محور المقاومة ومفهوم “وحدة المناطق” في حرب غزة
مجموعة تسنيم الدولية – السيد محمد جعفر رضوي، باحث في القضايا الفلسطينية:
يمكن وصف عملية “طوفان الأقصى” بأنها إحدى الظواهر التحويلية في القرن المعاصر. هذا الحدث – الذي صممه ونفذه أحد أعضاء محور المقاومة – مع تغييره للعناصر التحويلية في منطقة غرب آسيا، امتد نطاق هذا التحول إلى الساحة الدولية، وجعل محور المقاومة نفسه يستفيد من نتائجه. وفي تعداد تأثيرات عملية طوفان الأقصى على محور المقاومة، فإن أهم تطور حدث لمحور المقاومة يجب وصفه بـ “وحدة الحقول” أو “وحدة الميدان”.
“وحدة الحقول” عبارة استخدمتها حركة حماس لأول مرة في معركة “السيف المقدس”.[1] وبعدها أطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في المعركة التي خاضتها مع النظام الصهيوني عام 2022 إسم تلك الحرب ” وحدة الساحات”. وكما وصفت حركتا حماس والجهاد باستخدام هذا المصطلح معناه بأنه وحدة جميع أفراد المقاومة الفلسطينية، فإن “وحدة الميادين” في المنطقة تعني أيضا وحدة جميع أفراد محور المقاومة. في المواجهة مع الكيان الصهيوني واتفاقاته كان لها معنى.
تطوير وحدة المجالات
إن نظرة على تحركات أعضاء محور المقاومة في عملية دعم مقاومة فلسطين في غزة تخبرنا عن الاتجاه المتزايد لهذا المفهوم بين أفراد هذا المحور. وفي هذه العملية، ومع مرور الوقت، أصبح أعضاء محور المقاومة أكثر نشاطًا في هذه الاستراتيجية.
حزب الله في لبنان
إن عملية تحرك حزب الله اللبناني تتقدم حتى هذه اللحظة من حيث زيادة قوته وفعاليته. في الأيام الأولى، جرت هجمات حزب الله الأولية ضد النظام الصهيوني بالقرب من النقاط الحدودية فقط. مع مرور الوقت، زادت هذه الهجمات بشكل طفيف، ومع مرور الوقت، انتشرت بشكل أعمق في الأراضي المحتلة. وفي الخطوة الثانية، نفذ حزب الله هجماته على بلدات منطقة الجليل وعلى عمق 35 كيلومتراً من الحدود اللبنانية وفلسطين. وفي الخطوة الثالثة، في المرحلة الأولى من عملية الانتقام لاغتيال فؤاد شكر القائد البارز في حزب الله، إضافة إلى القواعد الحساسة القريبة من الحدود، استهدفت ضواحي تل أبيب.
بالإضافة إلى النمو الكمي لهجمات حزب الله، فقد شهدنا أيضًا تطورًا نوعيًا لهذه الهجمات. حزب الله الذي استهدف في أولى عملياته تجمعات عسكرية وبنى تجسسية تابعة للكيان الصهيوني، استهدف في هجومه الانتقامي أهم قاعدة معلوماتية للكيان الصهيوني في وسط فلسطين المحتلة تسمى “جيلوت” وأثناء تنفيذ هذا الهجوم عملية من أجل عدم مواجهة العائق، كما أنها عطلت قاعدة عقبة تسمى عين شيمر. ولا ينبغي تجاهل هذه النقطة، إذ لم يستهدف حزب الله في هجماته الأخيرة النظام الصهيوني إلا بصواريخ التصويب والصواريخ الذكية، ومن حيث نوعية النيران فقد أحدث تطوراً في النيران الناجحة.
اليمن
القوات المسلحة اليمنية بقيادة بارعة للسيد عبد الملك الحوثي، بينما معلنين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودخل منذ الأيام الأولى إلى ساحة دعم الشعب الفلسطيني. وحدد اليمنيون تحركاتهم حتى الآن بخمس مراحل: في المرحلة الأولى سفن النظام الصهيوني في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، في المرحلة الثانية السفن غير الصهيونية المتوجهة نحو اليمن. موانئ فلسطين المحتلة، في المرحلة الثالثة السفن الأمريكية والانجليزية، المرحلة الرابعة تستهدف السفن المتجهة نحو فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط والمرحلة الخامسة عمق الأراضي المحتلة.
وكان ذلك أنه في المرحلة الثالثة من هجماتها قامت القوات المسلحة اليمنية بتوسيع نطاق هجماتها على سفن النظام الصهيوني والسفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة إلى المحيط الهندي، و واستهدفت عدداً من السفن والسفن الأمريكية المتجهة إلى فلسطين المحتلة هناك. أدت هذه المجموعة من تصرفات الجيش والمقاومة اليمنية إلى إغلاق حركة الملاحة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر عملياً.
المقاومة الإسلامية العراقية
رافق بدء عملية “عاصفة الأقصى” اندماج فصائل المقاومة العراقية. وفي هذا الوقت، ولأول مرة، دخلت جماعات المقاومة العراقية مجال نصرة فلسطين باسم موحد وهو “المقاومة الإسلامية في العراق”.
المقاومة بدخوله ميدان الهجوم على المواقع الأمريكية في العراق وسوريا، كان العراق الإسلامي مفتاح الدخول إلى مجال “وحدة الحقول”. وبدأت هذه المجموعة من عناصر المقاومة، في الخطوة الثانية من عملها، بالهجوم على عمق فلسطين المحتلة، مستهدفة نقاطاً مختلفة في عمق الأراضي المحتلة من الجولان إلى ميناء عسقلان. وفي الخطوة الثالثة، أدت المقاومة الإسلامية في العراق، من خلال تنفيذ عمليات مشتركة مع حركة أنصار الله، إلى ظهور شكل جديد من الدعم في منطقة “وحدة الحقول”.
إلى جانب هذه التطورات، استخدمت المقاومة الإسلامية في العراق تدريجياً أسلحة جديدة مثل صاروخ كروز “أرقاب” المطور ضد النظام الصهيوني.
الأعضاء الآخرون في المقاومة
إلى جانب هؤلاء الثلاثة من المقاومة فروع لفصائل المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان والجولان السوري وفي الفرص المناسبة، قام بعمليات ضد النظام الصهيوني؛ المجموعات التي لم تسجل في السابق سوى عدد قليل من الإجراءات لدعم المقاومة. ودخلت الجماعة الإسلامية اللبنانية، وهي ليست عضواً في محور المقاومة، ميدان العمليات ضد النظام الصهيوني بإعلانها دعمها لفصائل المقاومة. كما ينبغي إضافة بعض الطائرات بدون طيار التي أرسلتها المقاومة البحرينية تحت اسم “كتائب مالك عشتار” إلى هذه المجموعة. وفي الوقت نفسه، وفي الشهر السابع من الحرب، تحدثت جماعات عراقية أيضاً عن تفعيل “المقاومة الإسلامية الأردنية”، وهو أمر لم يُذكر حتى من قبل.
إلى هذه السلسلة من الإجراءات المتفرقة، الهجوم الانتقامي الذي شنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد النظام الصهيوني، والذي جاء ردا على هجوم هذا النظام على قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق، و وينبغي إضافة استمرار الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار، وهو ما لم يحدث من قبل.
p dir=”RTL” style=”text-align:justify”>أولاًهجمات هؤلاء الأعضاء. أما محور المقاومة – الذين تورطوا مع النظام الصهيوني من قبل – فقد شهد ارتفاعاً طفيفاً مع مرور الوقت، وكان نوعياً.
الأقصى فالعاصفة، من ناحية، أحدثت مفتاح استراتيجية “وحدة المناطق” في جبهة المقاومة، ومن ناحية أخرى، ومع مرور الزمن، تسببت في تطورها في محور المقاومة.
[1] اختبار نظرية وحدة الساحات
https://strategicforum .net/مانتعق/تقصر-نزرية-وحدة-الساحات
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |