السيطرة والحرب التجارية نتاج حكم ترامب ١٠٠ يوم في أمريكا
لخصت وكالة أسوشيتد برس أداء دونالد ترامب خلال أول 100 يوم من رئاسته للولايات المتحدة في ثلاثة محاور: قمع النظام الفيدرالي، فرض الهيمنة على الحلفاء، وبدء حروب تجارية في العالم.
وفقًا لتقرير قسم العربي ”وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن وكالة مهر نقلاً عن الجزيرة، فقد قامت وكالة أسوشيتد برس بإعداد تقرير بمشاركة 13 محللاً وخبيراً في مجالات مختلفة محلية ودولية وتعليمية واقتصادية وعسكرية وسياسية وثقافية، تناولت فيه أداء دونالد ترامب خلال المئة يوم الماضية من رئاسته للولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى أن ترامب يسعى لتحقيق تصرفاته بطريقة تعيد العظمة لأمريكا. حيث أعاد نشر سياسات رونالد ريغان الرئيس الجمهوري السابق للولايات المتحدة القائمة على التجارة الحرة والتحالفات الغربية الدولية، كما سعى لإحداث تغييرات جذرية في دور الحكومة في حياة الأمريكيين وفي موقع البلاد على الساحة العالمية.
رامب في هذا السياق من إيلان ماسك كواحد من أقوى رجال العالم لإنهاء الحكم الفيدرالي في أمريكا، وأعلن بشكل أحادي الجانب أنه يريد تحالفات ما بعد الحرب العالمية الثانية مع أوروبا أن تكون محل إعادة النظر. أصدر رئيس الولايات المتحدة أوامر استثنائية خاصة بتغيير هيكل مؤسسات التجارة العالمية مما تسبب في زلزال في الأسواضطر وارتباك في عواصم الدول المختلفة. كما أصدر تعليمات بخروج المهاجرين من أمريكا وعيشهم في السلفادور دون محاكمة قضائية.
الرئيس الأمريكي جنجالي وضع الأقسام المتعلقة بالحقوق والوسائل والصحة العامة للفرنجة كأهداف مباشرة. ذكرت هذه الوكالة الإخبارية الأمريكية في تقريرها المحاور الرئيسية لبرنامج عمل ترامب خلال الأيام المائة الماضية من رئاسته في البيت الأبيض:
الاقتصاد
سعى ترامب لجعل الاقتصاد الأمريكي تحت إدارته عبر سلوكيات وحروب تعريفات جمركية…
أظهرت بعض البرامج أن ترامب خلال هذه الفترة كشف عن نفسه. ونتيجة لذلك، خفض المستهلكون اعتمادهم على السوق مما تسبب في انكماش السوق واهتزاز الأسواق المالية، وفقد المستثمرون ثقتهم في سياسات ترامب وتحولوا إلى النظر بقلق نحو “فترة رئاسة بايدن الواعدة”.
في هذه الأثناء، أدرجت الولايات المتحدة أهم شركائها التجاريين، أي المكسيك وكندا، ضمن قوائم الإعفاءات الجمركية، كما فرضت تعريفات جمركية صارمة على واردات الصين الفولاذية التي واجهت ردود فعل صينية غاضبة. أدت هذه الإجراءات إلى توسع التوتر بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، كما دفعت اليابان وكوريا الجنوبية إلى الدخول في مفاوضات مع الأمريكيين.
ادعى ترامب أن الإعفاءات الجمركية يمكنها خلق فرص عمل جديدة في أمريكا وفي نفس الوقت يمكنها سداد 36 تريليون دولار من الديون الأمريكية العامة. ومع تطبيق هذه الإعفاءات، انخفض دخل الأسرة الأمريكية المتوسطة بمقدار 4900 دولار سنويًا. كانت هذه المؤشر…
أعلن البيت الأبيض الأمريكي وتأكيده أن المقترحات المقدمة من ترامب في هذا الصدد لم تتحقق بعد.
قام ترامب باستثمار 500 مليار دولار في قطاع الذكاء الاصطناعي، وطالب مسؤولي شركة “هيونداي” بإنشاء مصنع جديد للسيارات في ولاية لويزيانا. هذه الخطوة تأتي في وقت تسعى فيه الإدارة إلى تحقيق انتعاش اقتصادي محتمل.
كما عزز ترامب قطاع النفط والفحم الحجري، ورفع متطلبات المواد الأخرى التي يحتاجها قطاع الطاقة النظيفة لزيادة إنتاجه.
دور إيلان ماسك في حكومة أمريكا
وعد ترامب بأنه سيقاوم تدفق الأموال والفساد وسوء الإدارة في حكومة الولايات المتحدة، لذا اختار ماسك لهذا المنصب الانتخابي.قام ماسك ببناء سياسته على تشكيل وزارة كفؤة وقادرة لتكون أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا خلال أول 100 يوم من حكم ترامب في أمريكا.
لطالما سعت الجمهوريون إلى كشف الإجراءات البيروقراطية في أمريكا، لكن تصرفات ترامب ومسك وسرعة وحدة تصرفاتهما أثارت حتى أكبر الجمهوريين الأمريكيين. انتقادات مسك الحادة لسياسة التأمين الاجتماعي تسببت في قلق شديد بين الناخبين الأمريكيين. كما أثار ادعاءاته بشأن الهجوم المفقود على الأموال المالية للمانحين الأمريكيين، مما أدى إلى فساد واضح.
على الرغم من أن ترامب ومسك كانا دائمًا في حالة مدح وثناء متبادل، إلا أن فترة وجود مسك في الحكومة الأمريكية كانت محدودة.
الهجرة
كان الصراع مع الهجرة غير النظامية إلى أمريكا شعارًا ثابتًا لانتخابات ترامب، وقد أطلق خلال هذه الفترة واحدة من أكثر السياسات صرامة ضد الهجرة في تاريخ أمريكا. قام ترامب بنشر القوات العسكرية الأمريكية على طول حدود أمريكا والمكسيك، وأجبر المهاجرين على الخروج باستخدام الطائرات العسكرية ومنع دخول المهاجرين من مراكز
أجبرت الولايات المتحدة عددًا كبيرًا من المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية، بما في ذلك السلفادور وخليج غواتيمالا في كوبا، كما اضطرت كندا إلى تسجيل أسماء الذين يدخلون أمريكا. رغم أن نتائج استطلاعات الرأي أظهرت في البداية أن 46% من الأمريكيين وافقوا على إجراءات ترامب في هذا الصدد، إلا أن أكثر من نصف الآخرين اعتقدوا أن ترامب تجاوز الخطوط الحمراء في تنفيذ سياساته وأخرج المقيمين غير الشرعيين من أمريكا بطريقة غير قانونية. وأحيى ترامب قانونًا يعود لعام 1878 يمنح الرئيس سلطة اعتقال المهاجرين في أمريكا بمساعدة الجيش.
معارضة شديدة
منذ توليه الرئاسة، سعى ترامب إلى تحويل النظام القضائي الأمريكي الذي كان يحميه خلال الحملة الانتخابية 2020 ليصبح خاضعًا له. ويقدم تقريبًا كل أسبوع عددًا من القضايا الأمريكية ووكلائهم الذين يشاركون في هذه العملية…
كما ألغى التصاريح الأمنية لأكثر من 40 مسؤولًا استخباراتيًا كانوا قد نشروا تقارير مخالفة لرأيه في عام 2020. وفي عهد ترامب، قامت وزارة العمل بفصل مدعين عامين كانوا ضمن فريق جاك سميث واستجوبوه.أصدر العديد من قضاة المحاكم الأمريكية أحكامًا ضد الحكومة وبرامجها الحالية، لكن الحكومة الأمريكية تدعي أن القضاة لا يمكنهم إصدار أحكام قضائية على المستوى الوطني.حتى أن ترامب طالب بإقالة قاضٍ اتحادي حكم ضده في قضية مهاجرين فنزويليين.
العلاقات الدولية
يرفض ترامب النظام العالمي القائم بعد الحرب العالمية الثانية ولا يعترف بالتحالفات طويلة الأمد للولايات المتحدة، ويطالب بتقليل الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا. وصلت هذه الإجراءات إلى حد جعل حلفاء أمريكا التقليديين مثل ألمانيا وفرنسا يعلنون أنهم لم يعودوا…
واشنطن لا تثق به.
كما قدم ترامب نفسه على أنه ملتزم بإنهاء الحرب بسرعة في أوكرانيا وغزة؛ لكنه حتى الآن لم يتمكن من تحقيق تأثير إيجابي في هذه الملفات.وقد وضع معايير جديدة لاستضافة زعماء الدول أثناء استضافته لفلوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا. تسببت تصرفات ترامب في إثارة شكوك لدى حلفاء أوروبا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية حول الاعتماد على الولايات المتحدة. كما أمر ماركو روبيو وزير خارجيته بتقليل عدد الموظفين وبرامج العمل في وزارة الخارجية، ووافق روبيو على هذا الأمر. بعض العاملين في هذه الوزارة لديهم أيديولوجيات متطرفة تجاه القضايا الدولية.
وأخل ترامب أيضًا بتوازنات القوة في المنظمات المتعددة الجنسيات. ففي عهد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة فورًا من منظمة الصحة العالمية وألغت مشاركتها في اتفاقية باريس للمناخ بشأن الغازات الدفيئة، واتخذت إجراءات ضد الأحكام الصادرة من المحكمة الداتخاذتها. أغلَق ترامب وكالة التنمية الدولية في الولايات المتحدة، وهي وكالة على الرغم من وجود فساد ملحوظ في بعض أنشطتها، إلا أنها كانت تقدم بعض المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
كما طالب ترامب بضم جزيرة غرينلاند إلى الأراضي الأمريكية والسيطرة على قناة بنما، ووصف كندا بأنها الولاية الحادية والخمسون للولايات المتحدة.
الاستبداد في حكم أمريكا
بذل ترامب جهودًا كبيرة لإثبات أن الكونغرس لا يملك صلاحيات مماثلة للبيت الأبيض.وتحدى الكونغرس وقلص صلاحيات أعضائه. مع سيطرة الجمهوريين على البيت الأبيض والكونغرس، كان لدى عناصر هذا الحزب فرصة نادرة لفرض برامجهم على كل أمريكا، لكن يبدو أن ترامب لا يتحمل حتى التعاون مع الكونغرس لتحقيق أهدافه.
تجاوزت الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب خلال هذه الفترة 10 أضعاف تلك التي أصدرها 5 رؤساء…
أصدرت الولايات المتحدة في العام الماضي أوامر تتجاهل جميعها دور الكونغرس في البلاد. وقد حذر الديمقراطيون الأمريكيون من هيمنة “الاستبداد” على الديمقراطية الأمريكية. وقال كريس مورفي، السناتور الديمقراطي، في هذا الصدد: “لقد أدرك مؤسسو الولايات المتحدة جيدًا أن وجود جهاز تنفيذي قوي يمكن أن يعيق الديمقراطية في البلاد ويؤدي إلى الاستبداد”.
المجال العسكري
أقال رئيس الولايات المتحدة خلال الأشهر الثلاثة الماضية العديد من القادة العسكريين الكبار في وزارة الحرب بالبلاد، بما في ذلك ضابطان كبيران برتبة أربع نجوم ورئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش وعدد من المحامين العسكريين الكبار في أمريكا.
واجه بيت هيجست، وزير الدفاع الأمريكي خلال هذه الفترة، جدلاً متعلقًا بتسريب معلومات حساسة عبر الإنترنت. وفي إطار سياسات ترامب، من المقرر أن يترك عشرات الآلاف من المدنيين العاملين في الوكالات الدفاعية وظائفهم طوعًا أو قسرًا.
رند حتى ينخفض عدد هؤلاء الأفراد في أمريكا. تُجرى هذه التغييرات الداخلية في وقت تستعد فيه الجيش لهذا البلد لحرب محتملة مع الصين في المستقبل، وقد خصص ترامب ميزانية تقارب تريليون دولار للأغراض العسكرية. أنفقت القوات المسلحة في هذا الصدد موارد مالية كبيرة لتعزيز المراقبة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
الصحة العامة
ألغى ترامب خلال المئة يوم الأولى من رئاسته أكثر من 10 آلاف وظيفة في وزارة الصحة والخدمات البشرية، ووقف تمويل العديد من المعاهد البحثية والجامعات الأمريكية، كما ألغى اجتماعات عامة لمراجعة أداء لقاحات الإنفلونزا ولقاحات أخرى. طرح روبرت إف كينيدي، وزير الصحة الأمريكي، شعار إعادة تحسين الصحة في أمريكا بدءًا من دور الحضانة والمدارس والمراكز الصحية، وأصدر قانونًا يمنع إضافة مواد ملونة إلى السلة الغذائية للأمريكيين، وطالب بوقف إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب.
أصبحت ميدني في أمريكا.
طالب كندي بوقف تطعيم الأطفال في أمريكا؛ وهو الأمر الذي زاد من قلق العديد من الأطباء والخبراء في الشؤون الطبية. ألغى ترامب خلال فترة الـ100 يوم الأولى من رئاسته العديد من الوظائف في وكالات الصحة العامة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء والأكاديميات الوطنية للصحة.ادّعى المسؤولون الأمريكيون أن هذه الوظائف كلّفت دافعي الضرائب 1.8 مليار دولار.
الطاقة والبيئة
شهدت الحكومة الأمريكية زيادة غير مسبوقة في إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم، وسعت إلى إزالة جميع العقبات الهيكلية الموجودة على هذا الطريق. وفي هذا الصدد، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ وأزال القيود المفروضة على مرافق إنتاج الطاقة التي تعمل بالفحم وكذلك السيارات والمصانع الأخرى. بذلت الحكومة الأمريكية جهودًا…
لضمان توفير الطاقة المتجددة، خاصة في مجال طاقة الرياح، واختار الفحم كمصدر لتوفير 70% من وقود منشآت إنتاج الطاقة. وذلك في حين كان استخدام هذه المادة محدودًا بسبب التلوث البيئي. يعتقد نشطاء البيئة أن إجراءات ترامب في هذا المجال تسمح لمئات الشركات بالتخلص من القوانين التي وضعت لحماية البيئة والصحة العامة.
الفن والثقافة
منذ توليه الرئاسة في الولايات المتحدة، قام دونالد ترامب بإقالة العديد من موظفي الصندوق الوطني والمؤسسات الفيدرالية الأخرى المتعلقة بالفن والثقافة، وإرسال موظفيها في إجازة بدون أجر، كما علق مئات الملايين من الدولارات من الميزانية التي كان من المفترض تخصيصها لهذه المؤسسات.
كما قام ترامب دون إذن من الكونغرس الأمريكي بإغلاق مؤسسات مثل معهد جون إف كينيدي للفنون والصندوق الوطني للعلوم الإنسانية، لتعارضها مع رؤيته فيما يتعلق بالعصر الذهبي.توقفت وصف وتمويل الفن والثقافة. هذا في حين أن هذه المؤسسات الفنية بدأت عملها منذ أكثر من 60 عامًا بدعم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتقدم الدعم لرؤساء الولايات المتحدة.الوسائط الإعلامية
يعتبر العديد من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام أن الفترة الثانية لرئاسة ترامب تشكل تحديًا لمهنتهم، لكن قليلون منهم يدركون الحجم الحقيقي لهذا التحدي. فقد شنت الحكومة الأمريكية منذ تولي ترامب السلطة هجومًا واسعًا على الصحف ووسائل الإعلام الخبرية، حيث رفعت قضايا ضد شبكة سي بي إس نيوز ووكالة أسوشيتد برس، وحاولت إغلاق الإذاعة الحكومية “صوت أمريكا”. كما رفع ترامب قضية ضد لجنة الاتصالات الفيدرالية.
ويقول بيل جرويسكين أستاذ الصحافة في جامعة كولومبيا الأمريكية إن إدارة ترامب بذلت كل جهودها لتقييد العمل الصحفي في أمريكا. كما فرض ترامپ قيودًا…قامت وكالة أسوشيتد برس بذلك، لأنها لم تكرر الأسماء التي ذكرها ترامب فيما يتعلق بـالخلیج الفارسی. وفي هذا الصدد، تُعتبر شبكة فوكس نيوز أقرب مصدر إعلامي إلى ترامب والمحيطين به الذين يؤثرون عليه.
