محور المقاومة و الرؤية للنظام الإقليمي هزيمة تل أبيب في تغيير موازين القوة
وكالة مهر للأنباء، المجموعة الدولية: يمكن اعتبار المعركة التي أعقبت السابع من أكتوبر صراعًا بين بناة النظام الجديد وحماة النظام القديم. في ساحة المواجهة بين محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لم يكن الوضع ”حربًا شاملة”، بل كان تصادمًا يتأرجح بين ”الحرب المحدودة” و”الحرب غير المتكافئة”. قبل ذلك، كانت إيران والكيان الصهيوني يتواجهان في نطاق “الساحة الرمادية” مع مراعاة مبادئ “الحرب الهجينة”.
اعتمدت إيران على حلفائها الإقليميين لإنشاء نوع من “حلقة النار” حول المحيط الفلسطيني المحتل، والتي أُطلق عليها خلال “معركة طوفان الأقصى” سياسة “وحدة الساحات”. في المقابل، بدأ الكيان الصهيوني حملة اغتيالات وتخريب واسعة النطاق عبر جغرافيا المقاومة مستعينًا بأذرعه الأمنية والمخابراتية مثل الموساد وأمان وشين بيت، وكان ذروتها اغتيال الشهداء زاهدي وإسماعيل هنية وفؤاد شكر وسيد حسن نصر الله.
بعد مرور 580 يومًا على هذه المعركة، تحاول مراكز الفكر والإعلام الغربية - دون الإشارة إلى إنجازات المقاومة وقدراتها المتبقية لمواجهة الكيان المحتل – تعزيز الرواية التي تفيد بأن الكيان الصهيوني تمكن في الحرب الأخيرة من تغيير التوازن الإقليمي لصالحه. بعيدًا عن هذه الرواية الزائفة، سنحاول في هذه الورقة النظر إلى وضع المقوملة ومستقبل النظام الإقليمي.
هل تحقق “النظام الجديد” لنتنياهو؟
في يوم الأحد 4 مايو 2025 (6 ذو القعدة 1446 هـ)، أعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بعد اعتماد خطة عملية “عربات جدعون” أنه يسعى للسيطرة على غزة والبقاء فيها لفترة طويلة. رغم تحذيرات أيال زمير رئيس أركان جيش الكيان بشأن مصير الأسرى الصهاينة، طالب بتسلئيل سموتريتش وزير مالية إسرائيل بقبول مصطلح “الاحتلال”. قبل نحو عام ونصف شكل بنيامين نتنياهو بالتعاون مع يوآف غالانت وبني غانتز حكومة الطوارئ الوطنية لمواجهة تهديد حماس وجميع أركان المقاوم