تحليل أسباب التغير في توجهات روسيا النووية والعسكرية
وبحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، العقيدة النووية الروسية خلال السنوات الأخيرة وتحت تأثير التطورات الدولية والتصرفات العدوانية للدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، شهدت تغيرات ملحوظة.
ترجع هذه التغييرات بشكل أساسي إلى رد الفعل على التهديدات الأمنية والعسكرية للغرب ضد مصالح روسيا ويتم تقييم العنوان على أنه رد على التدخلات العسكرية والاقتصادية لأمريكا وحلفائها في الفضاء المحيطي لروسيا. وكما كانت الحال في تجربة ما قبل الحرب في أوكرانيا، فقد تحولت روسيا، بعد شعورها بالتهديد من الغرب، إلى تبني أساليب أكثر عدوانية وعدوانية في سياساتها العسكرية والنووية.
إن العقيدة النووية الروسية هي تمت مناقشتها.
التغيرات في العقيدة النووية الروسية
لقد ظلت العقيدة النووية الروسية تتغير وتتطور باستمرار في العقود الأخيرة. وترتبط تغيراتها بشكل رئيسي بالتطورات الجيوسياسية العالمية وزيادة التوترات بين روسيا والغرب.
وتركز هذه العقيدة في المقام الأول على الردع النووي وحماية سلامة أراضي روسيا وأمنها القومي؛ لكن مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب، خاصة بعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، بدأت موسكو بمراجعة وتنقيح نهجها النووي.
العقيدة العسكرية الروسية لعام 2020 هي وقد سلط الضوء على أهمية الردع النووي كعامل رئيسي في الدفاع عن البلاد. كما تنص هذه العقيدة على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا شعرت بوجود تهديد جدي لأمنها وسيادتها.
ومن أهم التطورات في هذه العقيدة ما يلي:
زيادة التركيز على القدرات النووية كوسيلة للردع: تؤكد روسيا في عقيدتها على أن استخدام الأسلحة النووية لا يقتصر على الحالات التي تشكل تهديداً مباشراً ضدها هذا البلد، ولكن في الحالات التي توجد فيها تهديدات خطيرة ضد حلفاء روسيا أو مصالحها الاستراتيجية على المستوى العالمي، فقد تفكر أيضًا في استخدام الأسلحة النووية.
دور الأعمال العدوانية للغرب وأمريكا في تصعيد التوترات
الإجراءات إن عدوانية الغرب، وخاصة الولايات المتحدة ضد روسيا، وخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي، كان لها تأثير مباشر في تغيير نهج موسكو النووي والعسكري. إن توسع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق، والتدخلات العسكرية في سوريا، والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، ودعم معارضي الحكومة الروسية، هي من بين الإجراءات التي زادت من عدم ثقة موسكو في الغرب. ومن وجهة نظر روسيا، تعتبر هذه التصرفات تهديدًا خطيرًا للأمن القومي وسيادة هذا البلد. وكان أحد الاهتمامات الرئيسية لروسيا هو توسع الناتو تجاه الدول الأعضاء السابقة في الكتلة الشرقية. ومن وجهة نظر موسكو فإن هذا التوسع يعتبر تهديدا لحدود روسيا. إن نشر أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا ورومانيا، فضلاً عن دعم الناتو لأوكرانيا ضد روسيا، جعل هذه التهديدات أكثر واقعية بالنسبة لموسكو. وقد دفع هذا الوضع روسيا بشكل مباشر إلى تغيير استراتيجيتها النووية والتركيز بشكل أكبر على قدراتها الهجومية النووية.
النتائج والتداعيات
إن التغيرات التي طرأت على العقيدة النووية الروسية وأساليبها الأكثر عدوانية تخلف عواقب عديدة على الأمن الدولي. ومن هذه العواقب يمكن ذكر ما يلي:
- زيادة خطر الصراع النووي: مع التغيرات في العقيدة النووية الروسية وزيادة التركيز على الأسلحة النووية. القدرات النووية، وقد زاد خطر نشوب صراع نووي بين هذا البلد وحلف شمال الأطلسي بشكل كبير. على الرغم من أن استخدام الأسلحة النووية في الحروب كان دائمًا يعتبر الملاذ الأخير، إلا أن التوترات المتزايدة بين القوى الكبرى قد تزيد من احتمالية استخدام هذه الأسلحة.
- عدم الاستقرار في أوروبا: أدى توسع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق وزيادة الوجود العسكري الروسي في المناطق الطرفية لهذا البلد إلى مزيد من عدم الاستقرار في أوروبا. ولم تؤثر حالات عدم الاستقرار هذه على الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي فحسب، بل أثرت أيضًا على الدول المجاورة لروسيا مثل أوكرانيا وبيلاروسيا، وزادت من احتمال نشوب صراعات عسكرية في هذه المناطق.
- تكثيف سباق التسلح: ومع تطوير روسيا لأنظمة صاروخية جديدة والاستجابات المتبادلة من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ازداد سباق التسلح بين هذين القطبين. ولا يؤدي سباق التسلح هذا إلى زيادة الإنفاق العسكري للدول فحسب، بل يزيد أيضًا من مخاطر نشوب حروب إقليمية وعالمية.
بشكل عام، تعكس التغييرات في العقيدة النووية الروسية ردًا على التهديدات الحقيقية والافتراضية من الغرب والولايات المتحدة مخاوف موسكو الأمنية ضد البيئة الجيوسياسية العالمية الديناميكية.
هذه القضية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوترات والمزيد من عدم الاستقرار على المستوى العالمي، ما لم يتم استئناف الحوار الدبلوماسي الفعال بين القوى الكبرى كوسيلة للحد من التوترات واستعادة الثقة المتبادلة.
الكاتب: معصومة محمدي، خبيرة في القضايا الروسية
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |