير الفاشي في نظام الاحتلال، قد قدم خطة شريرة لتهويد الأماكن المقدسة في فلسطين. كما أن قطاع غزة يتعرض لحصار شديد ومن ناحية أخرى توسعت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية من تعاونها مع العدو الصهيوني وتحاول قمع المقاومة في هذه المنطقة.
تجسيد عملي لوحدة مناطق المقاومة في طوفان الأقصى
في اليوم التاريخي 7 أكتوبر 2023، استخدمت المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس كل ما لديها من قوة وموارد. وقد اجتمعت إبان حكمها لقطاع غزة على إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالمحتلين الصهاينة. ومن النقاط التي ميزت معركة طوفان الأقصى مع غيرها من معارك الفلسطينيين والكيان الصهيوني أن أبعاد هذه العملية لم تقتصر على الداخل الفلسطيني وحرب المقاومة الفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي.
بعد يوم واحد فقط من بدء عملية طوفان الأقصى، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان رسميًا في البلدات المحيطة بغزة أنها ستنضم إلى هذه المعركة الكبرى لدعم أهل غزة ومقاومتها. وكذلك للدفاع عن لبنان وأمته.
وبعد أسابيع قليلة، دخلت حركة أنصار الله في اليمن رسميًا معركة طوفان الأقصى، وفي البداية بحصار بحري شديد ضد النظام الصهيوني، أصابت الحركة بالشلل. جزء كبير من اقتصاد هذا النظام الذي يعتمد على ميناء إيلات، ثم نفذ عمليات غير مسبوقة وصلت إلى قلب تل أبيب وما زالت مستمرة.
المقاومة الإسلامية للعراق رغم الحصار الضغوط الأمريكية القوية، لم تترك جبهة دعم الشعب والمقاومة الفلسطينية وواصلت عملياتها ضد المراكز الصهيونية في عمق فلسطين المحتلة، ولم يمض سوى أيام قليلة على ذلك في هجماتها المتقدمة بطائرات بدون طيار على قاعدة للجيش الصهيوني في الجولان المحتل، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة.
وفي داخل فلسطين، على جبهة الضفة الغربية، انتفضت المقاومة ضد الصهاينة بنيران حادة جداً وألحقت بهم ضربات موجعة. العدو؛ لدرجة أن الصهاينة ما زالوا يشعرون بالقلق من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة من الضفة الغربية. وفي هذه الأثناء، لا ينبغي أن نتجاهل التصعيد الكبير للعمليات الاستشهادية في عموم فلسطين المحتلة، والتي امتدت إلى تل أبيب بشكل غير مسبوق، وآخرها ما يتعلق بمقتل وجرح العشرات من الصهاينة في عملية استشهادية. ، قبل ساعات من العملية. الوعد الصادق الإيراني 2 داخل تل أبيب.
معادلات جديدة معادية للصهيونية في المنطقة مع الوعد الصادق الإيراني
في في هذه الأثناء، دخول إيران في مواجهة مباشرة مع رداً على شرور هذا النظام وجرائمه الإرهابية، رسم النظام الصهيوني معادلة جديدة في قواعد الصراع مع المحتلين في المنطقة، وبعد الهجوم الصاروخي المدمر الذي نفذته إيران آخر مرة وفي عمق فلسطين المحتلة وقلب تل أبيب، وجهت فصائل المقاومة الأخرى في جبهة دعم فلسطين ضربات غير مسبوقة للصهاينة بروح عليا. لدرجة أن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهدفت اليوم وسط تل أبيب في عملية غير مسبوقة.
مجمل هذه التطورات يظهر التغير في الاتجاه السياسي للحركة المنطقة مقارنة بما قبل 7 أكتوبر لأن طوفان الأقصى ذكّر العالم أجمع مرة أخرى بحقيقة القضية الفلسطينية والطبيعة الاحتلالية للكيان الصهيوني المزيف وجعل القضية الفلسطينية أولوية بين قضايا العالم.
لقد أظهرت هذه العملية التاريخية أن تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية الخائنة مع النظام الصهيوني لا يمكن أن ينسى قضية فلسطين، ولن ينسى العرب والمسلمون أن إسرائيل هي عدوهم الدموي
لكن بالإضافة إلى الأبعاد الإقليمية، طوفان الأقصى وسرعان ما اكتسبت أبعاداً عالمية، ولأول مرة في أمريكا وأوروبا نشهد مظاهرات حاشدة مناهضة للصهيونية دعماً لفلسطين.
حركة طلابية ضخمة بدأتها أمريكا وأوروبا تدين جرائم نظام الاحتلال ضدها والمدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة والآن في لبنان، مثال واضح على الصحوة العالمية نتيجة طوفان الأقصى ودول العالم بينما يدعم حكامها النظام الصهيوني، وغيرها من الروايات الكاذبة عن ذلك. لا يؤمنون بالنظام ويعرفونه ككيان محتل ومجرم. حتى شعبية المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة برمته ازدادت في كل أنحاء العالم ولاحظ الرأي العام خلافا لدعاية الغرب والصهيونية. . ومن ناحية أخرى فإن العلاقات السياسية للمقاومة الفلسطينية انتشرت مع دول كبيرة مثل روسيا والصين خلال هذه المعركة. إن تعزيز علاقات حركة حماس مع هاتين الدولتين، في حين أنهما في صراع غير رسمي مع الولايات المتحدة، يثير قلقًا كبيرًا في هذا البلد والنظام الصهيوني. ويشعر الأميركيون بالقلق من أن تكون عملية طوفان الأقصى فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق بين محور المقاومة مع روسيا والصين.
وفي هذا السياق استخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار مجلس الأمن. وكان مجلس الأمن قد أعلن حركة حماس جماعة “إرهابية”. ومن ناحية أخرى، شهدت الصين منذ أشهر عقد اجتماعات رفيعة المستوى بين الفصائل الفلسطينية، واتخذت عدة إجراءات دبلوماسية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، في حين جرت اتصالات سياسية قوية بين المقاومة الفلسطينية مع قطر وتركيا وماليزيا ومصر والعراق والجزائر ولبنان ودول أخرى إلى جانب إيران يجب ألا ننسى أن حركة حماس تحملت في هذه المعركة مآسي كثيرة، إضافة إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة والكارثة الإنسانية في القطاع. وفي هذه المنطقة استشهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس ونائبه صالح العاروري وعدد من قيادات وقيادات هذه الحركة في جرائم العدو الإرهابية.
إلا أن البنية التنظيمية والعسكرية لحركة حماس لم تتضرر، وما زال دورها القيادي في الداخل والخارج قويا. واختيار يحيى السنوار خلفا للشهيد هنية بعد أيام قليلة من استشهاده دليل على ذلك، كما أن أكثر من 100 أسير صهيوني ما زالوا في قطاع غزة ورقة رابحة كبيرة في أيدي المقاومة الفلسطينية. باءت كل مساعي العدو الصهيوني لإعادة أسراه بالقوة العسكرية بالفشل.
وتشير تقارير وسائل الإعلام الإقليمية وحتى وسائل الإعلام الصهيونية والغربية إلى أن معظم كتائب القسام التي تقاتل مع إسرائيل. فالجيش الصهيوني في غزة في وضع مناسب، وبالإضافة إلى قدرته على مواصلة الحرب، فهو يعمل باستمرار على تحديث قدراته وتطوير تكتيكاته وفقاً للظروف الميدانية. > نقطة أخرى يجب ذكرها هي أن النظام الصهيوني كان يأمل في التحريض الرأي العام الفلسطيني ضد المقاومة من خلال جرائمها الوحشية بحق قطاع غزة؛ لكن الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، لم يكتف بعدم التشاؤم بشأن المقاومة، بل وجد أيضا دافعا أكبر للوقوف إلى جانبها ومحاربة العدو المحتل حتى النفس الأخير، في حين يرى مراقبون أن دخول حزب الله و إن إيران في مجال المواجهة مع العدو الصهيوني تعزز بشكل كبير معنويات أهل غزة وتزيد أملهم في النصر على العدو. وبشكل عام فإن مجموع هذه العوامل يدل على أن الثقل السياسي للمقاومة الفلسطينية يتزايد بعد معركة طوفان الأقصى، وهذا يجعلها تلعب دوراً أكبر في الشأن الفلسطيني مستقبلاً. وعلى وجه الخصوص، فإن منظمة الحكم الذاتي بقيادة محمود عباس، من خلال الاستمرار في خدمة الصهاينة في الوضع الحالي، خفضت مكانتها لدى الشعب الفلسطيني أكثر في العام السابق، حيث كانوا تحت الاستعمار والاحتلال الغربي، وبعد ذلك النظام الصهيوني المزيف، وحاولوا أساليب عديدة للتحرر من الغزاة، لكن لم ينجح أي منها. لكن الجيل الحالي من فلسطين، على عكس الأجيال السابقة، لديه دافع وإرادة مزدوجة لتحرير أرضه، والأهم اليوم أن المقاومة الفلسطينية تحظى بدعم محور رئيسي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما يعزز قوة المقاومة الفلسطينية. روح الفلسطينيين للنضال ضد العدو الصهيوني
المقاومة الفلسطينية بدأت معركة طوفان الأقصى لمنع حل القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى وسط خيانة الأنظمة العربية ومساومتها. مع المحتلين الصهاينة، وعرفت يقيناً أن السير على هذا الطريق له ثمن باهظ. لكن المقاومة المسلحة هي الخيار الوحيد للتغلب على النظام الصهيوني الهمجي.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |