قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

اتفاقية استراتيجية شرط باشينيان للسلام مع جمهورية أذربيجان

ومع إبداء تفاؤله بمحادثات السلام مع جمهورية أذربيجان أكد رئيس وزراء أرمينيا على ضرورة توقيع اتفاق استراتيجي واقترح سحب مراقبي الاتحاد الأوروبي من الحدود وإلغاء الشكاوى الدولية ضد أذربيجان في حالة توقيع اتفاق السلام .

وبحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم، فإن الحدود بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا ليست مجرد خط على الخريطة، بل مليئة بتاريخ الصراعات و آمال في المستقبل. وتكشف المفاوضات الحدودية مدى تعقيد هذه القضية في كل اجتماع وبيان، وهي في الواقع محاولة لإيجاد توازن بين الواقع والتوقعات. واقترح رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن يغادر مراقبو الاتحاد الأوروبي المناطق الحدودية المحددة بين البلدين . ويظهر هذا الاقتراح استعداد أرمينيا للتحدث مباشرة مع جمهورية أذربيجان وحل قضايا الحدود. ومع ذلك، يوضح هذا الاقتراح مدى تعقيد وحساسية مفاوضات الحدود. ويلعب مراقبو الاتحاد الأوروبي حاليًا دورًا مهمًا في الحد من التوترات ومنع الصراعات في المناطق الحدودية. ومن الممكن أن يؤدي رحيل هؤلاء المراقبين إلى زيادة انعدام الثقة والتوتر في المناطق الحدودية، فضلا عن تعريض عملية تحديد الحدود للخطر. وبعد ذلك سنستعرض أهم نقاط هذه المقابلة:

1. تفاؤل بمحادثات السلام: وفي إشارة إلى التقدم الذي تم إحرازه في محادثات السلام، أعرب باشينيان عن أمله في ألا تسعى جمهورية أذربيجان إلى الوصول بالمحادثات إلى طريق مسدود. وأكد أيضًا أن أرمينيا تحاول حل المخاوف القائمة من خلال تقديم الأسباب والحجج المختلفة.

2. توقيع الاتفاقية الإستراتيجية: بالإضافة إلى اتفاقية السلام، أكد باشينيان على ضرورة توقيع اتفاقية استراتيجية بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان. وتحدد هذه الاتفاقية مبادئ العلاقات بين البلدين في القرون القادمة.

3. الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي: يعتقد باشينيان أن أرمينيا والجمهورية أذربيجان ينبغي عليهما أن يعترفا ببعضهما البعض رسميا وعمليا ضمن الحدود الحالية وأن يسعيا إلى التعايش السلمي. كما أكد على ضرورة الحذر في إقامة العلاقات والتعاون الاقتصادي.

4. انتقاد أحكام الدستور الأرمني: انتقد باشينيان ضمنياً بعض أحكام الدستور الأرمني. وانتقد أساسي أرمينيا واعتبرها سببا للحساسيات في العلاقات مع جمهورية أذربيجان وتركيا وشددت جمهورية أذربيجان وتركيا على ضرورة التهدئة وتجنب الأعمال الاستفزازية.

6. المسؤولية تجاه الشعب الأرمني: أكد باشينيان على مسؤوليته تجاه الشعب الأرمني، وقال إنه يجب أن يكون صادقًا معهم ويذكر بوضوح عواقب قراراته.

7. استمرار مفاوضات ترسيم الحدود: أعلن باشينيان استمرار مفاوضات ترسيم الحدود مع جمهورية أذربيجان وقال إنه سيتم في الاجتماع القادم اختيار جزء جديد من الحدود لترسيم الحدود.

8. اقتراح سحب مراقبي الاتحاد الأوروبي: أكد باشينيان مرة أخرى على اقتراحه بسحب مراقبي الاتحاد الأوروبي من المناطق الحدودية المحددة.

9.مسألة تعديل الدستور: باشينيان في وردا على سؤال حول تعديل الدستور، قال إن المحكمة الدستورية في أرمينيا قد أعلنت بالفعل أن أجزاء إعلان الاستقلال المذكورة أيضًا في الدستور هي فقط الصحيحة من الناحية القانونية.

10. تبادل المقترحات لتحديد الحدود : أعلن باشينيان أنه بعد الاجتماع الأخير للجان تحديد الحدود، قدم الجانبان مقترحاتهما لبعضهما البعض لمواصلة هذه العملية.

مقابلة باشينيان يظهر مع التلفزيون الأرمني جهوده لتهدئة التوترات مع جمهورية أذربيجان ودفع مفاوضات السلام. ومع ذلك، فإن بعض مواقفه، مثل اقتراح مغادرة المراقبين في الاتحاد الأوروبي، واجهت انتقادات داخل أرمينيا. والموقف الحالي هو شعار سياسي أكثر منه خطة عملية. وفي حين أن القضايا الأساسية مثل اتفاق السلام وترسيم الحدود وممر زانجيزور لم يتم حلها بعد، فإن الحديث عن “اتفاق استراتيجي” أشبه بإرسال رسالة سياسية وكسب دعم الرأي العام داخل أرمينيا.

المعارضة الأرمنية تعارض مساعي باشينيان للتوصل إلى اتفاق استراتيجي مع أذربيجان، وعليها ويعتبرها خيانة للمصالح الوطنية لأرمينيا. وفي أذربيجان، بعد الانتصارات العسكرية في حرب ناغورنو كاراباخ، تزايدت التوقعات بتحقيق نتائج ملموسة وسريعة في اتفاق السلام باختلاف أهدافها ومصالحها، مما يؤثر على عملية مفاوضات السلام ويزيد من تعقيد هذه العملية. لقد أدى التنافس بين القوى الإقليمية والخارجية في جنوب القوقاز إلى تحويل هذه المنطقة إلى ميدان للتنافس الجيوسياسي.

أصبح إعلان استقلال أرمينيا مصدراً للتناقضات الداخلية والصراعات الداخلية. الضغوط الخارجية، والأحكام المتعلقة بـ”أرمينيا الغربية” و”جبل ناجورنو كاراباخ” في هذه الوثيقة لا تتعارض مع القانون الدولي فحسب، بل تشكل أيضاً عائقاً أمام تطبيع العلاقات مع الدول المجاورة. وخاصة جمهورية أذربيجان وتركيا.

اعتراف نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا بإشكاليات هذه الوثيقة وتعارضها مع السلام والاستقرار في المنطقة هو أمر إشارة سياسية مهمة. لكن تعديل هذه الوثيقة يواجه العديد من التحديات بسبب الحساسيات الداخلية والمعارضة المحتملة.

تعديل هذه الوثيقة يمكن أن يساعد في تحسين علاقات أرمينيا مع الدول المجاورة، وخاصة أذربيجان وتركيا، مما يؤدي إلى زيادة الاستقرار والأمن في منطقة جنوب القوقاز وتساعد على جذب الدعم الدولي لأرمينيا وزيادة مصداقية هذا البلد على الساحة العالمية.

وأعلن باشينيان استعداده لإلغاء الشكاوى إن القضية الدولية المرفوعة ضد جمهورية أذربيجان في حالة توقيع اتفاقية السلام كانت قرارًا غير متوقع. ويمكن أن يكون هذا الإجراء بمثابة رسالة من أرمينيا لإظهار استعدادها للتوصل إلى تسوية ودفع مفاوضات السلام. إلا أن هذا القرار قد يؤدي إلى مخاطر داخلية وخارجية لأرمينيا.

في السنوات الأخيرة، استخدمت أرمينيا المحاكم الدولية كأداة للضغط على جمهورية أذربيجان. ومن الممكن أن يتسبب إلغاء هذه الشكاوى في رد فعل سلبي من جانب المعارضة الأرمنية واتهام باشينيان بالخيانة.

وقد يسعى باشينيان إلى إظهار حسن نيته واستعداده للتسوية مع أذربيجان بهذا الإجراء خوفًا من الفشل في المحاكم الدولية وتكثيف عزلتها السياسية، وربما ضغطت القوى الأجنبية مثل روسيا والغرب على أرمينيا لإلغاء هذه الشكاوى.

يمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى إحراز تقدم في إن مفاوضات السلام والتوصل إلى اتفاق نهائي سيساعد على تخفيف التوترات بين البلدين وخلق بيئة مناسبة للتعاون، ويمكن أن يؤدي إلى إضعاف موقف أرمينيا في المفاوضات وإعطاء المزيد من التنازلات لجمهورية أذربيجان.

كما أن رد الفعل السلبي للمعارضة على هذا القرار قد يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي في أرمينيا وإضعاف موقف باشينيان وتعريض باشينيان لتحديات داخلية في أرمينيا، كما قد يؤدي هذا الإجراء إلى يعتبر خيانة لمصالح أرمينيا الوطنية.

إن إلغاء الشكاوى الدولية، خاصة إذا كانت مصحوبة بضمانات متبادلة، يمكن أن يكون بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان ويمكن لأرمينيا استخدام هذا الإجراء كما ينبغي استخدامه كأداة للحصول على ضمانات بشأن حقوق أرمن ناغورنو كاراباخ وحماية التراث الثقافي، وللمساعدة في تحسين الصورة الدولية لأرمينيا وإظهار التزام البلاد تجاه السلام.

يمكن لجمهورية أذربيجان أيضًا استخدام هذا الإجراء لضمان اعتراف أرمينيا بسلامة أراضيها، ويمكن أن يكون إلغاء الشكاوى الدولية المقدمة من أرمينيا بمثابة انتصار دبلوماسي لأذربيجان.

ويمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة الثقة بين البلدين وخلق بيئة مناسبة للتعاون في مختلف المجالات والسماح للطرفين بالتركيز على القضايا الأساسية مثل ترسيم الحدود وإعادة فتح طرق النقل والتعاون الاقتصادي. والمساعدة في خلق منصة مناسبة لإحلال السلام المستدام في منطقة جنوب القوقاز.

في الواقع، يعتبر قرار باشينيان بإلغاء الشكاوى الدولية ضد جمهورية أذربيجان بمثابة اختبار كبير له والحكومة الأرمنية. من ناحية أخرى، يجب على أذربيجان أيضًا المشاركة في المفاوضات بحسن نية ومرونة واستغلال هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق عادل ومستدام.

اتفاق السلام هو قرار حاسم بالنسبة لأرمينيا. ومنطقة جنوب القوقاز بأكملها. إذا تمت إدارة هذه العملية بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تؤدي إلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وبداية حقبة جديدة من التعاون والتنمية.

غضب المعارضة الأرمنية لقبول شروط جمهورية أذربيجان
تواجه أرمينيا مشكلة اقتصادية وعسكرية تؤثر على توازن القوى في القوقاز
باشينيان: أرمينيا تتجه نحو الاتحاد الأوروبي

نهاية الرسالة/

 

© وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء
  • من خلال الانضمام إلى الشبكات الاجتماعية التالية، يمكنك الوصول بسرعة إلى أحدث الأخبار في الفئات المتعلقة بهذه الأخبار وأخبار العالم الأخرى .
  • الأخبار باللغة العربية :
  • من الممكن تلقي الأخبار بذكاء على القنوات الشخصية أو العامة وعرضها على جهات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، Bale  Telegram – Instagram – Facebook – X (Twitter) . يرجى الاتصال لاستلام الروبوت.
  • يدعم :         |       
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى