خلف كواليس عملية “شبكة العنكبوت” في أوكرانيا اجتماع إسطنبول يواجه طريقًا مسدودًا
مراسل گروه بینالملل، حسن شکوهی گزارش میدهد: قامت أوكرانيا بعد ظهر اليوم (11 خرداد/ 1 يونيو) بعمليات غير مسبوقة تحت اسم “شبكة العنكبوت” (spider’s Web) ضد 4 قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الأوكرانية.
هذه العمليات التي خططتها ونفذتها “خدمة الأمن الأوكرانية” (SBU)، أسفرت عن تدمير أو إتلاف أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية وطائرات استخبارات متقدمة. الآن يطرح السؤال: كيف تم التخطيط والتنفيذ لهذه العملية؟
18 شهر صمت، ليلة انفجار خلف الكواليس وتفاصيل العمليات
في عملية “شبكة العنكبوت” التي نفذتها أوكرانيا ضد 4 قواعد…
استهدفت طائرات روسية عدة مواقع، واستخدم الجيش الأوكراني أساليب متنوعة ومخفية لصد الهجمات.كانت الكابينات الموجودة داخل الطائرات الروسية دقيقة للغاية، وبدت غير مرئية عند الفحص الظاهري.
تم نقل هذه الكابينات بواسطة شاحنات إلى مقارِب القواعد الجوية الروسية، ثم أُطلقت عبر صواريخ بعيدة المدى من منصات خاصة، وتوجهت الصواريخ نحو أهداف محددة مسبقًا.أدى استخدام التقنيات الذكية في توجيه هذه الصواريخ إلى زيادة الدقة في ضرب أهداف محددة مثل المنشآت الاستراتيجية والطائرات الحربية.
شملت المواقع المستهدفة أربع قواعد رئيسة، منها قواعد أوليانوفسك وبيلغورود وإيفانوفو ودياكوفو المنتشرة في مناطق مختلفة من روسيا من الشمال إلى المركز. لعبت هذه القواعد دورًا حاسمًا في العمليات الجوية الاستراتيجية وكان لها تأثير كبير على الأوضاع الأوكرانية.
نُفذت الهجمات بشكل متزامن لتحقيق مفاجأة روسيا وإلحاق أقصى قدر من الخسائر. تشير التقارير إلى أن بعض القواعد لم تكن تملك أنظمة دفاع مناسبة لمواجهة هذا النوع من الهجمات، مما ضاعف نجاح العمليات.
نتيجة هذه العملية، دُمّر أو تضرر بشدة أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، بما في ذلك القاذفات الثقيلة Tu-95 وTu-22M3، وطائرات الاستطلاع A-50. وفقاً لادعاءات الرئيس الأوكراني ”فولوديمير زيلينسكي”، تمثل هذه الخسائر ما يقارب ثلث قوة القاذفات بعيدة المدى الروسية. كما قدّر بعض المسؤولين الأوكرانيين حجم الأضرار بنحو 7 مليارات دولار.
يُذكر أن خطة “شبكة العنكبوت” تطلبت أكثر من 18 شهراً للتخطيط والإعداد، وجرى تنفيذها تحت الإشراف المباشر لزيلينسكي وبمشاركة فعالة من جهاز الأمن…تقدمت دائرة الأمن الداخلي الأوكرانية (SBU) في تنفيذ هذه العملية. تم تصميم الهجوم من قبل فريق من الخبراء العسكريين ومهندسي الذكاء الاصطناعي وخبراء الحرب السيبرانية، وجرى اختباره وتعديله سراً على عدة مراحل.
كان الهدف الرئيسي من العملية توجيه ضربة استراتيجية غير متوقعة للبنى التحتية الجوية الروسية، بحيث تُحدث تأثيراً كبيراً على القدرة الهجومية لموسكو دون الحاجة إلى هجوم عسكري شامل. كما أن العملية نتجت عن تعاون استخباري مكثف مع الشركاء الغربيين لأوكرانيا، خاصة في مجال التصوير بالأقمار الصناعية ورسم خرائط دقيقة للقواعد الجوية الروسية.
الأيدي الخفية للحلفاء الغربيين في عملية “شبكة العنكبوت”
في عملية “شبكة العنكبوت”، لم يُبلغ عن دور مباشر للولايات المتحدة أو حلف الناتو أو الدول الأوروبية في التخطيط أو التنفيذ. ومع ذلك، هناك أدلة على دعم غير مباشر وهيكلي من هذه الدول.1. تناقض في الإبلاغ إلى الولايات المتحدة أو حلف الناتو
بعد وقوع الحادثة، حاولت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الترويج لفكرة أن الولايات المتحدة والمتحالفين الآخرين مع كييف لم يكونوا على علم بتفاصيل العملية قبل تنفيذها. وفقًا لهذه الرواية – التي تبدو بعيدة كل البعد عن الواقع – فإن أوكرانيا نفذت العملية بشكل مستقل دون تنسيق رسمي مع حلفائها الغربيين!
في المقابل، يعتقد كثيرون أن الحلفاء الغربيين كانوا على علم بالعملية وتفاصيلها، تمامًا كما كانوا الداعم المالي والسياسي والعسكري لأوكرانيا خلال هذه الحرب التي استمرت ثلاث سنوات. وأشار موقع ”أكسيوس” إلى اعتراف مسؤول أوكراني بأن كييف أبلغت مسبقًا إدارة “دونالد ترامب” الرئيس الأمريكي بهذا الهجوم؛ وهو التقرير الذي عدلته هذه الوسيلة الإعلامية الأمريكية بعد دقائق.
وأكدت أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بهذا الهجوم!
2. الدعم الهيكلي والتقني
رغم عدم تأكيد دور مباشر للغرب في هذه العملية، إلا أن دعمًا واسعًا قدّمته دول غربية لأوكرانيا في المجالات التالية:
تأمين معدات الطائرات المسيرة: ساعدت دول أوروبية وحلف الناتو أوكرانيا عبر تحالفات مختلفة منها “تحالف الطائرات المسيرة” بقيادة بريطانيا ولاتفيا في توفير وإنتاج طائرات مسيرة متطورة.
الدعم المالي والتقني: لعبت بعض الدول دورًا مهمًا في تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية عبر الاستثمار في تطوير تقنيات عسكرية مثل أنظمة توجيه وسيطرة الطائرات المسيرة.
<strong3. البنى التحتية للاتصالات والمعلومات
استفادت أوكرانيامن بنى تحتية متطورةلل اتصالات مثل شبكة الأقمار الصناعية “ستارلينك”
من الجدير بالذكر أن شركة “سبيس إكس” وبتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية قد تم اختيارها في هذا البلد. هذه الأنظمة الفرعية تلعب دورًا حاسمًا في التنسيق وتنفيذ العمليات المعقدة مثل عمليات الطائرات المسيرة.
4. تطوير أنظمة التعرف والتوجيه
نظام “دلتا” للتحذير المبكر الذي تم تطويره بالتعاون مع حلف الناتو، يساعد أوكرانيا في التعرف على الأهداف وتوجيه الضربات العسكرية. هذا النظام يلعب دورًا محوريًا في عمليات متنوعة بما فيها حملات الطائرات المسيرة.
بشكل عام، بينما يتم تنفيذ عمليات الطائرات المسيرة بشكل مستقل من قبل أوكرانيا، لا يمكن تجاهل دور الدعم الهيكلي والتقني من الدول الغربية في تعزيز القدرات العسكرية لهذا البلد. حتى في حال افتراض عدم علم الحلفاء الغربيين بتفاصيل العمليات، فإن هذه الدعوم تشكل أساسًا لتنفيذ العمليات المعقدة والطائرات المسيرة بنجاح من قبل أوكرانيا.
التصعيد السياسي والعسكري: عمليات ”بيهباد” تتصاعد خلف كواليس مفاوضات السلام
شنّت القوات الأوكرانية هجمات “بيهباد” على 4 مواقع جوية روسية، لم تقتصر تأثيراتها على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت إلى المجالين السياسي والدبلوماسي للحرب. جاءت هذه العمليات الدقيقة بالتزامن مع الإعلان الرسمي عن بدء محادثات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.
وكان آخر أردیبهشت (مايو الماضي) قد شهد لقاءً مباشرًا بين ممثلي أوكرانيا وروسيا في إسطنبول بوساطة تركية، بعد توقف دام 3 سنوات. استمرت تلك المحادثة ساعة ونصف فقط.توصل البلدان إلى اتفاق مبدئي حول تبادل 1000 أسير من كل جانب.
[صورة: خلفية رسائل عمليات “عنكبوت”، أثناء اجتماع إسطنبول الذي تحول إلى مواجهة؟]وفي الأثناء، تستعد الأطراف لجولة ثانية من المفاوضات كان مقررًا انعقادها اليوم الاثنين (12 يونيو/حزيران) مجددًا في إسطنبول. سبق عمليات “عنكبوت” تصريحات لـ…زار رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال إلى إسطنبول لإجراء محادثات، وفق ما أعلنت مصادر رسمية.
وأفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر مطلعة أن المفاوضين الأوكرانيين يهدفون خلال هذه المحادثات إلى تقديم خارطة طريق للوصول إلى تسوية دائمة مع روسيا. وتشمل هذه الخارطة وقف إطلاق النار لمدة 10 أيام، وإطلاق سراح المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين، وفي النهاية عقد لقاء مباشر بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد كييف أن هذا المقترح قد أرسل سابقاً إلى موسكو. ومن بين النقاط الرئيسية في هذا الطرح رفض الاعتراف بالسيادة الروسية على المناطق المحتلة، والحفاظ على القدرة الدفاعية لأوكرانيا بعد التسوية، وتحديد خطوط تماس فعلية كأساس للمفاوضات حول القضايا العالقة.
ويرى بعض المراقبين أن عمليات تبادل الأسرى ليست مجرد خطوة عسكرية بل أداة لممارسة الضغط على طاولة المفاوضات. كما تسعى أوكرانيا من خلالها إلى تغيير المعادلة النفسية والسياسية لصالحها وجعل الكرملين يقبل بشروطها.الاقتراحات الأوكرانية في المفاوضات.
في المقابل، من المرجح أن تكون المواقف المحتملة لروسيا في الميدان ومفاوضات إسطنبول مزدوجة ورد فعلية. قد تعتبر موسكو هذا الهجوم سببًا لتكثيف العمليات الانتقامية على الجبهتين الشرقية والجنوبية لأوكرانيا، وتسعى من خلال زيادة الضغط العسكري إلى الحفاظ على موقع متفوق في الميدان.
من جهة أخرى، من المتوقع أن تحاول روسيا ضمن مفاوضات إسطنبول استخدام موضوع الهجوم كـ”خرق لنوايا حسنة”، لتتجنب قبول بعض شروط أوكرانيا (مثل وقف إطلاق النار الكامل) أو لإعادة النظر فيها.
في ظل هذه الظروف، قد يطالب الكرملين بإضافة بنود إلى الاتفاق تفرض قيودًا على الهجمات الأوكرانية المستقبلية على الأراضي الروسية، أو يطلب ضمانات للحفاظ على الوضع الراهن في المناطق المحتلة.