اليمن أي رمز فخر الصناعات العسكرية الأمريكية أقعده
سقوط متكرر طائرات “إم كيو-9” بالإضافة إلى الخسائر المالية، يمثل انتكاسة لاستراتيجية القوات الجوية الأمريكية في مواجهة اليمنيين، مما دفع واشنطن إلى البحث عن بدائل والانخراط في مأزق جديد.
وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الأخبار، فإن الخسائر المتتالية للطائرات المسيرة ”إم كيو-9″ أمام قوات أنصار الله (الحوثيين) قد دفعت واشنطن إلى الاعتراف بأن نجاح أنصار الله في إسقاط 21 طائرة من طراز “إم كيو-9″ بمهام متعددة يشكل تهديدًا خطيرًا للقوات الجوية الأمريكية التي تعتبر نفسها الأفضل في العالم.
وفي هذا السياق، أثارت المناقشات العميقة داخل وزارة الدفاع الأمريكية ووسائل الإعلام خاصةً حول تقييم الظروف الحالية تساؤلات كبيرة. ومع ذلك، لم تؤد هذه المناقشات حتى الآن إلى نتائج ملموسة بشأن الخروج من المأزق اليمني.
في حين تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إن خلق الرعب والرهبة بين أعداء هذا البلد هو الهدف الذي يجبرهم على التراجع والامتناع عن أي عمل، لكن الوضع في اليمن مختلف تمامًا حيث تواجه أمريكا تهديدات باللجوء إلى القوة وحتى استخدام القوة الفعلية في حملاتها الجوية الموسعة، لكنها فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة.
وفقًا لهذا المقال، فإن قوات الدفاع الجوي اليمنية والقوات المسلحة لهذا البلد قد استطاعت تحويل الهجمات الأمريكية الأخيرة إلى فرصة لتعزيز قدراتها القيادية والتكتيكية والسيطرة على الموقف. ومن خلال هذه الطريقة، زادت من خبرتها في إنتاج أنظمة صواريخ محلية تم استخدام بعضها لأول مرة خلال هذه الحرب بنجاح كبير، كما تم تصحيح العيوب التشغيلية الموجودة فيها بسرعة.
بشكل عام، وباعتراف الجانب الأمريكي، فقد أثبتت أنظمة الدفاع الجوي اليمنية نجاحها في مواجهة التفوق التكنولوجي الأمريكي.
تقرير القيادة المركزية الأمريكية عدد الهجمات التي شنتها على اليمن بـ 750 هجمة، بينما ذكرت بيانات يمنية أن العدد بلغ 900 هجمة. ومع ذلك، أظهر اليمنيون قدرة عالية في إسقاط الطائرات الأمريكية، خاصةً الطائرات المسيرة من نوع إم كيو-9، مما يثبت سعيهم لتعزيز قوتهم في الدفاع عن مجالهم الجوي.
وأعلن السيد عبد الملك الحوثي، زعيم أنصار الله في اليمن مؤخرًا أن القوات اليمنية نجحت في تعطيل جزء من القوة الجوية الأمريكية. جاء هذا الإعلان بعد اعتراض وتحييد 11 غارة جوية أمريكية باستخدام أنظمة الدفاع الجوي المحلية اليمنية. وشملت هذه العمليات حتى اعتراض طائرات الشبح الأمريكية المتخفية من الرادار والتي تحلق على ارتفاعات عالية جدًا.
وفي هذا الصدد، نقلت الشبكة التلفزيونية CNN الأمريكية عن مسؤولين في البلاد قولهم إن نجاح اليمنيين في إسقاط 7 طائرات مسيرة شكل عائقًا رئيسيًا أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات في اليمن.وكان الأمريكيون يعتقدون أنه بتحقيق التفوق الجوي خلال 30 يومًا وإضعاف القوة الجوية اليمنية، يمكنهم بدء مرحلة جديدة تعتمد على جمع معلومات دقيقة واستهداف قادة بارزين في حركة أنصار الله.
يعتبر القادة الأمريكيون طائرات MQ-9 بدون طيار الأكثر ملاءمة لتنفيذ هذه المهمة، لكن إسقاط هذه الطائرات بشكل متتالي قد وضع الولايات المتحدة في مأزق. يقر المسؤولون الأمريكيون بأن اليمنيين قد استولوا على زمام المبادرة في مهاجمة الطائرات الأمريكية بدون طيار، واستمرار هذا الاتجاه يقلل من نجاح واشنطن في تدمير أسلحة اليمنيين.ويضيف هؤلاء المسؤولون أن القوات الأمريكية مجبرة على استخدام هذا النوع من الطائرات بدون طيار، لأن المعلومات الاستخباراتية المتاحة في الظروف الحالية هي الأساس لتحديد الأسلحة المطلوبة لتنفيذ العمليات.
مهمة طائرات MQ-9 بدون طيار لا تقتصر فقط على جمع المعلومات الاستخباراتية ودعم الضربات الجوية والتنسيق، بل إن هذه الطائرات تُعد من أهم الطائرات بدون طيار…
هجمات جوية أمريكية تستهدف طائرات مسيرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية التي تقوم بمهام استخباراتية وجاسوسية، وتُسند إليها مهام قتالية كثيرة. هذه الطائرات يمكنها التحليق على ارتفاعات تزيد عن 15 كيلومترًا، ومجهزة بأجهزة استشعار قوية وأنظمة اتصالات متطورة تعمل بعدد كبير من القنوات ومجموعة متنوعة من الأسلحة الدقيقة.
تمتلك القوات الجوية الأمريكية 249 طائرة من نوع MQ-9 ريبر، والتي يقدر الكونغرس الأمريكي قيمة كل منها بـ 30 مليون دولار. وفقًا لذلك، فقد خسر البنتاغون والكونغرس الأمريكي ما مجموعه 7 طائرات خلال أسبوع واحد بقيمة إجمالية تصل إلى 200 مليون دولار، وهو رقم مرتفع جدًا للعمليات العسكرية في اليمن. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على هذه الطائرات في ازدياد مستمر.جزء من المهام المختلفة التي واجهت صعوبات هو مواجهة المسؤولون الأمريكيون الذين يعتقدون أن الاستفادة أكثر من هذه البنى التحتية، سوف يؤدي إلى مزيد من الأعطال والسقوط لتلك الطائرات.