شروط أمريكا لرفع العقوبات عن سوريا ابتزاز لصالح الكيان الصهيوني
بحسب ما نقل القسم العربي لـ وكالة ويبانقاه للأنباء عن وكالة مهر للأنباء نقلاً عن صحيفة الأخبار، خلافاً لما أعلنته الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب حول قرارها برفع العقوبات ضد سوريا أثناء زيارة ترامب الأخيرة إلى السعودية، والذي تم الترويج له كقرار شامل وغير مشروط، فقد كشفت معلومات جديدة عن خطة رفع هذه العقوبات عبر 3 مراحل مرتبطة بشروط محددة.
ابتزاز أمريكي كبير لجولاني مقابل رفع العقوبات
هذه الخطة التي كشفت بعض تفاصيلها وكالة أسوشيتدبرس، تدور في الأساس حول الاستمرار في استغلال العقوبات كأداة ضغط على الحكومة السورية الجديدة. حيث…
تعتزم الولايات المتحدة بدء تخفيف هذه العقوبات بشكل مؤقت من خلال إعفاءات قصيرة الأمد، ثم رفعها بالكامل مقابل مجموعة من الشروط التي توصف بأنها شديدة الصعوبة، بما في ذلك خروج المجموعات الفلسطينية من سوريا المرتبطة بدمشق.
ووفقًا لتقرير وكالة “أسوشيتد برس”، فإن تفاصيل هذه الخطة التي أعدّها فريق السياسات والتخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية تضع أمن إسرائيل كأولوية، وفي النهاية تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية الجديدة وإسرائيل.
وينتشر هذا السيناريو حاليًا في ظل تقارير تفيد بأن الإدارة الأمريكية تتخذ خطوات واضحة بشأن آلية رفع العقوبات عن سوريا، بما في ذلك العقوبات التي تحتاج إلى موافقة الكونغرس. هذه التسريبات تتوافق مع تصريحات سابقة لوزارة الخارجية حول شروط فتح باب التواصل مع دمشق.
كما أن أبو محمد الجولاني سبق أن حذّر قبل هذه الخطوات من مخاطر تنفيذ هذه المطالب.
اعتبرت واشنطن أن أنشطة المجموعات الفلسطينية المتبقية في سوريا محدودة نسبياً، وأنها اتخذت إجراءات كبيرة لإنشاء قنوات اتصال دمشق مع تل أبيب، سواء بشكل مباشر عبر سفارة هيئة من الدولة السورية إلى تل أبيب، أو بطريقة غير مباشرة عبر وساطة تركيا والإمارات.
وأكد ترامب في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، أن تطبيع العلاقات بين سوريا والكيان الصهيوني يهدف إلى تثبيت الأوضاع السورية ودعم الشؤون الداخلية لهذا البلد. وقد أشارت كارولين لويت، المتحدثة باسم البيت الأبيض أيضاً إلى ذلك أثناء تفسيرها لزيارة ترامب للمنطقة ولقائه مع جولاني في السعودية، حيث علقت على هذه القضية قائلة: “ترامب وجولاني ناقشا 5 مواضيع رئيسية منها تعزيز التطبيع مع إسرائيل وحثها على هذه الخطوة”.
إشارة جولاني لدور المجموعات الفلسطينية في سوريا
في هذا السياق، كشفت تقارير صحفية أن خالد جبريل نجل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخالد عبد المجيد الأمين العام للجبهة الشعبية للنضال في سوريا، وزياد الصغير الأمين العام لانتفاضة فتح، اضطروا لمغادرة الأراضي السورية في إطار الضغوط المتواصلة من سلطات الحكومة الانتقالية على الفصائل الفلسطينية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن قائد فلسطيني لم تكشف هويته أن قادة هذه الفصائل لم يتلقوا طلبًا رسميًا بمغادرة سوريا، لكن تمت مصادرة ممتلكاتهم واعتقال عدد من أعضائها وتعرضوا للمضايقات ومنعوا فعليًا من ممارسة أي نشاط.
وأفادت الوكالة الفرنسية نقلاً عن مصدر فلسطيني في دمشق بعدم وجود أي تعاون بين معظم الفصائل الفلسطينية والحكومة السورية الجديدة، وأن العلاقة بين المسؤولين السوريين والفصائل الفلسطينية شديدة البرودة. مما دفع قادة الفصائل إلى الشعور بضرورة مغادرة سوريا.
توماس باراك، الدبلوماسي المقرب من ترامب، صرّح في بيان رسمي بعد تعيينه مبعوثاً خاصاً لواشنطن إلى سوريا بأن ترامب رسم صورة واضحة لسوريا مستقرة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.وفي 13 مايو، التزم ترامب برفع العقوبات المشددة على سوريا لتمكين الحكومة الجديدة من تثبيت الأوضاع.
وأضاف: “لذلك نحن نعمل بالتعاون مع شركائنا الإقليميين، بما في ذلك تركيا والدول العربية، لتمكين الحكومة السورية من إعادة السلام والأمن والأمل للشعب”. ويتولى حاليًا مارك روبيو وزير الخارجية الأمريكي مسؤولية تنفيذ هذه الرؤية.
في حين أن الولايات المتحدة لم تتخذ بعد إجراءً فعالًا لإلغاء العقوبات على سوريا، تستمر في الوقت نفسه انتهاكات واحتلالات الكيان الصهيوني لأراضي سورية تحت صمت وتقاعس أمريكي. ويُعتقد أن واشنطن حولت رفع العقوبات إلى أداة للابتزاز.
أثارت التصريحات المنسوبة إلى السوريين تساؤلات حول تسريع حركة “جولاني” نحو قطار المصالحة مع الاحتلال الصهيوني.مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء