سفير إيران لدى إيطاليا: مستعدون للتفاوض مع الأطراف الغربية
وفقًا لمجموعة السياسة الخارجية تسنيم نيوز، محمد رضا صبوري سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيطاليا في مقابلة مع صحيفة “ORE12” الإيطالية وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية قال: لم نترك طاولة المفاوضات قط. لقد كانت أمريكا ترامب هي التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة. وكما قلنا مرات عديدة، نحن على استعداد للتفاوض مع أمريكا وأوروبا على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة.
وتفاصيل هذه المقابلة كما يلي: يلي:
1- سقوط الأسد في سوريا وتبعاته يخلق مشاكل لحلفائك. ما هو رد فعل الحكومة الإيرانية وما هي الإجراءات التي تنوي اتخاذها لدعم حلفائك في منطقة الشرق الأوسط؟
وجودنا في سوريا وذلك بدعوة من الحكومة السورية وكان مستشارا لها. ولم ندعم أي شخص أو جماعة أو حزب معين في سوريا. حتى اللحظات الأخيرة، كان المهم بالنسبة لنا هو المساعدة في الحفاظ على أمن ووحدة أراضي سوريا كدولة مهمة في المنطقة. كان هذا الحضور أساسياً ومبدئياً تماماً، وكان رحيلنا مسؤولاً أيضاً. ولذلك لا أعتقد أن التطورات التي حدثت ستتسبب في انقطاع دعمنا لفصائل المقاومة في المنطقة.
2- الإعلام الغربي يصر على أن أحد أسباب سقوط الحكومة والجيش السوري هو ضعف حزب الله في الحرب مع إسرائيل. فهل لكم نفس الرأي؟
وكما أشار المرشد الأعلى الإيراني فإن هذه الأحداث هي نتاج مخطط أميركي صهيوني، ورغم ضعف المقاومة وانخفاض الروح المعنوية للجيش السوري فقد كان فعالاً أيضاً في تعزيزها، إلا أن حجم المقاومة سيتطور من خلال إيجاد المزيد من القوة والدافع في مواجهة الضغوط والجرائم. أعتقد أنه لا يوجد في العالم الغربي فهم صحيح للمقاومة وجبهة المقاومة، لأنهم ينظرون إليها على أنها قطعة من المعدات قابلة للكسر والانهيار، في حين أن قوى المقاومة مثل حزب الله هي حقيقة متجذرة في الإيمان والدين. /p>
3- برأيك هل يمكن تهديد العراق والشيعة فيه؟ فترة> ص>النظام الإسرائيلي هو نظام توسعي يقوم على سلسلة من الأوهام الدنيوية والتاريخ المزيف والمعتقدات الأيديولوجية، ومثالها الواضح هو الشعار من النيل إلى الفرات. ويستغل هذا النظام كل فرصة للترويج لهذا الشعار وحتى أبعد منه. ولذلك، أعتقد أنه ليس العراق فقط، بل كل الدول الإسلامية هي هدف السياسات العدوانية لهذا النظام.
4 – يبدو أن الحكومة العراقية تعتبر حكومة دمشق المؤقتة فرعا من فروع داعش الجهادية التي فشلت قبل 10 سنوات. ما هو رأي حكومتكم؟
ليس لدي أي معلومات عن آراء الحكومة العراقية بهذا الخصوص. وتحاول هيئة تحرير الشام حالياً تقديم نفسها على أنها منفصلة عن تنظيم داعش. لكن التاريخ لا ينسى ولا يمكن أن ننسى أن هذه المجموعة لعبت دورا كبيرا في قتل أبناء هذا البلد تحت راية داعش في العراق. هذه حقائق تاريخية ولا يمكن لهذه الجماعة أن تنكر ماضيها. أشعر أنه من الضروري استغلال هذه الفرصة وتذكير السلطات في بلدي باستعادة قوة داعش في سوريا. نشعر بالقلق إزاء الأنشطة العملياتية لتنظيم داعش في سوريا وخلق شكل جديد من الإرهاب في هذا البلد.
5- بالإضافة إلى إسرائيل، أي من الحكومات الغربية سهلت صعود هيئة تحرير الشام في سوريا ?
اعتقادنا هو أن الصعود الحالي لهيئة تحرير الشام هو مبادرة أمريكية إسرائيلية.
6- هل سيجبر الوضع المعقد في الشرق الأوسط حكومتك على تسريع البرنامج النووي؟
البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية هو مسألة فنية بالكامل مبنية على مبررات اقتصادية. ولذلك لا أرى صلة بينه وبين التطورات في الشرق الأوسط. نحن بحاجة إلى الطاقة النووية السلمية لتوفير الكهرباء وغيرها من الاحتياجات العلمية والاقتصادية. إن إقامة صلة بين الجهود المشروعة التي تبذلها إيران للحصول على الطاقة النووية السلمية والقضايا غير ذات الصلة ليست سوى مبادرة إسرائيلية غربية لإضفاء طابع أمني على القضية النووية الإيرانية وتبرير العقوبات الغربية القمعية ضد الأمة الإيرانية. نحن نعمل في إطار القانون الدولي والاتفاقيات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
7- في رأيك، ما هو تأثير الوضع في سوريا على القضية الفلسطينية والقضايا الخاصة على حماس والوضع في قطاع غزة في فضاء المعادلات السياسية الداخلية السورية؟ وهذا ليس من عمل حماس. وكما ذكرت، فإن حزب الله وحماس وجماعات المقاومة الأخرى هي قبل كل شيء نظام أيديولوجي يقوم على الإيمان بالمقاومة ضد النظام الإسرائيلي. وما سوريا إلا متغير واحد من بين عشرات المتغيرات الأخرى في معادلة المقاومة في المنطقة. والنقطة الأهم هي أن جماعات المقاومة هي مجموعة من القوى الشعبية الشرعية التي تتخذ قراراتها بناء على تقدير شعبها – وليس تحت تأثير رغبات الآخرين.
> كما سيكون من الصعب جدًا إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. بالنظر إلى هذه الإجراءات العقابية، هل يمكنك أن تصف لنا الوضع الاقتصادي لبلدك؟
برأيي، ما زال الوقت مبكرًا لقبول افتراضاتك . وبالطبع نحن مستعدون لأي خيار وأي موقف لأننا نؤمن بأن ما نطالب به هو مشروع في إطار القانون الدولي وجزء من الحقوق الأصيلة لكل دولة وأمة. ولم نترك طاولة المفاوضات قط. لقد كانت أمريكا ترامب هي التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة. وكما قلنا مرات عديدة، نحن على استعداد للتفاوض مع أمريكا وأوروبا على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة. ولا أعتقد أن مصطلح “إجراءات عقابية” مناسب أيضاً، لأننا أولاً لم نخطئ لنعاقبنا، وثانياً، أميركا ليست في وضع يسمح لها بتشجيعنا أو معاقبتنا. وبدلاً من هذه الكلمة، أستخدم كلمة “العقوبات القاسية وغير القانونية ضد الشعب الإيراني”. أتمنى أن يكون ترامب قد تعلم من الولاية السابقة أن سياسة الضغط الأقصى ليس لها تأثير على إرادتنا.
9- أخيرًا، في حالة إيطاليا، كيف هي العلاقات مع حكومة بلادنا وعلى الرغم من العقوبات، ما هي إمكانيات التبادل التجاري؟
إيران وإيطاليا صاحبتان حضارتان عالميتان عظيمتان بينهما العديد من القواسم المشتركة الثقافية والتاريخية والاقتصاد المشترك والمصالح السياسية في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية. ومن المؤسف أن العلاقات بين البلدين تأثرت ببعض الأزمات الوهمية لدى البعض الآخر. خلال السنوات الأخيرة، ضاعت العديد من الفرص في العلاقات الثنائية، وأُهدر الكثير من الوقت والطاقة، لكننا لا نزال بعيدين عن المستوى المنشود. ونأمل أن تغتنم إيطاليا والدول الأوروبية الأخرى الفرصة من خلال النهج البناء والتفاعلي الذي اقترحه السيد ميدزيكيان وأن تتخذ خطوات في طريق هذا التفاعل على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. إن اقتصاديات إيران وإيطاليا متكاملتان وهذا أحد أهم المؤشرات لتعزيز العلاقات الثنائية على أساس مبدأ المنفعة المتبادلة. هناك العديد من الفرص للتعاون التجاري بين البلدين. ومن جانبنا كل شيء جاهز لتحقيق ذلك، ونأمل أن نشهد تحركاً جدياً في هذه المجالات مع الموقف الإيجابي للحكومة الإيرانية والقطاع الخاص الإيراني تجاه العلاقات السياسية والتجارية مع إيطاليا.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |