قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

انهيار القرن كيف وصل «الكنز الاستراتيجي للمعلومات الإسرائيلية» إلى إيران

قبل هذه⁣ التواريخ، صنّف المحللون الأمنيون برنامج “ديامونا” كأكبر اختراق لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية في تاريخ ‌هذا الكيان.

وكالة مهر للأنباء – مجموعة دولية: يوم ‌الأحد 19 مايو 2024، أكدت ⁣مصادر أمنية أن جمهورية إيران الإسلامية حققت انتصاراً كبيراً ضد أجهزة التجسس التابعة لكيان الاحتلال الصهيوني. وفقاً للمعلومات المنشورة في وسائل الإعلام، تمكنت أجهزة الاستخبارات الإيرانية في عملية معقدة تسمى “ميداني” و”سايبر”، من الحصول ‌على وثائق سرية إسرائيلية حساسة،​ خاصة​ تلك المتعلقة بالبرنامج النووي⁢ لهذا الكيان. يبدو أن الملاحظات الأمنية حول نقل هذه الوثائق إلى داخل البلاد والهجمات المتطورة عليها أدت إلى قرار طهران بالإعلان السريع عن هذا ​الانتصار الاستراتيجي.

كشفت تقارير أمنية ​إسرائيلية عن وثائق مسربة من وزارة الأمن الداخلي، يُزعم أنها تعود ⁢إلى جهات مرتبطة ببرنامج “هاكيريا”، حيث تمت مصادرتها ونقلها إلى إيران.

ويُعد هذا الانتصار الكبير في ساحة ⁢”حرب الظل” عميقًا وواسع النطاق لدرجة أن ⁤بعض المحللين يتحدثون عن احتمال حدوث‍ زلزال في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، بل⁣ ويذهبون إلى حد التشكيك في قيادات الكيان الصهيوني، بما في ‍ذلك رئيس ‌الوزراء ‌بنيامين نتنياهو‍ وحتى ‍محاكمته. ولعل هذا ما دفع وزير الاتصالات الإسرائيلي، إسماعيل خطيب، إلى الإشارة لهذه الوثائق باعتبارها ⁢”كنزًا استخباراتيًا يكشف ممارسات النظام الصهيوني”.

تغير ⁤موازين القوة في ساحة المواجهة

في​ سياق المواجهات المستمرة ضمن “حرب ⁢الظل”⁤ بين إيران والنظام الصهيوني، ركز المحللون على ⁤نقطة قوة إيران المتمثلة في شبكة‍ محور المقاومة واستراتيجيتها ‍المعروفة⁤ بـ”حلقة ⁢النار” لمواجهة الكيان. وفي ⁢المقابل، يعاني النظام الصهيوني منذ ⁤نهاية القرن العشرين من تراجع واضح…استهدفت عمليات التجسس والتخريب وتلفيق الملفات وسرقة ​الوثائق ضد البرنامج النووي الإقليمي لإيران إقامة نوع من التوازن في هذه المعركة ‌الاستنزافية، بل وحاولت‍ أحيانًا تغيير المعادلة لصالحها. ويمكن رصد ذروة هذه الصراعات في⁤ “تسييس‌ الملف النووي الإيراني” من جهة، وعملية⁢ “طوفان الأقصى” وتغيير ⁤الجغرافيا السياسية ‌للمنطقة الشرق العربي من جهة أخرى.

في هذا السياق، ادعت مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام اليمينية التابعة⁤ لتيار المحافظين المتشددين في واشنطن وتل أبيب أن ‌إيران في المرحلة الجديدة ستلجأ إلى ورقة “الردع النووي”، ولن تملك أي ⁣أوراق أخرى لاستعادة التوازن أمام إسرائيل! ⁣لكن ​مرور الوقت ⁢أثبت عكس هذه الادعاءات.

الإنجاز الاستخباري الأخير في هذه المعركة المركبة والمعقدة ⁣أعاد مرة أخرى تغيير موازين القوى بين⁤ إيران وكيان الاحتلال⁣ الصهيوني. فيما ‌تواصل طهران تعزيز​ حلفائها على حدود لبنان ​والضفة الغربية وغزة لاحتواء إسرائيل، تمكنت الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية من كشف…بعد أن ‌أثبتت‍ قدرتها العملياتية في عمق الأراضي المحتلة، يمكنها‍ فتح جبهة ⁢جديدة ضد محتلّي القدس. رسالة العملية الإيرانية الأخيرة هي أنه إذا قررت طهران استهداف شخصيات بارزة أو أهداف حيوية في “إسرائيل”، فإن التحدي الوحيد المتبقي هو اختيار “الوقت” و”المكان” المناسبين! بمعنى آخر، بعد العملية الأخيرة لم يعد هناك أي ‌هدف استراتيجي في فلسطين المحتلة بعيد المنال‍ أو مستحيلاً. ​

وبناءً على صحة هذه الفرضيات، فقد ⁤تغيرت معادلة ‍القوة بين ⁢طهران وتل أبيب، وأصبح لدى إيران ⁣اليوم خيارات جديدة لضرب الكيان الصهيوني.

زلزال في ⁤”هاكريا”

منطقة “هاكريا”، التي تعني “النطاق” باللغة​ العبرية، تقع في قلب تل أبيب وتُعتبر المركز الرئيسي لمؤسسات الكيان الصهيوني الأمنية والعسكرية. غالباً ما يُطلق على هذه المنطقة اسم “المنطقة ‍الخضراء” لهذا الكيان، وهي تضم⁢ مؤسسات حساسة مثل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة ‍وبعض ⁢المكاتب ⁣الاستخباراتية.تحظى “هاكريا” بأهمية استراتيجية ‌عالية ‌نظرًا لتركيز هياكل السلطة فيها ودورها المحوري في صنع القرارات السياسية والعسكرية. هذه المنطقة ليست⁢ مجرد رمز للقوة العسكرية والسياسية للنظام الصهيوني، ​بل تعمل أيضًا كمركز ⁣لتنسيق الاستراتيجيات الإقليمية لهذا النظام.

يعد ⁣تحليل هيكل ووظائف ​”هاكريا” أمرًا ضروريًا لفهم أفضل لطبيعة ⁢النظام الصهيوني وسياساته في المنطقة، خاصةً ⁣بالنسبة‍ لدول مثل إيران التي ترى في هذا النظام تهديدًا دائمًا. الموقع الجغرافي وتركيز ‍المؤسسات​ الحساسة في هذه‌ المنطقة جعلها هدفًا استراتيجيًا في التحليلات السياسية والعسكرية.

إن الفهم ​الدقيق ⁣لـ”هاكريا” ودورها في المعادلات الإقليمية يمكن أن ⁤يساهم ⁣في إدراك أعمق لاستراتيجيات هذا ‌النظام وتأثيراته على استقرار المنطقة.

كانت “الإنكار”، “السخرية”، “التشكيك” ⁢و”الصمت” أول ردود ‌الأفعال المسجلة من ‌جانب المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام والشخصيات الأمنية المشاركة في مراكز الأبحاث​ والمجال الإعلامي.إسرائيل: تسريب أخطر وثائق الكيان الصهيوني إلى إيران يبدو ضربًا من الخيال

لطالما ⁣نجحت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، على‍ مدى ثمانية‌ عقود، في دعم بقاء الكيان الصهيوني عبر عمليات متعددة ⁣شملت الاغتيالات والتسلل والتخريب والسرقة. منذ الأيام الأولى للهجرة غير الشرعية لليهود من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة، وحتى توقيع “اتفاقيات إبراهيم”⁤ بين إسرائيل والدول السنية المحافظة، ظهر الدور الفاعل والمؤثر للمخابرات الإسرائيلية في إلحاق ضربات موجعة ‍بالأعداء والمنافسين.على سبيل المثال، تسببت العمليات الإرهابية التي نفذها الموساد ضد⁤ علماء العالم ​العربي ‍في عرقلة مساعي دول مثل‍ العراق ⁣وسوريا لتطوير برامجها النووية بسلاسة.والآن، وفي خضم معركة “طوفان​ الأقصى”، تمكن مقاتلو المقاومة ‌المجهولون ⁣(المعروفون بـ”جنود الإمام المهدي”)⁢ من تنفيذ عملية​ معقدة ومتعددة الأبعاد اخترقت عمق أجهزة…اختراق إسرائيلي-أمني: كيف يمكن لإيران أن تقوض هيبة الكيان الصهيوني المعلوماتية؟

تسللت وحدات إيرانية إلى المنظومة العسكرية-الأمنية الإسرائيلية، ونقلت وثائق ‍حساسة عبر قنوات آمنة لكنها مجهولة‌ الهوية، مما قد يؤدي إلى انهيار الهيبة المعلوماتية للكيان الصهيوني.

يعتقد خبراء أن نشر إيران تدريجياً لوثائق إسرائيلية حيوية في المجالات العسكرية-الأمنية خلال الأسابيع المقبلة قد يزيد ⁤من احتمالية ⁣تشكل إجماع دولي وحدوث اضطرابات داخل الأراضي المحتلة. بناءً ‌على ذلك، فإن عزل أو استقالة شخصيات رئيسية مثل “دافيد ⁤بارنيع”، رئيس الموساد، لن يكون أمراً مستبعداً.

يمكن لطهران أن تزيد‌ الضغوط‌ السياسية-الأمنية ‍على “الثلاثي” الأوروبي-الأمريكي – الذي⁣ يسعى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفعيل آلية الزناد ضد​ إيران – من خلال جدولة هذه الكشفيات التاريخيّة.وفي حال ⁣تكرار ⁣هذا “العرض الإيراني”، ستُتاح الفرصة للخروج⁢ من “معاهدة ‍الحد من الانتشار النووي (NPT)” تحت ⁣ذريعة عودة عقوبات الأمم المتحدة.قبل هذه التواريخ،⁤ سجل ⁤برنامج “ديامونا” ⁢الذي أطلقه ⁢المخترقون الإيرانيون، أكبر اختراق⁤ لوكالات الاستخبارات​ الإسرائيلية⁣ في تاريخ هذا الكيان. لكن اليوم يمكن الحديث عن اختراق أكبر.

بعد مرور 20 ⁢شهراً على معركة “سيف القدس” ‌وتحديد خريطة‍ الدولة الصهيونية كهدف لهجمات استخبارات إيران التكتيكية ضد البنية التحتية‍ القيادية والاستعدادات العسكرية ⁤لمحور المقاومة، نفذت الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية ضمن​ مشاريع مشتركة عمليات متعمقة ضد مراكز حساسة للكيان الصهيوني، مما أحدث ⁤نوعاً‍ من التوازن الأمني مقابل موساد وشين بيت ومنظمة “أمان”. ⁤

الآن تملك طهران ⁤القدرة على الوصول إلى 7 غيغابايت من البيانات الحساسة المتعلقة بالبنى ‍التحتية الحيوية (الأتمتة) لإسرائيل، مما يوفر تقييماً دقيقاً لمواقعها ومدى استقرارها.⁣ كما تتيح هذه المعلومات قياس متانة البنى التحتية وقدرة ‌تنظيم “أفندي” على شن هجمات ضد أهداف حيوية.في خضم التوترات⁤ العسكرية الحالية، يمتلك إيران قدرات كبيرة في مواجهة المعارك ‍المعلوماتية مع‌ النظام الصهيوني. هذا الإنجاز الكبير ‌لا يغير فقط معادلات الصراع في الحرب النفسية بين طهران وتل أبيب، ⁢بل يعزز أيضًا مكانة الأمن الإيراني ومحور المقاومة في منطقة غرب ‌آسيا.

مصادر الخبر:⁤ © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة ‍مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى