بذرة الجغرافيا المحورية للمقاومة زرعها الإمام الخميني نموذجًا للمؤمنين في المنطقة
وكالة مهر للأنباء، مجموعة بين الملل، الناز رحمة نجاح: قال رجيم پهلووي إنه يأمل أن تكون مدينة النجف غير السياسية بيئة مناسبة لأنشطة الإمام الخميني (رحمه الله)، مما دفعه إلى ترحيله إلى العراق في 19 أكتوبر 1965. تصور أن وجود علماء كبار في النجف سيضع شخصية الإمام تحت الأضواء. هذا النظام خلق توترًا حتى بين آية الله الحكيم والإمام.
تحليل وتقييم نظام رجيم پهلووي خطأ فادح! لأن الإمام لم يقبع فقط تحت الأضواء العلمية في النجف، بل تفاعل باحترام معهم وأوجد مكانًا مناسبًا بينهم. عندما غادر آية الله الحكيم الدنيا، توجه البعض إلى آية الله السيستاني…
كتبوا أن آية الله خوئي تم تعيينه كفرد أعلم بعد آية الله حكيم.وقد رفض آية الله السيستاني هذه الدعوة لنفسه، وكتب ردا قال فيه: “كيف يمكنني أن أكتب بوجود آقا خميني أن آية الله خوئي هو الأعلم؟”
وفي نفس السياق، ذكرت وكالة “مهر” نقلا عن السيد عباس الموسوي، ممثل حركة النجباء العراقية في إيران، حول مكانة الإمام الخميني (ره) لدى الرأي العام العراقي ودورهم في جغرافيا محور المقاومة، حيث قال:
“الإمام الراحل لم يقطع ارتباطه بالمجتمع أبداً”
وأشار السيد عباس الموسوي إلى تأثير الإمام الخميني (ره) العميق في قلوب المؤمنين العراقيين، خاصة طلبة العلوم الدينية والعلماء الناشطين، وذلك خلال زيارة له للعراق في 19 أكتوبر 1984. وأضاف: “استطاع الإمام الخميني (ره) أن يملأ فراغاً كبيراً في العراق خصوصاً في الحوزة العلمية…”وفاة آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض عن عمر يناهز 93 عامًا
توفي اليوم المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض، أحد أبرز مراجع التقليد في الحوزة العلمية في النجف الأشرف. قضى الفقيد 13 عامًا من حياته في العراق.
كان الراحل ليس مجرد عالم في الفقه والأصول والمنطق وسائر العلوم الحوزوية فحسب، بل كان مرجعًا جامعًا في الفقه والأصول وأستاذًا بارزًا في الفلسفة والعرفان أيضًا.تميز بإيمانه العميق وصفاته الأخلاقية الرفيعة.
يعتبر المؤسسون للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الشيخ الفياض كان أبًا روحانيًّا للمؤمنين، ومقاتلًا شجاعًا صلب المواجهة ضد المستكبرين والمستعمرين في سبيل الله. وفي بيته، كان يستقبل المحتاجين وأصحاب المشكلات الاجتماعية بكل ترحيب.
رغم الظروف السياسية الصعبة والضغوط الشديدة، لم يقطع الراحل صلته بالمجتمع وقضايا الأمة قطّ، وقد أثمر هذا الارتباط انتصارات كبرى أبرزها سقوط الحكومة الأمريكية العميلة وانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.
وأضاف نائب رئيس حركة النجباء العراقية في إيران: “إن فقدان الإمام من العراق إلى نوفل اللوشاتو سبب حزن وأسف قلوب المؤمنين العراقيين”.
أعرب المرجع الديني آية الله إسحاق الآخر عن أسفه لعدم وصول الكتب التعليمية والأفكار التابعة للإمام الخميني إلى العراق، رغم إرسالها عبر الرسائل والبيانات والفتاوى والتسجيلات الصوتية من قبل مبعوثيه إلى العراق وإيران ودول أخرى.
الشباب العراقي يتبع طريق الإمام الخميني (ره)
وأضاف خلال حديثه بأن الإمام الخميني لم يكن مجرد عالم في الفقه والأصول يُذكر عادةً كمجتهد، بل كان مرجعًا كبيرًا وشاملًا تجاوز حدود الدراسة التقليدية في الحوزة. كان رجلًا حكيمًا ومستشرفًا لعصره، لا تقتحم الأهواء عقله ولا تتعقد المسائل في ذهنه.
وقال السيد عباس الموسوي إن الإمام الراحل كان بارزًا في معرفة المجتمع والسياسة وشؤون الأمة الإسلامية، وفي مواجهة مخططات أعداء الإسلام والمسلمين.
كان الإمام الراحل خبيرًا ماهرًا ومصداقًا كاملًا لحديث النبي، حيث ذكر الشيخ الكليني في كتاب “الكافي” رواية عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: “إذا خرج المؤمن من الدنيا، تلقته الملائكة والأرضون التي عبد الله عليها، وتفتح له أبواب السماء التي صعد منها بأعماله الصالحة، فلا شيء يقدر على صدّه؛ لأن فقهاء المؤمنين حصون الإسلام كحصن المدينة المنورة”.
وكان الإمام الراحل فارسًا في الذود عن الإسلام في أقصى نقاط العالم. كان ديبلوماسيًا لامعًا لا يُقهر في مواجهة مؤامرات التثليث الخبيثة وأعدائه المتحالفين. طرح شعار الدفاع عن المظلومين والصراع ضد الظالمين، وحوّله إلى واقع ملموس من خلال أعماله وخطواته العملية.ومنذ ذلك اليوم، ترك تأثيرًا عظيمًا في نفوس المؤمنين وخلّف فراغًا هائلًا لا يمكن تعويضه.
وفي سياق متصل، قال ممثل حركة النجباء العراقية في إيران خلال كلماته: “نظرة الشعب العراقي إلى الإمام الراحل نظرة ملؤها الاحترام والتقدير”.العراقيون يعتبرون الإمام الخميني (ره) رمزًا إسلاميًا كبيرًا وقائدًا إسلاميًا قويًا لم يروا مثله. ومنذ 3 حزيران/يونيو 1989، أي منذ يوم رحيل الإمام الذي مر عليه 36 عامًا حتى اليوم، لم يجد العراقيون من يستطيع ملء الفراغ الذي تركه.
وأكد السيد عباس الموسوي أن علاقة الشعب العراقي بالإمام الراحل هي علاقة أطفال عطشى بأب روحي ومعلم قدّم لهم معروفًا عظيمًا. كان الإمام يغمر أبناء العراق بحب أبوي واهتمام يلامس قلوبهم. ومن هنا، ظل الشباب المؤمن العراقي جيلاً بعد جيل يسير على درب الإمام الراحل ويقتدي به.
كثير من علماء الجهاد والخطباء الذين قدموا خدمات جليلة للإسلام عمومًا وللشعب العراقي خصوصًا، هم من تلامذة مدرسته. مدرسة الإمام الخميني (ره) – المدرسة العظيمة، مدرسة الفخر والعزة – ظلت تربي الفقهاء والحكماء والمجاهدين الأبطال، وتحافظ على رفع راية الإسلام خفاقة في سماء العالم.
الإمام الخميني (ره) غرس بذرة “محور المقاومة” الجغرافي
وفي ختام هذا الحوار، أكد المتحدث أن الإمام الخميني (ره) كان يشغله طريق مواجهة الظالمين ودعم المظلومين. فقد غرس بذرة الجهاد، وأسس جغرافيا المقاومة وحدد محورها. على سبيل المثال، الانتصارات الكبيرة التي شهدناها نحن والعالم لحزب الله اللبناني كانت ثمرة البذرة التي غرسها روح الله الخميني (رحمه الله). لم يكن تأسيس محور المقاومة الإسلامية من قبل الإمام الراحل نتاج حماس أو مشاعر عابرة، بل كان أساساً متيناً ومنطقياً وعقلانياً وعلمياً. إنه إطار ديني وعقائدي مستوحى من القرآن الكريم ونهج أهل البيت المعصومين (عليهم السلام).
وأضاف السيد عباس الموسوي: “الانتصارات المذهلة التي نشهدها اليوم من قبل حركة أنصار الله في اليمن هي نعمة تحققت بفضل نجاح الثورة الإسلامية بقيادة الـ…العِرْقُ نَزَفَ، وَقَدْ وَصَلَ إلَى الإمَامِ الخُمَيْنِي (رَحِمَهُ اللهُ). لَا شَكَّ أَنَّ الدَّاعِمَ الرَّئِيسِيَّ لإخْوَانِنَا اليَمَنِيِّينَ هُوَ ابْنُ الإمَامِ الخُمَيْنِي (رَحِمَهُ اللهُ)، القَائِدُ السَّيِّدُ عَلِي خَامِنَهأي (حَفِظَهُ اللهُ)، الَّذِي تخرّج بِفَخْرٍ مِنْ مَدْرَسَةِ الإمَامِ الرَّاحِل. كَمَا أَنَّ الانتصارات الّتِي شَهَدْنَاهَا وَنَسْتَمِرُّ فِي مُشاهَدَتِهَا لِمَحْوَرِ المُقاوَمَة فِي وَجْهِ قُوَى الشَّرِّ، هِي فِعْلًا ثَمَرَةٌ لِلأَسس الّتِي وَضَعَهَا الإمَان الرَّاحِل السَّيِّد رُوح الله الخُمَيْنِي (رَحِمَه الله).
وَأَكَّد نائب الأمين العام لحَرَكَة النُّجَباء العِراقيّة في إيران: “أعتقد بناءً على عِلْمي أَن مَحور المُقاومة والصّمود الذّي أسسه الإمام الراحل سَيُلعِب دَوْرًا فَعَالًا في الظُّهور المبارك للإمام المهدي (عَجّل الله تعالى فرجه)”.