8 نقاط حول هجوم تركيا والإرهابيين على حلب
وبحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء فإن تطورات الأيام القليلة الماضية في حلب لا تقل أهمية كالكهرباء، كان الأمر سهلاً وسريعًا، حيث يسأل الجميع أنفسهم، ماذا حدث؟ المنطقة الاستراتيجية في سوريا، التي دارت عليها حرب استمرت 4 سنوات وتم تحريرها في عام 2016، احتلها الإرهابيون مرة أخرى في أقل من 4 أيام.
سيتم توسيع دور الحكومة التركية. ومن الواضح أن دوافع أردوغان كثيرة للعب دور جديد في ضواحيها موجودة والتي تدعمها الحكومة التركية مالياً وتسليحاً. وقد تسبب هذا الدعم في ضغوط اقتصادية شديدة على تركيا. إذا نجح الإرهابيون في خطتهم، فسوف تعطى ميزة إقليمية مهمة لأردوغان، وإذا تشابكت عريضة الإرهابيين مع الحكومة السورية ومحور المقاومة، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض التكاليف على تركيا، وهو ما لن يزعج تركيا. أنقرة لأنها سوف تتخلص منها ويمكن القول أنه من هذا المنطلق، أطلق أردوغان لعبة مربحة للجانبين. ويأتي هذا الإجراء يتماشى مع تغير سياسة تركيا تجاه جيرانها والمنطقة، والتي تسعى مرة أخرى، وفقًا لنفسها، إلى خفض التوتر وتطبيع العلاقات مع جميع دول المنطقة. وفي هذا الصدد، تمكن أردوغان من تطبيع علاقاته مع الإمارات والسعودية ومصر وحتى النظام الصهيوني، لكن من الطبيعي أن يفكر بشار الأسد في انسحاب الجيش التركي من شمال سوريا وكذلك وقف الدعم المادي واللوجستي لتركيا. الإرهابيين المسلحين في هذه المنطقة وبهذا الإجراء يستطيع أردوغان الآن متابعة تطبيع العلاقات من موقع أعلى، لأنه اكتسب اليوم دوراً أكبر في شمال سوريا وأمن هذا البلد.
3- أعلن أردوغان مراراً وتكراراً أنه حتى وقف إطلاق النار في غزة لن يكون له أي علاقة بالنظام الإسرائيلي. وعليه، مع احتمال وقف إطلاق النار في غزة بعد لبنان، ستعود العلاقات بين أنقرة وتل أبيب إلى طبيعتها. وتمتلك تركيا ورقة مهمة لهذا التطبيع، وهي إغلاق نقل الأسلحة إلى حزب الله، وهو ما سيكون مرضياً جداً للنظام الإسرائيلي. وسيبيع أردوغان هذه الورقة لتل أبيب بثمن باهظ.
4- سيعتمد ترامب قريباً على قاعدة السلطة في البيت الأبيض. وبالنظر إلى العلاقات الجيدة التي كانت قائمة بين ترامب وأردوغان في الماضي ونظرة ترامب للمنطقة، يأمل أردوغان أن يتمكن من لعب دور فاعل إقليمي مهم بالنسبة لترامب. أردوغان قال بكل فخر قبل سنوات في عهد جورج بوش إن واشنطن تتبع مخطط الشرق الأوسط الكبير في المنطقة ونحن فاعل في هذا الاتجاه. ويبدو أن أردوغان ينوي تكرار نفس الدور الذي لعبه في عهد بوش في عهد ترامب. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الأكراد دورًا خاصًا لأمريكا في المنطقة، وهو ما يشكل خطرًا أمنيًا على تركيا. ومن خلال زيادة قوته ونفوذه في دول المنطقة، وخاصة العراق وسوريا، يحاول أردوغان إخراج الأكراد من أولوية أمريكا واستبدال نفسه به. 5- أمريكا والنظام الإسرائيلي وبعض الدول العربية في المنطقة يتبعون ما يريدون لتقليص الارتباط بين إيران وسوريا، لكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن. والعملية الأخيرة للإرهابيين في حلب تسير في نفس الاتجاه وتقلص جزءا من دور إيران. ولطالما نظرت تركيا إلى إيران كمنافس، وتسعى إلى تقليص العلاقات الإقليمية الاستراتيجية لطهران بأي شكل من الأشكال. وبهذا العمل الإرهابي، اتخذت تركيا إجراءات إيجابية تجاه هذه البلدان العديدة في نفس الوقت. ومع تضاؤل دور الحكومة المركزية وتجدد آمال قطر في رحيل الأسد، يمكن للدوحة أن تلعب دوراً أكثر أهمية في مستقبل سوريا. خاصة وأن تركيا وقطر شقيقتان، وتأمل الدوحة أن تتمكن من خلال دولاراتها النفطية من القيام بالبناء في سوريا مع تركيا وسبق أن اتخذ أردوغان وبوتين قرارات مهمة في سوريا في سوتشي، وخرجت قمة أستانا من الأولوية بعد فترة. ويحتاج بوتين إلى تركيا أردوغان أكثر، ويحاول استغلال دعم تركيا في حرب الاستنزاف في أوكرانيا ووضعها الصعب مع الغرب، ويجعل الأكراد في هذه المنطقة يواجهون خطراً جسيماً. يمكن الافتراض أنه بعد عملية حلب من قبل الإرهابيين، ستبدأ الحملة التركية الجديدة لتطهير شمال غرب سوريا من وجود الأكراد. وهذا أحد أهم مطالب أردوغان. وعلى وجه الخصوص، قال إنه سيتبع الحزام الأمني التركي من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود إيران.
يظهر ما ورد أعلاه أن أردوغان كان لديه الدافع الكافي والضروري لدعم الإرهابيين في عملية حلب. وبطبيعة الحال، على الرغم من أن هذه الدوافع يمكن أن تكون سببا لأن تلعب تركيا دورا، إلا أنه لا ينبغي أن ننسى أن أردوغان وتركيا هما أيضا جزء من هذه الخطة الكبيرة، وفي الخطة الكبرى، ينبغي أن يكون دور أمريكا وبعض الدول الأخرى تؤخذ على محمل الجد.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |