قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

المواقف المتناقضة والتصريحات المتضاربة حول إيران هي تكتيك التفاوض الأمريكي

أعلن‌ خبير العلاقات ⁣الدولية الأول، في إشارة إلى استراتيجية الولايات المتحدة للحفاظ⁤ على طاولة المفاوضات، أن التخصيب والمادة الرابعة من “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية” ما زالا‌ يمثلان ‍التحديَين الرئيسيين ⁤في محادثات طهران-واشنطن.

وكالة مهر ⁤للأنباء‌ – قسم الأخبار الدولية ⁢ – ⁤ آذر مهدوان: تتواصل المحادثات‍ غير المباشرة بين إيران والولايات⁤ المتحدة والتي⁤ تجري بوساطة عُمان، في ظل أجواء عامة يسودها الشك والتشاؤم. وتعتبر السلطات الإيرانية أن “التناقض ‍والمواقف المتضاربة” من جانب المسؤولين الأمريكيين تمثل أحد⁤ أبرز المشكلات، مما ‍أدى إلى عدم اتساق⁣ بين أقوالهم وأفعالهم. وفي الوقت نفسه، أضفت التطورات الإقليمية، بما⁣ فيها المخاوف بشأن عودة عقوبات الأمم المتحدة واحتمال التوتر العسكري مع إسرائيل، أبعاداً جديدة⁤ على هذه المفاوضات وزادت من أهميتها.

في هذا السياق، أصبحت قضايا ‍مثل التخصيب والرقابة على التسلح من أبرز تحديات⁢ المفاوضات. نظراً ‌لتأكيد الطرفين على ⁢سيؤكد الخبراء الذين يراقبون المفاوضات أن إيران⁤ والولايات المتحدة⁣ بحاجة إلى الحفاظ على طاولة المفاوضات والوصول‍ إلى اتفاق يمكن أن يخفف الضغوط الداخلية.

أجرى مراسل وكالة “مهر”⁢ حوارًا مع الدكتور “رحمان قهرمان بور”، الخبير في‍ العلاقات الدولية،‌ لبحث التحديات الرئيسية في مفاوضات إيران‍ وأمريكا، وفيما يلي التفاصيل:

وفقًا⁤ للمسؤولين الإيرانيين، فإن أحد المشاكل الرئيسية⁤ في⁤ المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن هو “التناقض في الخطاب ‌والمواقف” من جانب المسؤولين الأمريكيين، حيث لا ⁤يتطابق كلامهم في وسائل الإعلام مع ما يُطرح على‍ طاولة المفاوضات. على سبيل المثال، أعلن “ستيف​ ويتكوف”، كبير المفاوضين الأمريكيين، في البداية بشكل⁤ ما أن واشنطن‌ ليس لديها مشكلة مع تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، لكن مع مرور الوقت ظهرت مواقف أخرى من مسؤولي الولايات المتحدة. ما‍ الذي يعنيه‌ هذا التناقض؟ هل هو أسلوب وتكتيك تفاوضي أم مؤشر على ارتباك الحكومة الأمريكية في المفاوضات؟في رأيي، هذه التغييرات كانت في الغالب تكتيكاً تفاوضياً.على⁢ سبيل المثال، اتبعَت إدارة ‌ترامب نفس النهج في قضايا أخرى مثل أوكرانيا، وشهدنا تحولات كبيرة في المواقف. أما فيما يتعلق ⁤بإيران، يبدو أن ​هذا التحول في المواقف يهدف إلى ‍إبقاء الطرف الآخر على طاولة المفاوضات وتعويده على الحوار، من أجل تحقيق المكاسب الضرورية.

من الناحية الفنية، ‌يمكن القول ⁢إن ⁢السيد ويتكوف – ⁤بسبب عدم إلمامه الكافي بموضوعات الرقابة على التسلح ‌- قدم تصريحات ⁢متناقضة تقنياً في بعض الحالات. مثلاً، أشار⁤ أولاً إلى قبوله التخصيب على الأراضي الإيرانية، ‌ثم قال لاحقاً إن التخصيب يجب أن يتم فقط‌ تحت ظروف خاصة.

إضافة إلى ذلك، داخل ⁤فريق ترامب – خاصة قبل⁣ عزل مايكل والتز – كانت ‌هناك وجهات نظر متباينة⁢ تجلت​ خلال المفاوضات. في هذا الصدد، وُجد رأيان رئيسيان…كان هناك رأيان متعارضان داخل‌ الإدارة الأمريكية:⁢ الأول متشدد يدعو لمواجهة حازمة مع‍ إيران، والثاني أكثر اعتدالاً يركز⁣ على⁢ التفاعل معها. في النهاية، كان لابد أن تؤدي هذه الآراء ​إلى القرار النهائي الذي⁣ يتخذه​ ترامب.

لذلك، يمكن القول إن هذا النهج قابل للتحليل​ كتكتيك تفاوضي، كما ⁣أنه يعكس وجود وجهات نظر متباينة داخل فريق ترامب.

يبدو أن جوهر⁢ المفاوضات ‍الأمريكية الإيرانية ⁣يتمحور حول قضية التخصيب، فهل هذه هي القضية⁣ الوحيدة أم ⁤أن هناك قضايا ​أخرى قد ⁤تشكل ​تحدياً لم يتم التطرق‌ إليها بعد؟

علينا أن ⁢ندرك أن هناك مجموعة من الملفات على طاولة ⁢المفاوضات بين الجانبين.تطالب إيران ‍برفع العقوبات، وحرية تحويل الموارد المالية، وبيع النفط،⁢ وإلغاء بقية​ العقوبات. في المقابل، لدى الولايات ⁣المتحدة مطالب محددة أيضاً. لكن⁣ من الناحية الفنية ‍والقانون​ الدولي ومراقبة التسلح،⁤ تظل قضية التخصيب منذ البداية…ظلّت‍ قضية التخصيب النووي واحدةً ⁢من أبرز‌ نقاط الخلاف في معاهدة عدم ⁣الانتشار‌ النووي (NPT)، وما زالت حتى اليوم.

يعود سبب حساسية موضوع التخصيب إلى الطبيعة المزدوجة لهذه التقنية؛‌ إذ يمكن استخدامها لأغراض سلمية أو في تصنيع الأسلحة النووية. لذا يُعتبر التخصيب⁤ الحلقة الأكثر حساسية⁣ في دورة الوقود النووي. سبق أن طُرحت مقترحات ⁢عديدة لإنشاء بنك وقود دولي ‌يهدف إلى⁣ منع​ عمليات التخصيب داخل الدول.

من جهة أخرى، شكّل التخصيب والمادة الرابعة من المعاهدة ‌محور خلافات مستمرة في مؤتمرات مراجعة معاهدة⁢ عدم الانتشار.وبالتالي، ⁤يبقى موضوع التخصيب القضية الأهم في مجال ⁤السيطرة ⁣على التسلح والقانون الدولي المرتبط بمعاهدة منع الانتشار (NPT).

في حال حُلّ هذا الخلاف، يصبح‌ بالإمكان⁢ التفاؤل ⁤بحل القضايا العالقة الأخرى‍ بشكلٍ ما.

في ضوء مواقف الطرفين، ⁤كان ​متوقعًا ألا ‍تستمر المفاوضات بعد⁤ الجولة​ الخامسة، لكن ‍كلا الجانبين أكد على بنائها.ما⁤ التوقعات⁢ لمستقبل ⁤المفاوضات ⁤الإيرانية الأمريكية؟ وهل⁣ تعتقد أن اتفاقًا قد يكون ⁣ممكنًا⁤ في‍ المستقبل القريب؟

فيما يخص استمرار المفاوضات، يمكن الإشارة إلى ⁤عدة نقاط‌ مهمة. يعتقد البعض أن كلًا من إيران والولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على طاولة المفاوضات. فالولايات المتحدة تسعى لإثبات أن سياسة ترامب الخارجية ‌كانت فعالة ولا يزال⁤ تحقيق اتفاق ممكنًا. من ناحية أخرى، تحتاج إيران ⁣أيضًا إلى هذه الطاولة لتخفيف الضغوط الخارجية والتحكم جزئيًا في ⁢الأوضاع الاقتصادية⁣ الداخلية.

السبب الثاني قد يعود ​إلى وساطة عمان وإضافة قطر إلى مجموعة الوساطة بين طهران وواشنطن. يبدو أنه في هذه الجولة، زادت أهمية…

لعُمان أهمية خاصة؛ لأن الثقة بين إيران وعُمان ملحوظة. لهذا​ السبب، وافقت‌ إيران على العودة ​مجددًا إلى طاولة المفاوضات.

ومع ذلك، يبقى السؤال: هل سيستمر هذا المسار أم لا؟ إذا استمرت‍ المفاوضات على هذا النحو دون ‍أي⁤ تقدم أو⁢ اختراق ملموس، فسيتغير⁢ المشهد الداخلي في كلا البلدين. في هذه⁤ الحالة، قد يفضّل أي من الطرفين مغادرة⁤ طاولة المفاوضات -ولو مؤقتًا ولأسباب تكتيكية.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى