سر تحول مواقف ماكرون تجاه نتنياهو من الصداقة إلى الكراهية
الكشف العلني عن الخلاف بين نتنياهو وماكرون هو حدث غير مسبوق أثار تكهنات كثيرة حول التزايد المستمر لعزل النظام الصهيوني عالميًا.
بحسب ما نقلته “وكالة ويبانقاه للأنباء” عن وكالة مهر نقلاً عن الجزيرة، في الأيام الأولى بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، أعلن الفرنسيون دعمهم المطلق للنظام الصهيوني، حيث كان يمكن رؤية الناس في شوارع البلاد يرتدون أعلام هذا النظام، ونُشرت صور أسرى صهاينة في شوارع فرنسا، وكان الجميع يقول إن كارثة كبرى قد حلت على تل أبيب.
منصة فرنسا تحت تصرف مجرم حرب
في تلك الأيام، كان الخطاب الفرنسي متوافقًا تمامًا مع نظام الاحتلال الصهيوني، بل وتحدثوا باللغة العبرية لإظهار دعمهم لهذا النظام. ومنذ أكتوبر 2023 حتى الآن، حدثت تطورات كثيرة وظهرت توجهات مختلفة.
في 30 مارس 2024، تحدث بنيامين نتنياهو رئيس وزراء النظام الصهيوني – الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – لمدة 30 دقيقة على قناة “تي span> أف span>1″ الفرنسية ، وكان هذه أول ظهور إعلامي لنتنياهو على منصة فرنسية بعد أحداث أكتوبر ٢٠٢٣ . جاء هذا الخطاب بينما أصبح اسم نتنياهو محور النقاش الرئيسي في المحكمة الجنائية الدولية . p>
حاول رئيس وزراء الكيان الصهيوني خلال حديثه عبر هذه الوسيلة الإعلامية الفرنسية التحدث عن المصالح المشتركة بين باريس وتل أبيب ، مدعيًا أن الإرهاب الإسلام يهدد كلًا من فرنسا وإسرائيل ، وأن الإجراءات القانونية الدولية ضده تستهدف في الواقع span> جميع اليهود .
كما ادعى نتانياهو آنذاك بتصريحات خادعة موجهة إلى الفرنسيين بأن حكومته بذلت جهودًا كبيرة لتوصيل المساعدات البريّة والبحرية والجوية للمدنيين في قطاع غزة. وزعم أنه يعتبر حتى قتل مدني فلسطيني واحد أمراً مروعاً ، وأن الجيش الإسرائيلي يهتم بحياة المدنيين الفلسطينيين بقدر اهتمامه بحياة المدنيين الإسرائيليين!
ولكن بالتزامن مع هذا الخطاب لنتانياحو ، تجمّع المئات من المواطنين الفرنسيين أمام مقرّ شبكة ’TF1‘ احتجاجاً على منح المنصة لشخص يسفك دماء الأبرياء لتحقيق مصالح شخصيّة وضمان بقائه في السلطة.
سر تحول مواقف ماكرون تجاه نتانياحو؛ من صداقة إلى كره
فرنسا كإحدى الدول الأوروبيّة التي دعمت منذ أيام الحرب الأولى على غزة جرائم جيش الكيان وشخص نتانياحو – وسافر الرئيس إيمانويل ماكرون لتل أبيب تعبيراً عن التعاطف – وجدت نفسها بعد صدور مذكرة اعتقال الأخير فى موقف حرج؛ إذ يتوجب عليها كمُوقعة على نظام روما الأساسيّ الامتثال لقرار المحكمة الجنائيّة الدوليّة.
بداية حاولت باريس تجنب تنفيذ القرار عبر اتخاذ مواقف غامضة إزائه لكنها فشلت فى مقاومة ضغوط الرأى العام. بالإضافة إلى توتر العلاقات تدريجياً خلال الأشهر الماضية بين تل أبيب وباريس فقد اتخذت العلاقات الشخصيّة بين ماكرون ونتانياحوا طابعاً قاتماً غير مسبوق.
فقد انتقد ماكرون بشدة فى الرابع والعشرين من اكتوبر الماضي قائلاً “الدفاع عن الحضارة لا يعنى نشر الهمجيّة فى كل مكان”.جاء ذلك خلال مؤتمر دولى لدعم الشعب اللبنانى ضد الحرب التى يشنها الكيان عليه حيث رد بهذه العبارات علي تصريحات نتن ياهوا بأن تلك الحرب هى “حرب حضارة ضد همجية”.