العلاقات الإيرانية اليابانية تسير في مسار واضح وفقًا لسفير طوكيو
وفقاً لتقرير وكالة “مهر” للأنباء، أكد السفير الياباني في إيران “تسوكادا تاكايوكي” خلال حوار خاص مع صحيفة “طهران تايمز” على التاريخ الطويل للعلاقات الودية بين طوكيو وطهران، مسلطاً الضوء على الفرص الواعدة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والثقافة والسياحة.
وصف السفير الياباني العلاقات بين طهران وطوكيو بأنها دافئة ومخلصة، مؤكداً أن الجانبين يحترمان بشكل عميق الثقافة والحضارة المشتركة التي تشكل أساساً متيناً لتوسيع أوجه التعاون.
كما أشار إلى الإمكانات الهائلة في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية والثقافة، معرباً عن استعداد الشركات والقسم الخاص الياباني لتعزيز التعاون بعد تحسين الظروف الدولية.
كيف تقيّم الوضع الحالي للعلاقات بين إيران واليابان؟
العلاقات بين إيران واليابان دافئة وودية للغاية، مع احترام متبادل عميق للثقافة والحضارة المشتركة. هذا الفهم والمشاعر الإيجابية تشكل أساسًا لعلاقات قوية ومتينة بين البلدين.
ما هي أهم مصالح اليابان في الحفاظ على العلاقات مع إيران؟
إيران تقع في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مفتاحًا لليابان، نظرًا لاعتمادها الكبير على الطاقة. أمن الطاقة هو أحد العوامل الأساسية التي تحدد علاقات اليابان مع هذه المنطقة، وخاصة مع إيران. كما أن أمن الملاحة البحرية الذي يضمن تدفق الطاقة بين الشرق الأوسط واليابان له أهمية حيوية بالنسبة لنا. لذلك، تعتبر إيران دولة بالغة الأهمية بالنسبة لليابان.
ما هو الموقف الرسمي لليابان بشأن العقوبات أحادية الجانب ضد إيران؟
نتائج البحوث الطويلة حول سلوك الدول والتزامها بالقوانين والقرارات الدولية واضحة. فيما يتعلق بالعقوبات المرتبطة بإيران، يجب أن يكون موضوع البرنامج النووي الإيراني محل نقاش دائم. لكل دولة الحق في امتلاك برنامج نووي سلمي، لكن سبب العقوبات هو أن إيران لم تتمكن من إثبات للمجتمع الدولي أن أنشطتها النووية هي لأغراض سلمية بحتة. لا تزال هناك فرصة لتحسين الردود. وفي الوقت الحالي، اليابان والمجتمع الدولي مستعدان للتعاون مع إيران لضمان العيش في بيئة سلمية ومزدهرة، ونأمل أن تتمكن إيران من إثبات أن برنامجها النووي مخصص حصريًا للأغراض السلمية حتى تزول العقوبات.هل في مجالات مثل الطاقة أو البنية التحتية، لدى اليابان رغبة في توسيع التعاون الاقتصادي مع إيران؟
لاستعادة العلاقات الاقتصادية إلى المستوى الكامل، يجب توفر شروط خارجية ملائمة أو…إذا رُفعت العقوبات، فإن الشركات اليابانية مهتمة بالعمل في مجالات مثل إعادة الإعمار والبنية التحتية، خاصة مصافي البتروكيماويات والبنى التحتية الخدمية مثل محطات الطاقة والمياه. سوق السيارات اليابانية في إيران كبير جدًا ومليء بالطلب، ونحن مستعدون للتصدير إذا توفرت الظروف المناسبة. كما أن الاهتمام بتقليل الكربون وتحسين كفاءة الطاقة والصناعات المرتبطة مثل صناعة الهيدروجين يحظى باهتمام أيضًا. هذه مجرد أمثلة قليلة على مجالات التعاون الجذابة.
ما هو وضع برامج التبادل الثقافي بين إيران واليابان؟ هل يمكنك تقديم أمثلة؟
في المجال الثقافي، خاصة الثقافة الشعبية، يتم هذا التبادل بشكل رئيسي من خلال القطاع الخاص والأعمال التجارية، بينما تكون للحكومة دور أقل. هناك تبادلات كثيرة تشمل مجالات الأنيمي وألعاب الكمبيوتر والأدب والسينما. أصبح شعبا البلدين أكثر معرفة بثقافة بعضهما البعض ولا توجد مخاوف بشأن…لا أملك هذه التبادلات. يمكن للحكومات أن تلعب دورًا أكبر في مجال الحفاظ على التراث التاريخي والأثري. عام 2029، الذي يصادف الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين إيران واليابان، سيكون فرصة مناسبة لاستعراض التاريخ والتخطيط لمستقبل التبادلات الثقافية.
كيف هو مستوى السياحة اليابانية إلى إيران وما الإجراءات التي يمكن أن تعزز هذا الجانب؟
بصراحة، السياحة اليابانية إلى إيران ضعيفة جدًا لأسباب متعددة؛ منها عدم وجود رحلات جوية مباشرة، والمشاكل النقدية والاتصالية والنقل، بالإضافة إلى خدمات الضيافة في الفنادق والمطاعم التي لم تصل بعد إلى المعايير الدولية. نقص البنية التحتية اللازمة يشكل أيضًا عائقًا كبيرًا.لكن بشكل عام، فإن سوق السياحة الإيراني يتمتع بإمكانيات كبيرة؛ إذ تمتلك إيران مناظر طبيعية خلابة وتراثًا ثقافيًا غنيًا ومعالم محلية جذابة وتنوعًا ثقافيًا وغذائيًا مثيرًا. نأمل أن نتمكن من التعاون للاستفادة القصوى من هذه الفرص.
ما هي رؤيتك الشخصية لمستقبل العلاقات بين إيران واليابان؟
في ضوء الروابط الثقافية والحضارية العميقة، أنا متفائل جدًا. كلا الجانبين مهتمان بالتعرف أكثر على بعضهما البعض. آمل أن تتحسن الظروف الخارجية، وأن تعود الأنشطة الاقتصادية إلى مستواها السابق، وأن تزداد التبادلات الشعبية، مما سيمهد الطريق لأنشطة أوسع نطاقًا.