إيراني: إيران ملتزمة بمبادرات التفاعل مع أفغانستان
سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة في اللقاء وأكدت الإحاطة التي قدمها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “الوضع في أفغانستان”: إن التحديات التي تواجهها أفغانستان كبيرة، ولكن من الممكن التغلب عليها من خلال نهج منسق وتدريجي لبناء الثقة وتعزيز الاستقرار. تلتزم إيران بدعم إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أفغانستان والسعي لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لشعبها وتعزيز السلام والأمن الإقليميين.
النص الكامل كلمة إيراني هي كما يلي:
سيدتي الرئيسة،
من السيدة أوتونباييفا، الممثلة الخاصة أفغانستان، والسيد توم فليتشر، مساعد الأمين العام للشؤون ومن الناحية الإنسانية، نشكرهم على تقاريرهم. كما أننا ممتنون لإكوادور والسفير أندريس مونتالفو سوسا على تقريره. لقد استمعنا باهتمام لتقرير السيدة رؤيا محبوب. كما تمت الإشارة إلى تقرير الأمين العام الأخير (S/2024/876) الذي يسلط الضوء على التحديات العديدة التي تواجه أفغانستان.
أود أن أسلط الضوء على النقاط التالية:
1. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تولي سلطات الأمر الواقع السلطة، لا تزال أفغانستان تواجه تحديات عميقة، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية. وفي عام 2024، تشير التقديرات إلى أن 23.7 مليون شخص سيظلون بحاجة إلى المساعدة. وحتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني، تم تمويل 37.5 بالمائة فقط من البرنامج الإنساني الذي تبلغ قيمته 3.06 مليار دولار، وفقاً لتقرير الأمين العام. وقد أدى خفض المساعدات، والنقص الكبير في التمويل، والقيود المفروضة على العاملات في مجال الإغاثة إلى تفاقم الأزمة وتعريض النساء والأطفال لخطر أكبر.
المجتمع يجب على المجتمع الدولي اتخاذ تدابير فعالة لمنع المزيد من المعاناة. وينبغي أن تكون المساعدات الإنسانية محايدة وغير مشروطة وخالية من التسييس. ولابد أيضاً من الإفراج عن أصول أفغانستان المجمدة، ولا ينبغي للعقوبات أن تعيق جهود إعادة البناء الاقتصادي. وإلا فإن أزمة الملايين من الناس ستتعمق وسيتعرض مستقبل أفغانستان للخطر.
2. ولا يزال الوضع الأمني في أفغانستان حرجاً. تشكل جماعات مثل داعش خراسان والقاعدة والجماعات التابعة لهما تهديدًا خطيرًا لاستقرار أفغانستان والمنطقة. إن الانفجار الإرهابي الذي وقع أمس في كابول، والذي أدى إلى مقتل السيد خليل الرحمن حقاني، وزير شؤون اللاجئين، والعديد من الأشخاص الآخرين، هو بمثابة تذكير مهم بأنه حتى سلطات الأمر الواقع ليست في مأمن من ويلات الإرهاب.
تظهر الزيادة في الهجمات على مجتمعات الشيعة والهزارة تزايد عنف المتطرفين. وتدين إيران هذه الأعمال وتطلب من سلطات الأمر الواقع الوفاء بالتزاماتها ومحاربة الشبكات الإرهابية بشكل فعال وحماية جميع الناس. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الزيادة في إنتاج المواد الأفيونية الاصطناعية وتجارة المخدرات اتخاذ إجراءات عاجلة. توفر ممارسات زراعية متقدمة وخدمات أساسية للأشخاص المتورطين في المخدرات.
3. كجارة، تحملت إيران حصة غير متناسبة من عبء الأزمة الأفغانية، خاصة بعد الانسحاب المتهور للولايات المتحدة في عام 2020. لقد لجأ أكثر من ستة ملايين أفغاني إلى إيران، الأمر الذي فرض ضغوطا كبيرة على مواردنا المحدودة. وتنفق إيران أكثر من 10 مليارات دولار سنويا لتلبية احتياجاتهم، لكنها هذه المرة لم تتلق الدعم الكافي من المجتمع الدولي.
توجد دول مثل إيران وباكستان في هذا الوضع. فالمساعدات مستمرة، في حين ينبغي تركيز الجهود على تعزيز قدرة أفغانستان على توفير السكن والوظائف والخدمات الأساسية لتمكين عودة اللاجئين.
4. إن إنشاء حكومة يقوم ممثلو الشعب بوضع قوانينها، وحكومة شاملة، أمر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في أفغانستان. ويمكن لمثل هذه الحكومة أن تعالج التحديات الرئيسية، وتمنع عودة الصراع، وتحد من تدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة.
5. ونؤكد على ضرورة التفاعل الدولي المستمر والمنسق مع سلطات الأمر الواقع الأفغانية لمواجهة التحديات العاجلة. وفي هذا السياق، تشكل عملية الدوحة منصة هامة. وترحب إيران بالنتائج الأخيرة لاجتماع الدوحة، الذي أدى إلى إنشاء فريق عمل معني بالمخدرات، وقد شارك فيه القطاع الخاص مشاركة نشطة، وهي مستعدة للتعاون في فريق العمل المقبل للقطاع الخاص لمواجهة التحديات ودعم التنمية في أفغانستان. وتدعم إيران الممثل الخاص في القيام بواجباته وتعتبر مكتب يوناما آلية مهمة للجهود الدولية لتعزيز السلام والاستقرار.
6. إن إيران ملتزمة بالمبادرات الإقليمية الرامية إلى تعزيز الحوار النشط والمشاركة مع أفغانستان، بما في ذلك الاجتماعات الوزارية للدول المجاورة، ومجموعات الاتصال الإقليمية، وصيغة موسكو. في 27 سبتمبر/أيلول، استضافت إيران الاجتماع الرباعي الثالث لوزراء الخارجية مع الصين وباكستان وروسيا في نيويورك لتعميق التواصل مع المسؤولين الأفغان وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأكد البيان المشترك الصادر عن هذا الاجتماع دعم سيادة أفغانستان واستقلالها، وشدد على أهمية الحكم الشامل والمخاوف بشأن الإرهاب. وشدد أيضًا على ضرورة ضمان حصول النساء والفتيات على التعليم والفرص الاقتصادية والمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
7. إن التحديات التي تواجهها أفغانستان كبيرة، ولكن التغلب عليها ممكن من خلال اتباع نهج منسق وتدريجي لبناء الثقة وتعزيز الاستقرار. إن إيران ملتزمة بدعم إعادة البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفغانستان والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقا لشعبها وتعزيز السلام والأمن الإقليميين، التي أدى احتلالها الطويل الأمد وانسحابها المفاجئ إلى إغراق أفغانستان في الأزمة نحن ملزمون بالمساهمة بشكل هادف في الجهود المبذولة لإعادة بناء هذا البلد.
ديف>
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |