تراجع الهيمنة الأمريكية ودور روسيا في النظام الناشئ متعدد الأقطاب
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مع الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة، دخل العالم فترة لعبت فيها الولايات المتحدة دورًا مهيمنًا في السياسة الدولية. ولكن منذ بداية القرن الحادي والعشرين، ظهرت علامات تراجع هذه الهيمنة.
وكانت روسيا، باعتبارها أحد اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية، غير راضية دائمًا عن النظام أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة وحاول خلق تعددية قطبية تتمحور حول دول مستقلة وقوية، وخاصة الصين والهند وقوى إقليمية أخرى.
أهداف روسيا إنشاء نظام متعدد الأقطاب
روسيا مترددة في قبول نظام دولي تهيمن عليه الولايات المتحدة لعدة أسباب سياسية واقتصادية وأسباب أمنية. ومن وجهة نظر روسيا، أدى النظام الأحادي القطب إلى إضعاف سيادة الدول وزيادة النفوذ غير العادل للغرب، بقيادة الولايات المتحدة، في جميع أنحاء العالم. لذلك، تحاول روسيا ضمان أمنها واستقلالها من خلال إضعاف النظام أحادي القطب وإعادة بناء مكانتها كقوة عالمية.
إن أحد أهداف روسيا الرئيسية في إنشاء النظام متعدد الأقطاب هو توفير مساحة لتحقيق القوة الاقتصادية والعسكرية والثقافية لنفسها ولحلفائها. وتعتقد موسكو أن النظام متعدد الأقطاب يمكن أن يشمل مصالح القوى الكبرى مثل الصين والهند ويمنع الولايات المتحدة من الهيمنة على المؤسسات الدولية.
من وجهة نظر روسيا من وجهة النظر، فإن المشاركة النشطة للقوى الأخرى مثل الصين والهند لن تساهم فقط في توزيع أكثر عدالة للقوى على المستوى الدولي، ولكنها يمكن أن تساعد أيضًا في خلق توازن قوى مناسب للأهداف الجيوسياسية لروسيا.
أساليب روسيا في إضعاف النظام الأحادي القطب
لقد قامت روسيا استراتيجيات مختلفة للتعامل مع الهيمنة الأمريكية وتعزيز النظام. فوائد متعددة الأقطاب:
1. النفوذ العسكري والأمني
وتسعى روسيا بحضورها العسكري والأمني في مناطق العالم الاستراتيجي، بما في ذلك غرب آسيا وآسيا الوسطى والبحر الأسود، إلى زيادة نفوذها وتقليل الوجود العسكري الأمريكي. إن التدخل العسكري الروسي في سوريا ودعم حكومة بشار الأسد هو مثال على الجهود التي تبذلها روسيا لإظهار قوتها العسكرية وقوتها السياسية على المستوى الإقليمي والعالمي. وفي أوروبا الشرقية أيضًا، يعد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا ودعم القوات الموالية لروسيا في أوكرانيا علامات على جهود موسكو للحد من نفوذ حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
2. إنشاء تحالفات اقتصادية وأمنية بديلة
من خلال تشكيل ودعم منظمات مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، تحاول روسيا إنشاء تحالفات اقتصادية وأمنية مستقلة ضد إنشاء هياكل غربية مثل الناتو والاتحاد الأوروبي. توفر هذه المنظمات الفرصة للدول الأعضاء لتأمين مصالحها الاقتصادية والأمنية دون الاعتماد على الغرب. ومن ناحية أخرى، فإن مجموعة البريكس، باعتبارها كتلة اقتصادية كبيرة، لديها القدرة على أن تكون بديلاً للمؤسسات الاقتصادية الغربية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
3. دعم وجهات النظر العالمية المتعددة الأطراف وتعزيز التعددية
أحد الأساليب التي تتبعها روسيا للتعامل مع النظام الأحادي القطب هو تعزيز التعاون المتعدد الأطراف مع الدول الأخرى والتأكيد على احترام حقوق الإنسان. السيادة الوطنية للدول وباستخدام النهج المتعدد الأطراف، تحاول روسيا أن تثبت للدول الصغيرة والمتوسطة الحجم أنه في ظل النظام المتعدد الأقطاب الناشئ، سيكون من الممكن التعاون على أساس المصالح المتبادلة وأن القوى الكبرى سوف تتصرف بشكل أقل.
دور الصين والهند ودول المنطقة الأخرى في النظام متعدد الأقطاب
من أجل تحقيق النظام متعدد الأقطاب، وقد أقامت روسيا مع قوى مثل الصين والهند تعاوناً واسع النطاق. ولهذه التعاونات أهمية خاصة في المجالين الاقتصادي والأمني، وهي تسعى لتحقيق أهداف مشتركة مثل مواجهة هيمنة الغرب. فأمريكا لديها استراتيجية مختلفة عن روسيا، لكنها في الوقت نفسه ترى مصالحها في النظام متعدد الأقطاب. ويعد التعاون بين الصين وروسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية، علامة على التحالف الاستراتيجي بين هاتين القوتين العظميين. كما تتمتع الهند بعلاقات وثيقة ومعقدة مع الولايات المتحدة الدول بسبب تاريخها الطويل مع روسيا لديها تعاون في مجال الطاقة والمجالات العسكرية مع هذا البلد. وفي إطار البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، تلعب الهند دورًا مهمًا في تشكيل نظام متعدد الأقطاب، كما أن دولًا إقليمية أخرى مثل إيران وتركيا أيضًا بسبب تحدياتها المشتركة مع الغرب ومصالحها الجيوسياسية. دعم النظام متعدد الأقطاب والسعي إلى تطوير العلاقات مع روسيا والقوى العظمى الأخرى.
التحديات والقيود التي تواجهها روسيا في النظام متعدد الأقطاب
على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها روسيا، فإنها تواجه تحديات وقيودًا كبيرة. وتعد العقوبات الاقتصادية الواسعة التي يفرضها الغرب واعتماد الاقتصاد الروسي على صادرات الطاقة من أهم العقبات التي تعترض طريق روسيا في تحقيق أهدافها المتعددة الأقطاب.
الاقتصاد الروسي وتواجه روسيا مشاكل هيكلية ونقصا في الاستثمار، وهذا الأمر جعل روسيا غير قادرة على العمل كقوة اقتصادية عظمى. ومن ناحية أخرى، فإن توسع نفوذ روسيا في مناطق استراتيجية من العالم واجه أيضًا مقاومة من الدول الغربية وحتى بعض الدول المجاورة.
وعلى الساحة الداخلية، تواجه روسيا أيضًا تحديات أخرى. فالفساد، والمشاكل الديموغرافية، والمظالم الداخلية تحد من قدرة روسيا على ملاحقة سياسات متعددة الأقطاب. وعلى الساحة الدولية، حتى بعض الدول التي تتعاون مع روسيا في المنظمات المتعددة الأطراف مثل البريكس، لديها مخاوف بشأن طموحات هذا البلد وتتصرف بحذر.
تحاول روسيا الحد من نفوذها إن هيمنة الولايات المتحدة على إنشاء نظام متعدد الأقطاب بمشاركة قوى مثل الصين والهند ودول إقليمية أخرى أمريكا وزيادة التفاعلات الدولية للدول المستقلة، ليس بعيدًا عن التوقعات التي سيتجه العالم نحوها نظام متعدد الأقطاب.
يعتمد مستقبل هذا النظام متعدد الأقطاب على نجاح روسيا وحلفائها في خلق التوازن بين القوى العظمى وقدرتها على التعاون لإدارة التحديات العالمية.
في نهاية المطاف، يستطيع النظام الناشئ أن يساهم في توزيع أكثر توازناً للقوى والحد من التوترات الدولية، ولكن تحقيق هذه الغاية يتطلب حل التحديات المحلية والدولية التي تواجهها روسيا وشركاؤها dir=”RTL”>نهاية الرسالة/
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |