فرصة جوزف عون لرئاسة لبنان/ موقف حزب الله
بحسب المجموعة الدولية وكالة تسنيم للأنباء، في حين أن عدداً قليلاً ساعات تفصلنا عن أول جلسة لمجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية عام 2025 بعد عامين ونصف من الفراغ السياسي في هذا البلد، يشكو أعضاء مجلس النواب اللبناني من التدخل الأجنبي الواضح في قضية انتخاب رئيس الجمهورية؛ وهم يعلمون أنه بعد فترة طويلة من هذا الفراغ، لا سبيل لمنع التدخلات الخارجية، لأن القوى السياسية في لبنان لم تتمكن من انتخاب رئيس لبلادها منذ أكثر من عامين.
لم تكن لدى القوى السياسية في لبنان خلال هذه الفترة عمليا أي رغبة في التوافق والاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية. بل فضلوا بقاء البلاد في فراغ سياسي بدلاً من الجلوس على طاولة المفاوضات والتفكير في مصالح الشعب اللبناني المستقبلية
في هذه الأثناء كانت اللجنة الخماسية المكونة من الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر وفرنسا، والتي تم تشكيلها للتعامل مع ملف الرئاسة اللبنانية، حتى وقت قريب، تعددت الآراء حول خيار الرئيس. رئيس لبنان المستقبلي ملك؛ لكن خلال اليوم الماضي تم التوصل إلى تفاهمات بينهما. وبعد استقالة سليمان فرنجية وانسحابه لصالح العماد جوزاف عون قائد الجيش اللبناني، يعتقد كثيرون أن جلسة البرلمان قد تنتهي اليوم وسيتم تقديم جوزف عون رئيساً جديداً لهذا البلد.
تقريبًا جميع أعضاء اللجنة الخماسية يدعمون جوزف عون، وكل دولة من الدول الأعضاء في هذه اللجنة أرسلت وفودًا إلى بيروت في الأيام الماضية لإظهار موقفها رسميًا دعم عون. دع جوزيف عون يعرف.
ما هي فرص فوز جوزيف عون؟
لكن صحيفة “الأخبار” اللبنانيةأخبار ذكرت أنه على الرغم من الضغوط الخارجية العديدة التي مورست لانتخاب جوزف عون رئيساً. مستقبل لبنان متضمن، ولم يتم التوصل بعد إلى اتفاق داخلي لهذه الغاية ولم يتم ذلك، ويرى عدد من الأحزاب، بما فيها التيار الوطني الحر الذي يترأسه جبران باسيل، أن انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية يعد مخالفة للدستور. كما أنه رغم انسحاب سليمان فرنجية مرشح حزب الله وحركة أمل لصالح جوزيف عون، إلا أنه ليس من الواضح أن هاتين الحركتين ستدعمان عون.
كما أفاد موقع النشرة نقلاً عن بعض المصادر النيابية اللبنانية: لا يبدو أن جوزف عون سيتمكن من الحصول على الأصوات الكافية في جلسة البرلمان اليوم؛ لأنه يحتاج إلى 86 صوتاً، ولكن من المتوقع أن يحصل على حوالي 40 أو ربما أكثر قليلاً.
حسب الأخبار ، بسبب عدم توافق القوى السياسية والكتل النيابية على جوزف عون والمعارضة له لدى بعض الأطراف، حيث حصل على 86 صوتاً عون صعب في الجولة الأولى. وفي هذا الصدد، استمرت الاتصالات بين الأحزاب والنواب اللبنانيين حتى الساعة الأخيرة من الليلة الماضية، وأعلنت مصادر مطلعة على سير هذه المحادثات أنه بحسب مواقف النواب، حصل جوزاف عون على 86 صوتاً في جلسة اليوم. وليس من المضمون، ومن المحتمل أن عدداً من النواب، سيقترحون تعليق جلسة البرلمان من أجل إجراء مزيد من المشاورات.
إلا أن أعضاء الدول الخمس – لجنة الطريق وكذلك جوزف عون الشاب شخصياً وفي الماضي تصرفوا ومعهم عدد من البرلمانيين والسياسيين اللبنانيين وكأن الموضوع قد تم حله وسيتم انتخاب جوزف عون اليوم رئيساً للبنان.
لكن “عاموس هوكشتاين، المبعوث الأميركي الذي جاء إلى بيروت قبل أيام، بعد لقائه مع السلطات وعدد من النواب اللبنانيين، حذرهم بشكل مباشر من ضرورة اختيار رئيسهم الآن؛ لأن رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة ستجعل لبنان يواجه أوضاعا أكثر صعوبة إذا استمر الفراغ الرئاسي، وبالتالي فإن الاتفاق على انتخاب جوزف عون في مصلحة الجميع.
السعودية التي كانت حتى أسابيع قليلة ضد انتخاب قائد الجيش اللبناني رئيسا لهذا البلد، غيرت موقفها فجأة، والوفد السعودي بعد سفره إلى بيروت أعلن بوضوح أن جوزف عون هو المرشح الذي تدعمه السعودية. يكون كما عاد الوفد السعودي أمس إلى بيروت لإجبار نواب المعارضة والنواب المستقلين على التصويت لجوزيف عون. وتحدث الوفد السعودي مع البرلمانيين اللبنانيين بلغة الإملاء والتهديد وقال إن عودة السعودية إلى لبنان مرهونة بتولي جوزيف عون منصب الرئيس ولا بديل عنه.
في هذه الأثناء، وصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت للقاء الأطراف النيابية اللبنانية ليعلن استسلام باريس لمطالب واشنطن والرياض، وقال إنه لا خيار آخر سوى الحل. قائداً للجيش اللبناني لرئاسة بلد الوجود مستقبلاً ليس لديه وفي بيروت، أكد لودريان أن هناك إجماعاً دولياً على جوزف عون، وبما أن اللبنانيين طلبوا منا المساعدة، فعليهم أن يلتزموا بمواقف اللجنة الخماسية؛ لأن الفشل في انتخاب رئيس سيدخل لبنان إلى مرحلة خطيرة، وإذا لم يتم انتخاب الرئيس في هذه المرحلة واستمر الفراغ السياسي فإن الأطراف الدولية الأخرى لن تدعم لبنان.
موقف حزب الله من جوزف عون
الليلة الماضية بعد اعلان استقالة سليمان فرنجية لصالح جوزف عون ، أعلن الكثيرون ذلك جوزيف عون هو الفرصة الوحيدة لرئاسة لبنان. وفي وضع كان فيه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ضد رئاسة قائد الجيش، إلا أن الفصيل المحسوب على حركة أمل أعلن أنه لن يمنع الاتفاق الوطني. كما أفادت مصادر لبنانية أن محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني أعلن أيضاً أن حزب الله لن يعرقل الإجماع الوطني على انتخاب رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال.
لكن تطورات حدثت في ساعات الليلة الماضية جعلت الأجواء غير واضحة من جديد؛ وبشكل خاص، قال من زار نبيه باري، قبل نومه الليلة الماضية، إنه لن يسمح بانتهاك الدستور. ويقول البعض إن الموقف الرسمي لحزب الله وحركة أمل لم يتضح بعد وقد يتوجهان إلى البرلمان بأصوات بيضاء مع ممثلي الحركة الوطنية الحرة. وعلى وجه الخصوص، لم يتخذ حسن فضل الله، ممثل حزب الله الكبير في البرلمان اللبناني، موقفاً محدداً وقال الليلة الماضية: سنعلن موقفنا في صناديق الاقتراع غداً (اليوم).
بالنظر إلى تاريخ الإخفاقات المتتالية للجلسات النيابية اللبنانية في انتخاب رئيس الجمهورية، فإنه من المستحيل الحديث على وجه اليقين عن مدى جدوى جلسة اليوم؛ خاصة أن التوافق الداخلي لم يتم التوصل إليه بعد والأجواء غير واضحة. لكن على أية حال علينا أن ننتظر نتيجة الاجتماع.
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |