ضجة ترامب حول مقاتلات “إف 47”.. لماذا تعطّل الوحش الأمريكي؟
بحسب تقرير القسم العربي لـ”وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن ”وكالة مهر للأنباء” والجزيرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس الماضي بعد سنوات من التخطيط والتحضير توقيع عقد مع عملاق صناعة الطيران الأمريكي بوينغ لإنتاج وتطوير مقاتلة من الجيل السادس، مع الإشارة إلى أن الاسم “إف 47” جاء تيمناً بمنصب ترامب كالرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وأكد ترامب عند بدء عملية الإنتاج: “العالم لم يشهد شيئاً كهذا من قبل، وأعداؤنا لن يروه أبداً. آمل أن تحلق هذه المقاتلة خلال فترتي الرئاسية”.
التكاليف الفلكية لمقاتلات إف 47
عقد إنتاج المقاتلة F-47 تبلغ قيمته نحو 20 مليار دولار على مدى 5 سنوات، وبعد الإعلان عن الخبر مباشرة، ارتفعت القيمة السوقية لشركة “بوينغ” بنحو 4 مليارات دولار. جاء هذا الإعلان بعد معاناة “بوينغ” من عدم رغبة مسؤولي البنتاغون في التعاون معها، بالإضافة إلى المنافسة مع شركة “لوكهيد مارتن” المنتجة للمقاتلات F-22.
وبحسب البيانات المتاحة، فإن تكلفة كل مقاتلة من طراز F-47 – المقرر إنتاج 100 وحدة منها – تبلغ 200 مليون دولار. وأعلن فرانك كندل، وزير القوات الجوية الأمريكية السابق، أن هذا العقد لم يكن جزءاً من برامج الحكومة السابقة ولم يُدرج في ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2026؛ حيث حالت أولويات أخرى دون إدراج هذه الطائرة في برامج البنتاغون لهذا العام. لكن هذا التغيير في الخطط من قبل الحكومة الجديدة قد يعكس تزايد اهتمام ترامب بالاستثمار في الصناعة العسكرية.
ويرى مراقبون أنه لا يبدو…يتوقع أن يصل مشروع إنتاج مقاتلات إف-47 في الجيش الأمريكي إلى نهايته، خاصة مع الخبرة التي اكتسبتها مقاتلات الجيل الخامس مثل إف-22 والتي واجهت العديد من المشاكل، لا سيما التكلفة العالية.توقف إنتاج مقاتلات إف-22 في عام 2011 بعد فترة تجريبية قصيرة، وكان السبب الرئيسي هو التكاليف الباهظة، خاصة وأن الحكومة الأمريكية آنذاك برئاسة باراك أوباما سعت إلى خفض النفقات للتغلب على الأزمة المالية العالمية.
تكلفت كل مقاتلة من طراز إف-22 في ذلك الوقت حوالي 369 مليون دولار أمريكي، بينما بلغت تكلفة ساعة الطيران الواحدة نحو 85 ألف دولار، أي أكثر من ضعف تكلفة مقاتلة إف-35. لذلك اتخذ قرار بإيقاف المشروع، وما زال هذا القرار ساريًا حتى اليوم.
كان متوقعًا أن يتم الكشف عن المقاتلة الجديدة للجيش الأمريكي في عام 2024، لكن فرانك كيندل وزير القوات الجوية السابق ذكر أنه رغم العمل المستمر على تقنيات أخرى…في مايو من هذا العام، أوقفت الولايات المتحدة فجأة العمل على إنتاج مقاتلة جديدة، معلنة أن هذا التعليق يهدف إلى ضمان اتخاذ القرار الصحيح بشأن مستقبل التفوق الجوي الأمريكي.
وبالتالي لم تدرج القوات الجوية الأمريكية مشروع المقاتلة “إف-47” في ميزانية عام 2026. وقال فرانك كيندل بوضوح: “بصراحة، لم يكن لدينا المال، وعدم توفر الميزانية هو السبب الحقيقي لتوقف العمل على هذه المقاتلة”.
كما أن تأخر توفير التقنيات اللازمة كان أحد الأسباب الأخرى لفشل مشروع مقاتلة “إف-47″، ولكن على أي حال فإن التكاليف الباهظة لهذه المقاتلة تجعل توسيع إنتاجها أمراً صعباً.على عكس مقاتلة “إف-22″ التي لم يُسمح بتصديرها وكانت تستخدم حصرياً من قبل الجيش الأمريكي، قال ترامب إن حلفاء أمريكا سيكونون مهتمين بشراء مقاتلة “إف-47″، حيث تتوفر حالياً نسخ منها للتصدير – وإن كانت بإمكانيات تقنية محدودة مقارنة بالنسخ المحجوزة لسلاح الجو الأمريكي.
لكن كيندل…ما زالت هناك آراء معارضة لترامب، والتي ترى أنه بسبب التكاليف الباهظة وحقيقة أن الولايات المتحدة ستصدر نسخاً ذات قدرات أقل، فإنه لا يبدو أن حلفاء واشنطن سيرحبون بهذا الطائرة المقاتلة.
خصائص مقاتلة إف-47
بالنسبة لخصائص مقاتلة إف-47 وفقًا للنماذج الأولية، يبدو أن هذه المقاتلة تتمتع بأجنحة دلتا الشكل بدون ذيل، وهذه الخاصية تجعلها قادرة على التخفي والتمويه، كما تمنع انعكاس الإشعاعات الرادارية من جوانب الطائرة؛ وهو ما كان واضحًا في تطوير مقاتلات الجيل الأول حتى الخامس للجيش الأمريكي.
كما تشير تقارير غير مؤكدة إلى أن هذه المقاتلة ستستفيد من تقنية جديدة تُسمى “الغطاء الحراري”، حيث تم اختيار مجموعة من المواد الجديدة لهيكل الطائرة يمكنها تقليل انبعاث الحرارة والصوت، وبالتالي ستكون هذه المقاتلة قادرة على تفادي رادارات البحث الحراري.هذا الجندي الهمينيون قد يكون لديه دراجة نارية تطبيقية، حيث كان بنتاجون قد خصص اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية لتطوير جيل جديد من الدراجات تحت اسم “الدراجة التطبيقية المتقدمة”، والتي يمكن تركيبها على أنواع مختلفة من المركبات.هذه الدراجة تمنح الطيار إذنًا لتعديل أدائها وفقًا للظروف المختلفة، مع استهلاك وقود أقل وسرعة حركة عالية.
لماذا لا تستطيع F-47 حل مشكلة التفوق الجوي الأمريكي؟
إحدى أهم تحديات القوات الجوية الأمريكية التي تسعى لتحقيق التفوق الجوي هي عدم قدرتها على التغلب على الصواريخ المضادة للطائرات. أحد المتطلبات الأساسية لتحقيق التفوق الجوي هو الاختراق الناجح للمجال الجوي للعدو، ولهذا يجب أن تتمكن الطائرات الحربية من الهروب باستخدام أنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة. في السنوات الأخيرة، قامت كل من الصين وروسيا بتطوير أنظمتهما الإلكترونية التي تعتبر – من حيث الأداء – متفوقة حتى على النظائر الأمريكية.أعلنت روسيا أن لديها منظومة دفاعية جوية متطورة تُعرف باسم “إس-300″، والتي كانت أحدث نسخة منها هي “إس-400″، وهي منظومة دفاع جوي مزودة بصواريخ بعيدة المدى. وأكدت روسيا أن هذه المنظومة الدفاعية قادرة على مواجهة جميع الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ والاختبارات التي أُجريت، حيث تمكنت المنظومة من اعتراض أهداف على مسافة تزيد عن 400 كيلومتر.
وتعمل هذه المنظومة الروسية برادارات متقدمة قادرة نظريًا على اكتشاف الطائرات المقاتلة من طراز “إف-22″ و”إف-35″، كما تتمتع بقدرات مضادة للرادارات، مما يمكنها من تحديد مواقع الطائرات المعادية.من جهة أخرى، ترتبط هذه المنظومات الروسية بأنظمة الإنذار المبكر والأقمار الصناعية ورادارات الأرضية، وتوفر معلومات دقيقة وسريعة حول أي تهديد جوي، حتى تلك الموجودة على مسافات بعيدة.الهند.فيما يتعلق بالصين، أعلن فريق بحثي يعمل لصالح سلاح الجو التابع لجيش هذا البلد في نوفمبر الماضي أنه تمكن من تحديد موقع طائرة ذات مقطع راداري مشابه للمقاتلات الأمريكية ”إف-22” و”إف-35″، باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية عبر أقمار “ستارلينك” التابعة لشركة سبيس إكس.
هذا التطور يظهر أن أنظمة الدفاع الجوي حول العالم تتقدم بسرعة، مما يشكل تحدياً كبيراً للمقاتلات الأمريكية، وبالتالي فإن الجيوش التي تسعى للتفوق الجوي مضطرة لتطوير مقاتلاتها.
على الرغم من الحملات الدعائية الكبيرة التي قامت بها الولايات المتحدة لمقاتلة “إف-47″، إلا أن العديد من خصائص مقاتلات الجيل السادس لا تختلف كثيراً عن مقاتلات الجيل الخامس.الفجوة بين الولايات المتحدة ومنافسيها، خاصة أولئك المصنفين على قائمة أعداء واشنطن، أي روسيا والصين، آخذة في التقلص. وهذا يعني أن الولايات المتحدة…في المستقبل القريب، من المرجح أكثر من أي وقت مضى أن تفقد تفوقها الجوي، خاصة في مجال المقاتلات.