إعصار الأقصى يدمر مشاريع الاحتلال الصهيوني
وفقاً لتقرير وكالة مهر للأنباء، فإن الإبادة الجماعية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني، تعد سلاحاً يستخدمه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا الكيان، مما يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في هذه المنطقة المنكوبة يوماً بعد يوم. من جانب آخر، وعلى الرغم من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة وهجماته الوحشية على لبنان، أنهى قادة الدول الإسلامية اجتماعهم في القاهرة دون اتخاذ قرارات تنفيذية.
في هذا السياق أجرت الصحفية “وردة سعد” من وكالة مهر للأنباء مقابلة مع الدكتور “يوسف حمدان” ممثل حركة حماس في الجزائر، ننشر نصها فيما يلي:
لماذا تقف الدول العربية أمام المقترح الأمريكي؟ شاهدنا
تتعرض وسائل الإعلام الواسعة الانتشار لهجوم من قبل وسائل إعلام بعض الدول العربية. والسؤال المطروح هو: إلى أي مدى يمكن لهذه الدول تحمل مسؤولية عدم المساءلة في تعامل الحكومة الأمريكية مع قضية فلسطين والأمن القومي العربي؟ خاصة بعد أن تجاهلت في الأشهر الماضية أيضاً الشعب الفلسطيني والجرائم الصهيونية ضدهم.
إن فصل قضية فلسطين عن عمقها العربي والإسلامي غير ممكن، واستمرار احتلال الصهاينة لغزة هو نتيجة واضحة لموقف الاستسلام أمام الكيان الصهيوني، الذي يُبتكر تحت عنوان “التطبيع العربي” كذريعة للسلام. هذا الموقف يأتي بالتزامن مع المحتلين ويرفض اتحاد المقاومة للاحتلال، مما يُظهر ميل الأنظمة العربية لمنح شرعية الوجود في الأراضي الفلسطينية للمحتلين، لأنهم يريدون الاعتراف رسمياً بالكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية وتطبيع العلاقات معه. ومع تصاعد جرائم الصهاينة…الصهيونية وتهويد المقدسات وتوسيع التجاوزات على الشعب الفلسطيني تواجه ردود فعل ساخطة من قبل النشطاء، الذين قاموا باحتلال الأراضي الفلسطينية. لقد نجحوا في تحويل قضية فلسطين إلى قضية داخلية للشعب الفلسطيني، وإقامة علاقات مباشرة مع بعض الدول العربية.
كان الصهاينة يسعون دائمًا لتحقيق هذه الأهداف، لكن عمليات طوفان الأقصى أوقفت جميع مشاريع الصهيونية للقضاء على المقاومة الفلسطينية. كما أن المقاومة الشعبية في ظل الدعم المطلق من التحالف الغربي الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية وحلفائها الإقليميين قد أوقفت هذه المشاريع.
في هذا السياق، قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا وماليًا وسياسيًا غير محدود للنظام الصهيوني. بينما بقيت الأنظمة العربية عاجزة عن مواجهة جرائم الصهاينة، ولم تتمكن من إرسال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني الذي يعاني من سياسات القمع التي يمارسها النظام الصهيوني.اليوم، مع انهيار المفاوضات بين المحتلين والمتحدين لهم خلال برامجهم التلفزيونية في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزل صلاح المقاومة، وبعد أن طرح دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة فكرة “صفقة القرن” لإجبار الفلسطينيين على القبول، شعرت الدول العربية بأن هذا المشروع يحمل مخاطر لا تقتصر على قطاع غزة أو الضفة الغربية فقط، بل تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها. لذا رأوا ضرورة عقد هذه الجلسات لبحث سبل مواجهة هذا التهديد وبيان رفضهم لأي إجراءات إجبارية يطرحها ترامب.
الموقف العربي الصادر في هذه الجلسات يؤكد رفض الإجراءات الإجبارية ضد الفلسطينيين، وهذه نقطة إيجابية.كما أعلنوا استعدادهم لقبول موضوع إعادة إعمار غزة ومساعدة الهيكل الإداري غير الرسمي لحكم غزة، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتخفيف الحصار عن غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والتجهيزات المتعلقة بإعادة الإعمار، فضلاً عن مواجهة سياسات النظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وغزة.بدأت تحركات عملية، حيث هددت جماعات مسلحة في دول عربية منها فلسطين ولبنان وسوريا بالإضافة إلى الأردن ومصر.
في أحدث جولة لتبادل الأسرى، التي شهدت نقل جثث مستوطنين قتلوا في غزة، وأفرج خلالها عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجه ضربة موجعة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتحمل مسؤولية مقتل هؤلاء الأسرى الإسرائيليين. هل كان المقاومة ناجحة في هذه المرحلة؟ أم أن ادعاءات نتنياهو القائمة على تحقيق النصر ثبت كذبها؟
الرسائل السياسية والإعلامية الصادرة من غزة خلال عمليات التبادل وصلت إلى جميع الأطراف الدولية التي كانت تشكك في الرواية الإسرائيلية قبل هذه العملية. أصبح واضحًا أن الجيش الصهيوني فشل في كسر المقاومة وإحداث فراغ حاكمي في قطاع غزة. نتيجة هذه العمليات أثبتت للجميع أن…المقاومة الفلسطينية تمتلك قدرات عالية في غزة وتسيطر عليها بشكل كامل، كما تتمتع بروح قتالية عالية تمكنها من الدفاع عن غزة ومواجهة أي تجاوزات صهيونية.
أظهرت المقاومة أيضًا أخلاقًا رفيعة في تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين، خاصة في ظل الظروف التي يمارس فيها الكيان الصهيوني سلوكًا وحشيًا ضد الأسرى الفلسطينيين. هذه الممارسات كشفت زيف ادعاءات بنيامين نتنياهو وأكدت أن إسرائيل تسعى دائمًا لتبرير انتهاكاتها الجديدة بحق الشعب الفلسطيني ومحاولتها تصفية الأسر المتبقية في غزة.
جهود وسائل إعلام المقاومة كشفت أيضًا للمجتمع الإسرائيلي أن وزيرهم الأول يكذب باستمرار، وأن الأسرى لا يزالون على قيد الحياة، وتتعامل معهم المقاومة بطريقة إنسانية. هذا الأمر يؤكد أن الهدف الحقيقي لإسرائيل هو القضاء على الأسرى نهائيًا.
لا شك أن هذه التطورات ستؤثر على الوضع الداخلي للكيان الصهيوني والرأي العام فيه، خاصة بعد فضح ممارساته الوحشية من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
في ظل فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهداف حرب غزة وإحداث إحباط في الرأي العام للمحتلين، كيف يمكن تحليل مستقبل الوضع في غزة؟ هل ما زال هناك احتمال لاستئناف الحرب؟
الوضع الإنساني في غزة معقد للغاية، والكيان الصهيوني لا يفي بالتزاماته تجاه تنفيذ وقف إطلاق النار. هذا يحدث في وقت يعجز فيه المجتمع العربي أيضًا عن رفع الحصار عن غزة وإنشاء ممر للمساعدات الإنسانية بالمنطقة. لكن الفكرة التي ترسخت لدى الشعب الفلسطيني وأهل غزة هي أنهم قادرون على هزيمة المحتلين حتى بأيدٍ عارية. لقد صمدوا على أرضهم، وهذه الحرب لن تنتهي إلا بانهيار المحتلين. إذا أراد الكيان الصهيوني العودة إلى الحرب في غزة مرة أخرى، فإن قوات المقاومة ستكون لهم بالمرصاد وستواصل الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدساتها.
أعلن فريق وإخوة صادقنا في اليمن عن استعدادهم للدخول في الحرب في حال تصاعد اعتداءات الكيان الصهيوني. وقد عزز هذا الأمر معنويات عناصر المقاومة في سعيهم لتحقيق حقوقهم المشروعة والطبيعية في مواجهة المحتلين.
نحن لا نقبل وقف إطلاق النار تحت راية الاستسلام. تم التوقيع على هذا الوقف في ظل استمرار صمود المقاومة الفلسطينية وسلاحها، وبقاء الشعب إلى جانبها. وقد وُقّع هذا الاتفاق بضمانات دولية، وإذا أراد المحتلون الاستمرار في انتهاكه، فسوف يواجهون معارضة عالمية. على الجميع تحمل مسؤولية تجدد الحرب في المنطقة نتيجة صمتهم تجاه عدم التزام المحتلين بنصوص وقف إطلاق النار.