الميادين تستعرض 6 إنجازات استراتيجية للكنز المعلوماتي الكبير لإيران
وفقاً لتقرير وكالة مهر للأنباء، ذكرت القناة الإخبارية الميادين في مقال لها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت إنجازاً استخباراتياً هائلاً باختراق أعلى المستويات الأمنية للنظام الصهيوني، ووصفت هذا الإجراء بأنه زلزال استراتيجي ضد النظام الصهيوني. وأكد التقرير أنه وفقاً لما أعلنته التلفزيون الإيراني، فإن حجم المعلومات والوثائق الاستراتيجية ذات الحساسية العالية التي حصلت عليها إيران كبير جداً، وأن آلاف الوثائق تتعلق بمشاريع الاحتلال الصهيوني ومنشآتهم النووية، والتي تم نقلها إلى إيران بشكل كامل وآمن بعد الحصول عليها.وأضاف التقرير أن فحص هذه المعلومات والوثائق قد بدأ واستكمال تحليلها سيستغرق وقتاً طويلاً.
التوقيت والظروف المحيطة بإعلان العملية
أعلنت إيران عن تنفيذ هذه العملية في توقيت بالغ الحساسية والأهمية، أي بعد أسبوعين فقط من انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني.
جاء هذا التطور بالتزامن مع تسليم واشنطن عرضًا مكتوبًا إلى طهران عبر الوسيط العُماني، يتضمن طلبًا بوقف تخصيب اليورانيوم وإنشاء كتلة إقليمية للتخصيب خارج الأراضي الإيرانية.
من ناحية أخرى، تم الكشف عن العملية الاستخباراتية غير المسبوقة لإيران قبل عقد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن المتوقع أن تستغل الحكومات الأوروبية – فرنسا وألمانيا وبريطانيا – هذا الاجتماع لإصدار قرار ضد إيران.
يعتمد القرار المحتمل لمجلس المحافظين على التقرير السياسي لرافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي زعم في جزء منه أن إيران لم تتعاون بشكل كامل مع الوكالة. وقد انتقدت إيران تحيز جروسي وسياسة التقرير المذكور.اتهمت إيران الدول الأوروبية بالاعتماد على مصادر صهيونية، وحذرتها من ردود فعل مقابلة على هذا الموقف العدائي.من جهة أخرى، كشفت إيران عن عملية استخباراتية بعد وقت قصير من تصاعد تهديدات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. زعمت هذه الأطراف أنها ستهاجم إيران في حال فشل المفاوضات النووية غير المباشرة، وذلك لزيادة الضغوط على طهران لقبول المقترحات الأمريكية خاصة فيما يتعلق بوقف التخصيب.
في سياق متصل، تنتظر طهران هذه الأيام زيارة فلاديمير بوتين رئيس روسيا، المقرر أن يزور البلاد لتوقيع عقود مشتركة بقيمة 8 مليارات دولار.
إنجازات إيران من عمليتها الاستخباراتية الكبرى
على الرغم من عدم الكشف عن الكثير من المعلومات أو التفاصيل حول الوثائق التي حصلت عليها طهران، إلا أن هذا الإنجاز وُصف بأنه استراتيجي. تربط إيران هذه الوثائق بـ…المشاريع الأمنية والمنشآت النووية للنظام الصهيوني، وبالتالي فإن توقيت الإعلان عن هذا الخبر يمكن أن يُظهر النتائج المحتملة لهذه العملية والرسائل التي تسعى إيران إلى إيصالها. وهذه الرسائل هي:
أولاً: الردع العسكري:
أرادت إيران من خلال هذه العملية أن تقول إن لديها وثائق متعلقة بالمنشآت النووية للنظام الصهيوني، وأنها تملك معلومات كافية حول استهدافها. وإذا أصرت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني على تنفيذ تهديداتهما ضد المنشآت النووية الإيرانية، فستستخدم هذه المعلومات.لذا يتعين على واشنطن وتل أبيب التخلي عن ورقة التهديد بالعمل العسكري ضد إيران.ثانياً: الردع السياسي:
خلقت إيران هامشاً دبلوماسياً وسياسياً واسعاً لنفسها فيما يتعلق بالرد على مقترحات الولايات المتحدة، وتبنت مواقف صلبة تُجبر واشنطن على بذل جهود جادة للوصول إلى حلول ممكنة وقابلة للتطبيق، والابتعاد عن محاولات فرض…
ثالثًا: الردع القانوني: تمتلك طهران تفاصيل دقيقة وكاملة عن البرنامج النووي للنظام الصهيوني وأسلحته الذرية، وهو ما حاول تل أبيب دائمًا التهرّب من تحمّل مسؤوليته عنه، ومنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى منشآتها. هذا الأمر يضع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيسها والدول الأعضاء في مجلس المحافظين أمام تحدٍّ قانوني، ويجبرهم على التخلي عن مواقفهم السياسية ضد طهران.
رابعًا: الردع الإقليمي: كشف تفاصيل البرنامج النووي للنظام الصهيوني في المنطقة سيؤدي إلى طرحه كقضية تهدد الأمن الإقليمي، مما يمكّن من تغيير مواقف دول المنطقة تجاه هذا النظام، ويخلق أداة ضغط جديدة ضده.
خامسًا: الردع الاستخباراتي: العمليات الاستخباراتية والتجس…
الهجوم الإيراني به هذا الحجم والجودة والنتائج ليس أقل أهمية من عملية تفجير “البيجرز” التي نفذها الكيان الصهيوني ضد المقاومة اللبنانية؛ بل يمكن القول إن هذه العملية تعتبر أكثر أهمية من غيرها في عدة جوانب.
هذه الأهمية تنبع من نتائجها المستقبلية أو نجاحها الكامل في التنفيذ، وهي تثبت أن إيران حققت تقدماً وتفوقاً استخباراتياً ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي. هذا التحصيل يظهر جلياً عندما نعلم أن الكيان الصهيوني يحظى بدعم استخباراتي وتجسسي من دول متعددة.
السادس: اهتزاز الداخلي للكيان الصهيوني:
من المؤكد أن هذه العملية ستترك آثارها على الساحة الداخلية للكيان الصهيوني وحكومة بنيامين نتنياهو المتذبذبة، مما سيؤدي إلى خلق انقسامات داخل الجيش وأجهزة التجسس والأمن والمجتمع الصهيوني؛ لأنها جعلت الكيان أكثر عرضة للضربات في المجالات الأمنية والعسكرية.
تؤكد “الميادين” في ختام هذا المقال أنه لا شك في أن العملية الاستخباراتية الاستثنائية الإيرانية بهذا الحجم والجودة تُعد نجاحًا بارزًا لأجهزة الاستخبارات التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالمقابل تشكل هزيمة مروعة لأجهزة التجسس الإسرائيلية بما فيها “الموساد”، التي سعت على مدى عقود لخلق هيبة وقوة ردعية لدعم الكيان الصهيوني، إلا أنها تعرضت لضربة قاسية على أيدي رجال جهاز استخبارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.