حسین الشیخ؛ من هو الوجه المكروه في فلسطين ومهرة الصهاينة في رام الله
يعتبر الفلسطينيون حسين الشيخ، مثل محمود عباس، أداة أمريكية-صهيونية لا تلتزم بالقضية الفلسطينية وتدفع مؤامرات الصهاينة بدماء شعبها.
وفقًا لتقرير قسم العربية في “وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن وكالة مهر للأنباء والجزيرة، بينما يواصل الكيان الصهيوني تصعيد هجماته على الضفة الغربية وتزيد السلطة الفلسطينية من تعاونها الأمني مع الصهاينة لقمع الفلسطينيين في المنطقة، فإن تعيين “حسين الشيخ”، العضو البارز في حركة فتح والمعروف بقربه من الأوساط الأمنية الإسرائيلية، كنائب لمحمود عباس رئيس السلطة، أثار جدلاً كبيراً بين الفصائل الفلسطينية والجماهير وأثار تساؤلات جديدة حول مستقبل القيادة الفلسطينية ومسار القضية في هذه المرحلة الحرجة.
في وقت تتعرض مدن الضفة الغربية وخاصة جنين وطولكرم والخليل لهجومات شرسة…
يتعرض الفلسطينيون لـ قمع متكرر ووحشي من قبل الصهاينة، مصحوبًا بتشريد السكان وتدمير منهجي للبنى التحتية. يبدو أن السلطة الفلسطينية تواجه تحديات متزايدة تتطلب تدخلات سياسية حقيقية، خاصة بعد التطورات الأخيرة في هيكلها التنظيمي.
حسين الشيخ: الوجه المكروه لدى الفلسطينيين وأداة إسرائيل وأمريكا
وُلد حسين الشيخ عام 1960 في رام الله عندما كانت الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية.تنتمي عائلته — التي جاءت من قرية صغيرة قرب تل أبيب — إلى الـ700 ألف فلسطيني الذين طُردوا من ديارهم خلال حروب 1948، ضحايا تشريد يُشار إليه اليوم باسم “نكبة فلسطين”، وهي كارثة لا تزال تُذكر.
عندما بلغ السادسة من عمره، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة خلال حرب الشرق الأوسط عام 1967، وانضم في مراهقته إلى حركة فتح. نتيجة لذلك، قضى جزءًا كبيرًا من ثمانينيات القرن الماضي في الس…قضى حسين الشيخ سنواته الأولى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث اكتسب خلال تلك الفترة شعبية واحترامًا بين الشعب الفلسطيني.
بعد إنشاء السلطة الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي، بدأ الشيخ العمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية حديثة التأسيس، وسط آمال كبيرة بتقارب الفلسطينيين نحو تحقيق دولة مستقلة.
في عام 2007، تم تعيينه كممثل رئيسي للفلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي. وبعد عام واحد، انضم إلى المجلس القيادي لحركة فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
خلال العقد الذي تلى ذلك، وعلى الرغم من تعثر جهود الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة، إلا أن الشيخ تقرب أكثر من محمود عباس وكان غالبًا ما يحضر لقاءاته مع القادة الأجانب.
حسين الشيخ يُعتبر من المقربين لمحمود عباس وهو أحد المرشحين المدعومين من الولايات المتحدة وإسرائيل لخلافة أبو مازن، نظرًا لتعاونه الوثيق مع الأوساط الأمنية للنظام الصهيوني.ونيستي ودوره البارز في قمع الفلسطينيين في الضفة الغربية جعله شخصية غير محبوبة بين الشعب الفلسطيني.
وفقًا لاستطلاعات الرأي التي نُشرت على مدى العامين الماضيين، فإن 3% فقط من الفلسطينيين يعتبرون حسين الشيخ جديرًا بقيادتهم، مما يعني أن الأمة الفلسطينية بأكملها تقريبًا ترى فيه شخصية غير وطنية لا يمكن الوثوق بها، تمامًا مثل أبو مازن.
دانييل شابيرو، السفير الأمريكي السابق في فلسطين المحتلة والعضو في معهد أبحاث مجلس الأطلنطي بواشنطن، يقول إن حسين الشيخ يتمتع بدعم المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين. إنه شخصية جادة يمكن للمسؤولين الأمريكيين العمل معها وهو محبوب أيضًا لدى المسؤولين الإسرائيليين.
مسار صعب للسلطة الفلسطينية مع صعود الشيخ
في هذا الصدد، أعرب الدكتور حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عن شكوكه حول إقدام المجلس المركزي على تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس السلطة
قالت السلطة الفلسطينية إن تعيين حسين الشيخ جاء استجابة لضغوط أمريكية وإسرائيلية وبعض الأنظمة العربية، بهدف إعادة إنتاج نموذج سياسي في فلسطين يتماشى مع سياسات واشنطن وتل أبيب ولا يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.
وأكدت أن تعيين نائب رئيس السلطة كان يجب أن يتم عبر انتخابات حرة وشعبية، وليس بقرار داخلي محصور بالمجلس المركزي. كما غابت العديد من الفصائل الفلسطينية عن اجتماع المجلس المركزي لهذا الغرض، مما يعني عدم وجود نصاب سياسي حقيقي في الاجتماع الذي تم فيه اتخاذ هذا القرار المهم.
ويرى هذا الممثل الفلسطيني أن ما حدث هو انحراف عن مسار الإصلاحات الحقيقية التي كان يتطلع إليها الفلسطينيون. فالإصلاح السياسي يجب أن ينبع من الإرادة الشعبية الواسعة، وليس من احتكار داخل هياكل منظمة التحرير بهدف إخراجها من الأزمة وإرضاء الأطراف الخارجية.
وأكد أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الإجماع حول القيادة، بل أيضًا في التنسيق الأمني المستمر للسلطة الفلسطينية مع العدو وتآكل المشروع الوطني، مما يشكل تهديدًا لاستمرار الانقسام في المجتمع الفلسطيني وتفكك الوحدة الوطنية في مواجهة المحتلين.
تعيين الشيخ كنائب لأبو مازن يتوافق مع مخططات إسرائيل
وأعلن رجا عبد الحق، المحلل السياسي الفلسطيني، في هذا الصدد قائلًا: إن تعيين حسين الشيخ كنائب لرئيس السلطة الفلسطينية هو جزء من مشروع أكبر لإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية بما يتماشى مع مخططات إسرائيل والولايات المتحدة؛ بحيث يتم إفراز قادة لا يعترضون على استمرار الاستعمار وبناء المستوطنات الصهيونية في فلسطين.
وأضاف: هذا التعيين يذكرنا بتجربة سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية؛ حيث اقتصر دوره على إدارة الأزمة بدلاً من تبني مسار النضال الوطني من أجل الحرية.يتناول الشؤون اليومية للفلسطينيين.
وأكد هذا المحلل الفلسطيني أن تعيين حسين الشيخ نائبًا لمحمود عباس سيؤدي إلى مزيد من خيبة الأمل لدى الشعب الفلسطيني، ويُضعف الآمال في تغيير حقيقي في هيكل منظمة التحرير، بما يتناسب مع تضحيات شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصةً في ظل تصاعد الاعتداءات الوحشية للعدو الصهيوني على المدنيين العزل في غزة.
وأشار إلى أن التركيز على تعيين نائب لرئيس السلطة الوطنية واختيار شخص مثل حسين الشيخ لهذا المنصب، دون الالتفات إلى الظروف الكارثية في الضفة الغربية وغزة، يمثل فصلًا جديدًا من أزمة فلسطين لا يتعامل بأي شكل مع جذور الصراع مع المحتلين.
سيف عائلة الشيخ على رقاب الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية
ونشر موقع شبكة الإعلام الفلسطيني تقريرًا ذكر فيه أنه بين سجل أسود لحسين الشيخ كغيره من المنتسبين للسلطةأفادت مصادر فلسطينية أن الشيخ وعائلته مشهورون بابتزاز الفلسطينيين وفرض ضرائب باهظة عليهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما سجلوا سجلاً حافلاً بالفضائح المذلة.
وكشفت المصادر أن أبناء أخ حسين الشيخ في الفترة الأخيرة، وبعد بدء حرب غزة، قاموا بابتزاز التجار الذين كانوا يرسلون البضائع لأهالي قطاع غزة المحاصرين وفرضوا عليهم ضرائب باهظة.
وأكد نشطاء فلسطينيون أن عائلة حسين الشيخ تضطهد المواطنين والتجار الفلسطينيين الذين يساعدون غزة، وتجبرهم على دفع مبالغ طائلة تحت ذريعة الضرائب أو الابتزاز.
كما كشف يوسف شناعة، الناشط الحقوقي الفلسطيني، تفاصيل عن الأعمال الخيانة التي يرتكبها أبناء أخ حسين الشيخ ضد الشعب الفلسطيني، قائلاً: “إنهم يستغلون نفوذهم ويقومون بالترهيب لانتزاع مبالغ كبيرة من الفلسطينيين، ولديهم حرية التصرف بسبب صلتهم بحسين الشيخ”.أكد هذا الناشط الفلسطيني: “أقارب حسين الشيخ يتعمدون مضايقة التجار ويجبرونهم على دفع مبالغ طائلة مقابل دخول البضائع إلى غزة. لدي أسئلة لحسين الشيخ حول ما يفعله أبناء أخوته.فقد فرضوا منذ بداية حرب غزة تكاليف ورسومًا باهظة على كل شاحنة تدخل غزة، حيث تجاوزت الضريبة المفروضة على الشاحنة الواحدة 40 ألف شيكل (العملة المستخدمة في الكيان الصهيوني)، وأي شخص لا يدفع هذه التكلفة تتعرض بضاعته للتلف في المستودعات ويخسر كل شيء.”
وقال يوسف شناعة مخاطبًا حسين الشيخ: “لماذا يفعل أبناء أخوتك هذا؟ وما هو موقعهم الوطني والقانوني الذي يسمح لهم بارتكاب هذا الفعل الخائن غير القانوني وغير الأخلاقي؟ أين تذهب الأموال التي يجنونها من هذا العمل؟ ومن يستفيد منها؟ وهناك آلاف الأسئلة الأخرى.” واضطر التجار في قطاع غزة إلى رفع أسعار المواد الغذائية للسكان المظلومين والمحاصرين في القطاع.بسبب الجرائم التي يرتكبها أبناء أخوة حسين الشيخ، قرروا زيادة الضغط.
كما أكد النشطاء الفلسطينيون على منصات التواصل الاجتماعي عبر نشر منشورات متعددة أن حسين الشيخ يتصدر قائمة المتعاونين مع العدو الصهيوني، وأنه وشركائه مرتزقة إسرائيل الذين يبيعون دينهم وإخوانهم مقابل دينار، ويجب عليهم أن يحاسَبوا أمام الشعب الفلسطيني.