اجتماع اسطنبول؛ جهد كبير ضد إحجام طالبان عن الحديث
وبحسب المكتب الإقليمي لـوكالة أنباء تسنيم، فإن اللقاء واعتبر صيام الاثنين، الذي انعقد بمبادرة من “مجمع الحوار الوطني” في 10 نوفمبر 1403 في إسطنبول، بمثابة محاولة لإحياء محادثات السلام في أفغانستان. وحضر هذا الاجتماع نحو 50 مسؤولا من الحكومة السابقة وناشطين سياسيين، وسعى إلى خلق مساحة للحوار والتوافق حول المستقبل السياسي لأفغانستان. ومع ذلك، يظهر التحليل أن هذا الاجتماع والاجتماعات المماثلة في المستقبل ستواجه تحديات خطيرة.
وقد صرحت حركة طالبان بوضوح، باعتبارها الحكومة التي تتخذ من كابول مقراً لها، بأنها قامت ولا رغبة في تقاسم السلطة أو التفاوض مع تيارات سياسية أخرى. وتسعى هذه المجموعة إلى تعزيز قوتها، وأي نوع من التفاوض يؤدي إلى إضعاف موقفها غير مقبول بالنسبة لها. وتظهر التجارب السابقة أن حركة طالبان في الفترة الأولى من حكمها لم تكن ترغب في الحديث مع خصومها، ووصلت كل الجهود للتفاوض إلى طريق مسدود.
تاريخ أفغانستان مليء بالجهود الفاشلة من أجل السلام. ولم يكن بمقدور محادثات السلام في السنوات الماضية، وخاصة اتفاق الدوحة، أن تؤدي إلى نتائج ملموسة ومستدامة. وتظهر هذه التجارب أن طالبان قد ترفض أي مفاوضات بسبب عدم الاتفاق على المبادئ الأساسية.
عدم وجود إجماع داخلي وانقسام في صفوف الحركة المعارضة
لقد انقسمت الجماعات السياسية المختلفة في أفغانستان، خاصة بعد عودة طالبان إلى السلطة. هذه الخلافات لا يمكن أن تؤدي إلى توصل أي من المجموعات إلى موقف مشترك، ونتيجة لذلك لن تنجح المفاوضات. كما يظهر غياب ممثلي جبهتي بانجشار وأزادي أفغانستان عن اجتماع إسطنبول عدم وجود تعاون وتوافق بين المجموعات المختلفة.
ومن ناحية أخرى، وتحاول طالبان تحسين علاقاتها وتوسيعها مع الدول المختلفة والحصول على الشرعية الدولية بهذه الطريقة. وتشمل هذه الجهود الاجتماع مع ممثلي مختلف البلدان والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية. ويظهر هذا النهج أن حركة طالبان تسعى إلى خلق صورة إيجابية عن نفسها على المستوى العالمي، وربما لهذا السبب لن توافق على اجتماعات داخلية مثل اجتماع اسطنبول.
طالبان وعدم الرغبة في تقاسم السلطة
كما أعلنت طالبان مرارًا وتكرارًا أن المسؤولين السياسيين السابقين يمكنهم العيش كمواطنين في أفغانستان، بما في ذلك العفو العام. وقد يعني هذا الموقف أن حركة طالبان تسعى إلى تخفيف التوترات مع السلطات السابقة، لكن هذا لا يعني في الوقت نفسه قبولها كشركاء سياسيين في عملية صنع القرار. ويظهر هذا النهج أن طالبان لا تريد تقاسم السلطة أو الاعتراف بدورها في المستقبل السياسي لأفغانستان.
يبدو أن اجتماع اسطنبول والاجتماعات المماثلة في المنطقة المستقبل مع أنهم سيواجهون تحديات خطيرة. إن الموقف الحاسم لطالبان بعدم الرغبة في تقاسم السلطة، وتجارب الماضي غير الناجحة، وعدم وجود توافق داخلي، ومساعي طالبان لتوسيع العلاقات الدولية ومواقفها تجاه المسؤولين السابقين، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى فشل هذا النوع من المفاوضات.
وبحسب العوامل التي تم ذكرها، يبدو أن حركة طالبان لا تريد التفاوض وتقاسم السلطة، بل تسعى إلى تحقيق ذلك. لتثبيت مكانتها على المستوى المحلي والدولي. ولذلك، فإن اجتماع اسطنبول والجهود المماثلة الأخرى قد تكون بمثابة دعاية أو أدوات تحفة للمجتمع الدولي أكثر من كونها حلاً حقيقيًا للأزمة الأفغانية.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |