تدمير الأمل الأخير للحياة في شمال غزة/ العار الأبدي للإنسانية
بحسب المجموعة الدولية وكالة أنباء تسنيم فإن الصهاينة اليوم الماضي بهجوم وحشي على مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالاً ودمر قطاع غزة وحرقه الأجزاء الحيوية في هذا المستشفى بشكل كامل، من أقسام العمليات والجراحة إلى أقسام الصيانة والمختبرات، حتى أن نحو 20 ألف فلسطيني محاصر في شمال قطاع غزة ليس لهم مخرج.
في هجوم غير مسبوق، أضرم الصهاينة النار في مستشفى كمال عدوان
لكن أنه طوال الأشهر الثلاثة الماضية، عندما شن نظام الاحتلال إبادة جماعية حقيقية ضد شمال قطاع غزة، كان مستشفى كمال عدوان يتعرض دائمًا لهجمات ممنهجة من قبل المحتلين، لكن هجوم الأمس كان غير مسبوق على الإطلاق والصهاينة، من خلال إشعال النيران إلى مستشفى كمال عدوان، المشاهد الرهيبة لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الذي كان أكبر مركز طبي في قطاع غزة ودمره الاحتلال، تذكر الجميع.
مصدر خاص وأعلن في حديث للجزيرة أن الجيش الصهيوني واصل أمس هجمات برية وجوية مكثفة في محيط مستشفى كمال عدوان لمدة ساعتين، ومن ثم تقدمت آليات الجيش العسكرية باتجاه المستشفى وحاصرته والأهالي المتواجدين. وفي داخل المستشفى، أجبروا المصابين والمرضى الطاقم الطبي على مغادرة المستشفى. ويستوعب هذا المستشفى أكثر من 80 مريضاً و350 من الطاقم الطبي ومرافقي المرضى. وذكرت مصادر خاصة أن جنوداً صهاينة قطعوا الأكسجين عن عدد كبير من المرضى داخل مستشفى كمال عدوان، ما عرض حياتهم للخطر.
الجرائم الصهيونية; من تجريد الرجال إلى ضرب النساء
أحد شهود العيان على جرائم الأمس التي ارتكبها الصهاينة في مستشفى كمال أدفان تدعى “أمل” وتم نقلها ومن هذا المستشفى إلى مستشفى المعمداني، قال: “أمرنا جنود جيش الاحتلال بالتوجه إلى منطقة أمام مدرسة الخورة”. وقاموا بفصل الرجال عنا وأجبروهم على خلع ملابسهم وبدأوا باستجوابهم.
وأكملت المرأة الفلسطينية: الجنود الصهاينة أيضاً أمرونا بالخلع حجابنا، لكننا رفضنا وبدأوا بضربنا، ووصلنا إلى غرب مدينة غزة بعد أن قطعنا مسافة طويلة على طرق وعرة ومدمرة بين الدبابات. وكان أطفالنا يبكون ويطلبون من الجنود الصهاينة أن يسقوهم الماء، إلا أن هؤلاء الجنود لم يعيروا اهتماماً لمناشدات أطفالنا.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية. وانقطعت الاتصالات مع عدد كبير من الأشخاص الذين كانوا داخل مستشفى كمال عدوان والمناطق المحيطة به، ولا يعرف مصير الكثير من هؤلاء، ومن بينهم الطاقم الطبي في المستشفى. كما تتحدث بعض المصادر عن اعتقال الدكتور حسام أبو صوفيا رئيس مستشفى كمال عدوان من قبل الصهاينة، وأفادت بعض المصادر أن مصيره لا يزال مجهولاً.
مشاهد مروعة في شمال غزة
اعتبارًا من 5 أكتوبر من هذا العام، بدأت قوات الاحتلال الصهيوني عملية برية واسعة النطاق في جباليا، تقع في شمال قطاع غزة، ومن ثم تدريجياً إلى المدن وصلت بيت لاهيا وبيت حانون وحاصرتا كافة مناطق شمال غزة. وفي الوقت نفسه، تتواصل الهجمات الجوية البربرية للصهاينة بشكل رهيب على شمال غزة، كما تم فرض حصار غير إنساني على هذه المنطقة، مما أبقى اللاجئين هناك وسط كارثة إنسانية كبيرة.
أجرت شبكة الجزيرة مقابلات مع عدد من اللاجئين الفلسطينيين في شمال غزة الذين توجهوا إلى مدينة غزة، وهو ما يوضح الظروف الرهيبة التي مروا بها.
يقول معاذ الخلوت، الصحفي الفلسطيني الذي هُجر من شمال قطاع غزة وواجه الموت والدمار لمدة 80 يومًا، إنني كنت أنظر يمينًا ويسارًا عبثًا لأتذكر ما هل كان شمال غزة قبل هذا الدمار؟ وقفت عند مدخل الحي الذي عشت فيه منذ عقود، لكنني لم أر أيًا من المنازل الأربعمائة الموجودة في ذلك الحي، ولا حجرًا واحدًا. وهنا لا يوجد سوى رماد ورائحة البارود الممزوجة برائحة الموت، والأرض مليئة بالجثث.
وتابع هذا الصحفي: بقيت في جباليا حتى الحقيقة وكان كل شيء مخيفًا للغاية واضطررت إلى المغادرة بعد 80 يومًا. وكان ثمن إقامتي في جباليا هو فقدان أعصابي وصحتي، ولو بقيت لفترة أطول قليلا لكان ذلك قد كلف حياتي وحياة عائلتي.
قال: أصعب أيام حياتي. كانت هناك أيام عشت فيها وسط الخوف والدمار؛ الدمار لم يصل إلى المنازل فحسب، بل وصل إلى الشوارع والبنية التحتية وأنابيب الصرف الصحي وأعمدة الكهرباء والمحلات التجارية والمستشفيات والمدارس وكل معالم الحياة، ولم يعد هناك أي مأوى في شمال غزة.
“مينار الكيلاني”، إحدى اللاجئات الفلسطينيات المهجرات من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تقول: مكثت في بيت لمدة 66 يومًا. بقيت لاهيا في ظروف مزرية وكنا نريد أن نموت في بيوتنا. لكن طائرات الجيش الصهيوني فاجأتنا بنداء عاجل عبر مكبر الصوت وأمرت بإخلاء مدارس بيت لاهيا خلال 5 دقائق.
وتابع: كنا نواجه كان من الصعب علينا أن ننظر إلى بعضنا البعض في صمت رهيب، ثم بدأ رصاص العدو ينهمر من حولنا واضطررنا جميعًا إلى الركض.
حتى الكلاب. من الحشد الجثث ممتلئة شمال غزة
أعلن محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة: إن ما يحدث في قطاع غزة شمال غزة هو تطهير عرقي ويجفف جذور الفلسطينيين. لا نستطيع حتى الوصول إلى جثث الشهداء ولا يستطيع أحد دفنهم ويبقون في الشوارع والكلاب الضالة تأكل هذه الجثث.
هو وقال بلهجة مريرة: “حتى الكلاب سئمت أكوام الجثث الملقاة في الشوارع”. إن السكان المتبقين في شمال قطاع غزة معرضون لخطر الموت الحقيقي، وأي شخص ينتقل إلى هنا سيتم استهدافه. ولم يبق في شمال غزة الآن سوى حوالي 20 ألف مواطن، وإذا لم يتحرك العالم لإنقاذ هؤلاء الأشخاص، فإنهم سيموتون أيضًا. كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية في قطاع غزة أن الاحتلال الصهيوني يواصل ارتكاب أبشع الجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة وتدمير كافة البنية التحتية.
مؤكدا أن الصهاينة لا يستطيعون تحقيق أهدافهم بهذه الجرائم، وقال: ما يحدث في غزة هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي لا يتخذ خطوات حقيقية وملموسة لمعالجة هذه الجرائم. أوقفوا هذا فإن عمليات القتل المستمرة عاجزة. style=”text-align:justify”>من جهة أخرى قالت مصادر طبية في غزة للجزيرة: استشهد عدد من أفراد الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان نتيجة النيران التي أشعلتها قوات الاحتلال ووصلت إلى أجزاء واسعة .
وأفادت شروق الرنتيسي إحدى الممرضات في مستشفى كمال عدوان أن قوات الاحتلال اعتدت على العاملين في هذا المستشفى وأشعلت النار فيهم. كل شيء داخل المستشفى. واعتقل الصهاينة مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، واقتادوه إلى مكان مجهول مع عدد من الموظفين والمرضى واللاجئين.
المكتب الإعلامي الحكومي وفي قطاع غزة أفاد أن جيش الاحتلال اعتقل 350 شخصاً، بينهم 180 موظفاً و75 مريضاً ومرافقيهم داخل المستشفى. وأجبر جنود الاحتلال المعتقلين على خلع ملابسهم، واقتادوهم إلى جهة مجهولة. وبحسب هذا التقرير فإن الاتصالات مع إدارة وطاقم المستشفى مستمرة منذ ساعات طويلة.
أفاد مراسل الجزيرة بدخول 30 مريضا نازحا من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي مصابين بمضاعفات خطيرة. كما طلبت قوات الاحتلال من الأهالي المحاصرين في المنازل المحيطة بمستشفى كمال عدوان إخلاء هذه المنازل، وإلا ستقوم بتفجيرها. كما اعتقل الاحتلال أحمد اللوط مدير إدارة الدفاع المدني شمال القطاع.
الأمل الأخير للحياة في الشمال تم تدمير قطاع غزة
كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان تسبب في إغلاق آخر مركز صحي رئيسي في شمال غزة.
شددت المنظمة على: التقارير الأولية ويشير إلى أن الأجزاء الرئيسية من المستشفى قد تم حرقها وتدميرها في هذا الهجوم، كما أن التفكيك الممنهج للمراكز الصحية والطبية في غزة يعني حكم الإعدام على عشرات الآلاف من المدنيين المحتاجين للرعاية الصحية.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن مستشفى كمال عدوان من آخر المستشفيات العاملة في قطاع غزة، ويجب على جميع الأطراف الدولية الالتزام بالتزاماتها واحترام الطواقم والمرافق الطبية. وحمايتها.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |