بودكاست|الاتجاهات الرئيسية في السياسة الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار في غزة
في العدد الأخير من البودكاست “في العمق”، تم في جدول الأعمال تحليل الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار وآفاق هذه المناطق. وبناءً على هذه التحليلات، لا يمكن اعتبار وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة بمثابة نصر عسكري مطلق لإسرائيل. وخلافاً لتأكيد بنيامين نتنياهو على تحقيق النصر المطلق، فإن هذا الاتفاق بعيد كل البعد عن مفهوم “الاستسلام غير المشروط” لحماس. إن التنازلات التي قدمتها إسرائيل للطرف الآخر تظهر أن الطرفين شهدا انتصارات وهزائم في هذا الاتفاق بناء على منطق غير متماثل، كما حققت حماس انتصارات أيضا.
ومع ذلك، فقد تعرضت حماس أيضًا لأضرار جسيمة. إحدى أهم النتائج المترتبة على وقف إطلاق النار هذا بالنسبة لحماس هو تخليها عن الحكم في قطاع غزة. وبموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، سيتم إسناد إدارة هذه المنطقة إلى وفد تكنوقراط يتكون من الفلسطينيين الذين ليس لديهم تاريخ عضوية في أي من الجماعات السياسية الفلسطينية الرئيسية، بما في ذلك حماس وفتح. وسيتكون هذا الوفد من أشخاص غير سياسيين لهم علاقات واسعة مع مختلف دول العالم، بما في ذلك أمريكا والدول العربية في الخليج الفارسی.
في هذه الأثناء، عدة أسئلة تتم مناقشة تكوين وسلطة هذا المجلس التكنوقراطي. من سيكون حاضرا في هذا الوفد وماذا سيكون تأثير مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بما في ذلك منظمات الحكم الذاتي، ودول الخليج الفارسي (قطر، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية)، وأمريكا وإسرائيل، بما في ذلك هناك شكوك .
لم يتضح بعد أي خيار وأي شخص أو مجموعة سيكون مسؤول الإدارة السياسية والمدنية في غزة. تختلف أولويات وتفضيلات الجهات الفاعلة المختلفة في هذا المجال. على سبيل المثال، تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على سيطرتها الأمنية الكاملة على قطاع غزة بعد الحرب وتطالب بالحرية العملياتية الكاملة لدخول المنطقة في أي وقت والقيام بعمليات خاصة بها دون الحاجة إلى التنسيق مع الجانب الآخر. ويذكرنا هذا النهج بالوضع الحالي في الضفة الغربية، والذي شهد تدخلات عسكرية متكررة من قبل إسرائيل في العقدين الماضيين، دون التنسيق مع منظمات الحكم الذاتي.
التحديات التي تواجه اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل
نجاح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ترتبط ثلاث مراحل أيضًا بالشكوك. إن التزام الأطراف بوقف إطلاق النار والتقدم في المراحل الثلاث، التي تشمل تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الرهائن الإسرائيليين، والإعلان الرسمي عن نهاية الحرب وبدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة، يتطلب جدية الالتزام والتصميم من الجانبين.
إذا تحقق السيناريو المتفائل، فيمكن لقطاع غزة أن يتحرك نحو إعادة الإعمار، ويمكن لوفد التكنوقراط الفلسطيني تحقيق النجاح من خلال الاستفادة من الدعم الدولي . لكن هناك تعقيدات كثيرة تعترض طريق نجاح هذا التفويض، الأمر الذي يتطلب تحليلاً أكثر تفصيلاً في المستقبل.
في الضفة الغربية، الوضع سيئ لا تزال معقدة ومتوترة. وخاصة بعد التطورات في سوريا وتزايد نفوذ الجماعات الإسلامية المقربة من جماعة الإخوان المسلمين في هذه المنطقة، بدأت جماعات المقاومة نشاطا كبيرا. وأدى ذلك إلى تزايد الإجراءات القمعية من قبل منظمات الحكم الذاتي والقوات الإسرائيلية.
نهاية ال message/
© | وقد قام مركز ويبانغاه الإخباري بترجمة هذا الخبر من مصدر وكالة تسنیم للأنباء |