إذلال البحرية الأمريكية من قبل اليمن.. كيف وقعت فضحية واشنطن؟
وفقًا لتقرير قسم العربية في وكالة ويبانغاه للأنباء، ونقلًا عن “وكالة مهر للأنباء” من الجزيرة، نشرت الصحيفة الأمريكية “وول ستريت جورنال” تقريرًا مفصلاً حول التصعيد الأخير بين القوات البحرية الأمريكية وأنصار الله قبل وقف إطلاق النار بين الجانبين أوائل الشهر الماضي.
ذكر التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يحللون هذه المواجهة لمعرفة كيف تمكن خصم صغير مثل أنصار الله من تحدي أفضل القوات البحرية العالمية باستخدام زوارق مسيرة فقط.
في التقرير الذي أعده مراسلا الصحيفة، ورد أنه الشهر الماضي شهد عملية قتالية حيث حاولت طائرة أمريكية من طراز سوبر هورنت اعتراض زورق مسيّر.
كانت السفينة في البحر الأحمر، لكن نظام الكشف عن سرعتها توقف عن العمل، مما أدى إلى فقدان هذه المدمرة البالغة قيمتها 30 مليون دولار من الأسطول البحري وسقوطها في المياه.
هذه ثالث مدمرة أمريكية تفقدها البحرية الأمريكية خلال أقل من 5 أشهر. وقع الحادث بعد ساعات فقط من إعلان دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، أن “الحوثيين” أطلقوا النار عليها، متهمًا قيادات البنتاغون بالإهمال.الحوثيون يوجهون ضربة لقوة بحرية عظمى
كان الهجوم الذي نفذه الحوثيون مفاجأة صادمة للولايات المتحدة، حيث يمثل أحد أشرس المواجهات التي شهدتها القوات البحرية الأمريكية منذ مشاركتها في الحرب العالمية الثانية. والأكثر إثارة للدهشة أن هذه الضربة جاءت بينما يفتقر الحوثيون حتى لأبسط الإمكانيات ويعيشون في واحدة من أفقر دول العالم.
شارك ما يقارب 30 سفينة منذ نهاية عام 2023 وحتى الآن في عمليات قتالية بالبحر الأحمر، تمثل نحو 10% من إجمالي القوات البحرية الفعالة عالميًا.القوات البحرية الأمريكية تواجه تحديات. وفقاً لمسؤول أمريكي، خصصت الولايات المتحدة مليار ونصف دولار لتعزيز قدرات اليمن الاستفادة منها.
لكن رغم ذلك، لم تتمكن أمريكا من تحقيق هدفها الاستراتيجي في إحياء النفوذ في البحر الأحمر، وفي الوقت نفسه واصلت القوات اليمنية تنظيم هجمات منسقة تجاه فلسطين عبر إطلاق طائرات مسيرة.
أكد قادة الجيش الأمريكي والكونغرس ضرورة تقييم الحقائق المتعلقة بتطورات الوضع في اليمن للاستفادة منها، محذرين من أن نشاطات اليمنيين تضعف القوة العسكرية الأمريكية بشكل عام. كما أن البنتاغون يجري تحقيقات حول أحداث تتعلق بسقوط طائرات أمريكية واشتباكات منفصلة في البحر الأحمر مع طائرة مسيرة تابعة لحركة أنصار الله (الحوثيين)، والتي ستظهر نتائجها في الأشهر المقبلة.
منذ بداية الحرب في غزة، شنت القوات اليمنية هجمات على سفن صهيونية تعبر البحر الأحمر، مستمرةً في ذلك مع تصعيد التحديات.الحوثيون والولايات المتحدة يواصلان التصعيد في فلسطين
في 19 أكتوبر 2023، شنت جماعة الحوثي أول هجوم لها باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية، مستهدفة سفناً أمريكية في البحر الأحمر خلال مواجهة استمرت 10 ساعات.
وصف هذا الصراع بأنه الأكثر دموية منذ قرن تقريباً، حيث أسقط الحوثيون أكثر من 12 صاروخاً باليستياً و4 طائرات مسيرة.
عندما هدد الحوثيون بتكثيف هجماتهم، سارعت القوات الأمريكية إلى معالجة تحدياتها اللوجستية في البحر الأحمر، وأقامت قاعدة عسكرية هناك. وصف أحد المسؤولين الأمريكيين هذه الخطوة بأنها “مغير لقواعد اللعبة”، إذ تسمح للسفن الحربية الأمريكية بالعمل دون الحاجة إلى الانسحاب من منطقة العمليات.تسارعت العمليات العسكرية في اليمن، ما وضع القوات البحرية الأمريكية تحت تأثير شديد، حيث كانت دائمًا في مرمى نيران القوات اليمنية.ونتيجة لذلك، تمكنت سفينتا “آيزنهاور” و”تونر” خلال 7 أشهر فقط من إجراء عدد محدود من الدوريات في البحر الأحمر.
