أمریکا تتخذ موطئ قدم في تیران وصنافیر وتتصاعد المنافسة بین واشنطن وبکین
في أواخر شهر أبريل، ادعى الموقع العربي “مدي مصر” نقلاً عن مسؤولين أمنيين في القاهرة أن الرياض قدّمت مؤخرًا اقتراحًا لواشنطن بإنشاء قاعدة عسكرية في جزر تيران وصنافير.
وكالة أنباء مهر، المجموعة الدولية: في أواخر شهر أبريل، ادعى الموقع العربي “مدي مصر” نقلاً عن مسؤولين أمنيين في القاهرة أن الرياض قدّمت مؤخرًا اقتراحًا لواشنطن بإنشاء قاعدة عسكرية في جزر تيران وصنافير. الجزر المذكورة التي تم تسليمها للسعوديين من قبل السيسي عام 2016 تقع عند مدخل خليج العقبة وتتمتع بأهمية جيوسياسية في المنطقة. من المحتمل أن يتم مناقشة موضوع إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تيران-صنافير خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية في مايو المقبل.
من ناحية أخرى، يعارض المصريون هذا القرار بشدة ويعتبرونه تهديدًا لأمن قناة السويس والاستقرار الداخلي لمصر.بعد نشر الخبر، تم التصريح بأن الهدف من الاقتراح السعودي هو تأمين قناة السويس ومنع تهريب الأسلحة لمقاومة فلسطين-لبنان! ومع ذلك، نفى اللواء سمير فرج من مصر وأحمد الشهري من السعودية هذه الادعاءات خلال ظهورهما على قناة “بي بي سي”، واعتبرا أن الهدف منها هو إثارة الخلاف بين القاهرة والرياض!
لماذا تتمتع جزر تيران-صنافير بأهمية؟
بالنسبة لمصر، على الرغم من أن نقل ملكية الجزر إلى السعودية واجه انتقادات داخلية، إلا أن هذا القرار يُفسر جيوسياسيًا كجزء من استراتيجية القاهرة للحفاظ على التحالف مع الرياض وكسب الدعم المالي والسياسي منها. استفادت مصر بهذه الخطوة من الدعم الاقتصادي السعودي خلال الأزمات الداخلية.
عسكريًا، تُعد هذه الجزر نقطة استراتيجية لمصر لمراقبة تحركات الجماعات غير الرسمية أو التهديدات الإرهابية في صحراء سيناء والبحر الأحمر.كما أنّ قرب هذه الجزر من قناة السويس -الشريان الحيوي لاقتصاد مصر- يزيد ضرورة تأمين المنطقة. بشكل عام، تعمل هذه الجزر لكلا البلدين كأداة دبلوماسية وأمنيّة ضمن المعادلات الإقليميّة المعقدّة وتلعب دوراً حيوياً في موازنة القوى أمام المنافسين.
أما بالنسبة للولايات المتحدة فإنّ لجزيرةتيْ تران وصِنَافِیر أهمیّةٌ بالغةٌ نظراً لموقعهما الاستراتيجيّ فِي مضيقِ تران وَالقُربِ مِن طُرُقٍ حیویّةٍ للمِلاحةِ فِي البحر الأحمر؛ فهُمَا جزءٌ مِن الأحجیۃ الأمنیۃ للمِنطَقَةِ وَتَخدِمَان مصالحَ القيادة المركزۃ الأمريكیۃ (CENTCOM) فِي ضَمان حریَّۃ الملاحة وحماية حلفائها الرئيسیین: العَرَبِیَّۃ السُّعودیَّۃ ومِصر والکيان الصِّهْيونيّ.
البیت الأبیض یُراقِب هذە الجزیرَین غَیر مُباشَرَةٍ عبر التواجد العَسکَرِي وَالاتفاقيات الأمنیَّۀ خاصَّۀً عبر الْقواعِد العَسکریَّۀ بالمِنطَقَة والتعاون مع الْبحریَّتَین المصریَّۀ والسُّعودیَّۀ؛ مما یُمکن الوِلایات المتحدة مِن رصد تحركات المُقاومَة بالبحر الأحمر ومنع أيّ تهدیدات مُحتملة ضد میناء إیلات والمسارات التجاریّة الدوليّة۔
وفِي سِباق التنافُس بین الْقوى العظمىٰ فإن تواجداً عَسکرِياً أمريكیا بِتلك الجزایر سیُعزز موقیعهَا أمام الصین وروسیا بشمال المُحیط الهنديّ۔
تصاعد التنافس الجيوستراتيجيّ بین واشنطن وبكين
للمرة الأولىٰ فی مارس ۲۰۱۷ قدّمَتْ ریاض مقترَح إنشاء قواعَد عسكریّة أمريكيّة بتلك الجزایر بهدف تضمین محدودیَّة نفوذ روسیا بالبحر الأحمر۔ وخلال السنوات التسع الأخيرة شهدت المنطقة أحداثاً أمنيّة مهمّة أعادَتْ تهئیٔە الأرضيّة لتقدیم هذە المقترحات مجدداً۔
إدارة ترامب الثانیة رغم تركیزھا حالیا علی ملفّات أوكرانیا وغزَّة وإیران إلا أنها ستتحول عاجلاً أم آجلاً نحو الصینیین باعتبارھم أخطر تحدٍ للموقِع الأمريكيّ بالنظام العالميّ۔
توصل نخبة الحزبین الدیمقراطيّ والجمهوريّ إلىٰ ضرورة فصل روسیا عن محور بكین وإعادة تشكیل النظام الأمنيّ للشرق الأوسط عبر «صفقة إبراهيم»․
بعض المحللون یرون أنّ الأمريكیین يستفیدون مِن تجربة «الحرب الباردة» لمنع تنفیذ مشروع «الحزام والطریق»․
وجودٌ عَسكَريٌّ أمريكىٌّ بخلیج العقبة یتماشىٰ مع تکْمیل أحجیە ممر «الهند – الشرق الأوسط – أوروبا»․
إعادة تصميم الهندسة الامنیّة للبحر الاحمر</