الخسائر الناجمة عن الخلاف بين ترامب وماسك على أمريكا.. ما تكشفه الأرقام
وفقًا لتقرير القسم العربي لـوكالة ويبانغاه للأنباء نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء”، فإن الخلافات العلنية بين الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” ورجل الأعمال والملياردير العالمي الشهير “إيلون ماسك”، الذي يُعد من أكثر الشخصيات نفوذًا في التاريخ المعاصر، قد أدّت مؤخرًا إلى زعزعة الوضع السياسي والاقتصادي في أمريكا. أدت هذه الخلافات بين الرجلين إلى سلسلة من التناقضات في المواقف السياسية والاقتصادية، وانتهى الأمر بتبادل اتهامات علنية وتهديدات مباشرة بينهما.
بعد عام من الجدل المستمر وتصريحات مثيرة للجدل حول العداء المتبادل بينهما، قرر دونالد ترامب وإيلون ماسك إنهاء مشاركتهما السياسية بشكل دراماتيكي. حيث اتهم ماسك الرئيس الأمريكي بالتواطؤ في قضية إساءة معاملة الأطفال الشهيرة، بينما رد ترامب باتهام ماسك…
حذرت صحيفة “جوان” و”بيعقل” من عواقب خطيرة.
أكد ترامب في هذا السياق أنه قد يلغي جميع الاتفاقيات المتعلقة بالكمامات والحمايات الحكومية من فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لن تكون له عواقب وخيمة على الملياردير الأمريكي فحسب، بل سيهز أيضًا الولايات المتحدة. وبالتالي، يمكن القول إن التوتر بين ترامب والكمامة لا يهدد مصالحه الشخصية فقط، بل يزعزع أركان الاقتصاد الأمريكي.
تكلفة الكمامات تجاوزت 250 مليون دولار في الحملة الانتخابية لترامب. هذا المبلغ حوّل الكمامات إلى واحدة من أكبر شركات التأمين المالي خلال الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، ولعب دورًا محوريًا في انتصار ترامب وعودته إلى البيت الأبيض. بفضل هذه المساعدات، قام ترامب بتعيين “بهرواري” وزيرًا للكمامة في حكومته الانتخابية.
في أعقاب انتصار ترامب، حققت استثمارات الكمامة نموًا استثنائيًا ووصلت قيمتها إلى 500 مليار دولار.ترك ماسك الحكومة بعد 129 يوماً من بدء عمل إدارة ترامب. وقد انتقد بشدة قانون الضرائب والمصروفات الذي وقعه ترامب، وحث الأمريكيين على رفض هذا القانون. وأكد أن هذا القانون قد يزيد من عجز الموازنة الأمريكية ويُثقل كاهل الشعب بديون كبيرة.
خسائر ماسك في صراعه مع ترامب
أدت الخلافات العلنية والمستمرة بين ترامب وماسك إلى تدهور مكانة ماسك كأغنى رجل في العالم، وانخفضت قيمة أصوله بمقدار 34 مليار دولار في يوم واحد. وهذا الرقم يمثل ثاني أكبر انخفاض في القيمة بتاريخ الرأسمالية العالمية وفقاً لمؤشر بلومبرغ. بعد تهديدات ترامب بإلغاء العقود الحكومية، انخفضت أسهم شركة تسلا بنسبة 14%. مما تسبب في هبوط قيمة أسهم هذه الشركة العملاقة لصناعة السيارات بمقدار 152 مليار دولار.
القانون الجديد لترامبيشكل قانون جديد عبئًا كبيرًا على شركة تسلا، حيث يلغي الإعفاء الضريبي البالغ 7500 دولار لكل سيارة كهربائية، مما يفرض على الشركة تكلفة سنوية تزيد عن 1.2 مليار دولار. وفقًا لموقع “بيزنس إنسايدر” الإخباري، فإن مشروع سيارات الأجرة بدون سائق الذي أطلقته تسلا سيواجه مزيدًا من القيود بسبب هذا القانون، مما يؤدي إلى تأخير في الحصول على التصاريح وبدء التشغيل.
كما تواجه شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك خطر إلغاء العقود الاستراتيجية الحكومية مع وكالة ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 22 مليار دولار. نتيجة لهذه التهديدات، انخفضت الاستثمارات المرتبطة بسبيس إكس بنسبة 13%. كما أثرت هذه التوترات على المشاريع المستقبلية لماسك، بما في ذلك شركته الناشئة “نيورالينك” المتخصصة في علوم الدماغ.خسائر ترامب والجمهوريين من التوتر مع ماسك
ليس من السهل حتى على رئيس الولايات المتحدة مواجهة أغنى رجل في العالم.رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بأصول ماسك، إلا أنه لا يزال يحتفظ بلقب الأغنى عالمياً ويتفوق بفارق كبير على منافسيه. تُقدَّر ثروة ماسك حالياً بـ342 مليار دولار، أي أكثر بـ96 مليار دولار من مارك زوكربيرج ثاني أغنى رجل في العالم.
علق ماسك بسخرية على ترامب في أحد منشوراته قائلاً: “ترامب سيبقى قوياً لثلاث سنوات ونصف كحد أقصى، أما أنا فسأظل قوياً لمدة 40 عاماً على الأقل! لذا عليه أن يحسب حساباته جيداً”. أهم الخسائر التي تكبدها ترامب والجمهوريون الأمريكيون خلال هذه الفترة تشمل:
– فقدان دعم أغنى رجل في العالم والذي كان أحد العوامل الرئيسية في وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
– تحول ماسك علناً ضد مؤيدي ترامب.هدد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تويتر وسبيس إكس، الجمهوريين وحذرهم من الموافقة على مشروع ترامب الضريبي الجديد، مؤكداً أنه سيعمل على هزيمتهم في الانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس.وقال ماسك: “سأطرد كل السياسيين الذين خانوا الشعب الأمريكي.”
خسرت أسهم مجموعة ترامب الإعلامية والتقنية جزءاً كبيراً من قيمتها نتيجة التوتر مع ماسك. انخفضت قيمة هذه الأسهم منذ بداية العام بنحو 44%، وهو ما يُقدَّر بـ1.7 مليار دولار من إجمالي ثروة ترامب. حذر محللون مثل جيمس فيشباك من شركة مورجان ستانلي من مخاطر استمرار الخلافات بين ترامب وماسك، مؤكدين أن هذا الاتجاه سيؤدي إلى مزيد من التراجع لشركة “ترامب ميديا”.
الخسائر الأمريكية في ظل التوتر بين ترامب وماسك
يعد إيلون ماسك مؤسساً ورئيساً لعددٍ من كبرى الشركات التقنية التي تعتمد عليها العديد من المؤسسات الحكومية الأمريكية في تنفيذ مهامها.اعتمدت الولايات المتحدة لسنوات عديدة على شركات استراتيجية وحيوية في هذا المجال، لذا فإن الصراع بين إيلون ماسك ودونالد ترامب قد يهدد أنشطة هذه المؤسسات بشكل مباشر. أبرز المؤسسات الأمريكية المعرضة للخطر نتيجة هذه التوترات تشمل:
الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ”ناسا” والبرنامج الفضائي الأمريكي: تواجه شركة سبيس إكس برئاسة إيلون ماسك - والتي تبلغ قيمتها 22 مليار دولار – خطر إلغاء أو تعليق عقودها الحكومية. هذا التطور سيكون أكثر خطورة على الولايات المتحدة وبرنامجها الفضائي منه على ماسك نفسه.
هدد ماسك بإيقاف مشروع مركبة دراجون الفضائية، التي تمثل حالياً الوسيلة الوحيدة التي تعتمد عليها ناسا لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية. تبلغ قيمة العقد بين الشركة والحكومة الأمريكية 5 مليارات دولار. قد يؤدي تعطيل هذا التعاون إلى شل برامج المحطة الفضائية الدولية الأمريكية.
إذا لم يكن مركبة الفضاء “دراغون” جاهزة للعمل، فإن ناسا ستضطر إلى استخدام المركبة الروسية “سويوز” أو مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ، والتي تعاني من عيوب فنية كثيرة.
البنتاغون وتهديد الأمن القومي الأمريكي
التوتر بين ترامب وماسك يزيد المخاوف بشأن إلغاء أجزاء أخرى من البرامج الفضائية الأمريكية المعتمدة على ”سبيس إكس”، والتي تُعتبر بالغة الأهمية للأمن القومي للبلاد.
تمتلك شركة سبيس إكس أكثر من 7 آلاف قمر صناعي لاتصالات “ستارلينك”، وهي حيوية للمقاتلين المدعومين أمريكياً، خاصة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. كما وقّعت سبيس إكس عقوداً مهمة لإنتاج أقمار تجسس لصالح البنتاغون.
القبة الذهبية
تُعد القبة الذهبية أحد أكثر المشاريع العسكرية طموحاً لترامب. فقد أعلن في ديسمبر…
في دليلته التنفيذية التي أصدرها يوم 27 يناير، وصف الهجوم الصاروخي بأنه أكبر وأكثر التهديدات الكارثية التي تواجه أمريكا.
يهدف إنشاء “القبة الذهبية” إلى حماية الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية والكروزية، بالإضافة إلى الصواريخ الأسرع من الصوت وتلك المُطلقة من الفضاء. وتعتمد هذه القبة تقنياً على شركة “سبيس إكس” بشكل كبير.
ونقلت وكالة رويترز أن شركة “سبيس إكس” ستنتج مجموعة مكونة من 400 إلى 1000 قمر صناعي لتعقب إطلاق الصواريخ، مما سيساعد في مراقبتها وتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها داخل الأراضي الأمريكية.وأشارت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية إلى الخلافات بين ترامب وإيلون ماسك، مؤكدة أن هذا الانفصال سيكون صعباً ومعقداً للغاية، كون أحد الطرفين ملياردير يسيطر بشكل شبه كامل على عمليات إطلاق الأجسام المختلفة إلى الفضاء في أمريكا، بينما الطرف الآخر هو رئيس الدولة الذي يركز معظم مشاريعه على خطط…تأثير التوتر على السيارات الكهربائية
إن إضعاف شركة تسلا قد يؤدي إلى هيمنة السيارات الكهربائية الصينية على الأسواق العالمية، والتي تحظى بدعم واسع من حكومة البلاد.
يبدو الآن أن الخلافات بين ترامب ومسك قد تجاوزت الحدود الشخصية أو المنافسة السياسية، وأصبحت تهديداً حقيقياً للمصالح الاقتصادية والتكنولوجية وحتى الأمن الاستراتيجي للولايات المتحدة.في حين أن لكل من هذين الشخصين تأثير كبير على نقاط حيوية في الحكومة الأمريكية، يبدو أن تصاعد التوتر بينهما سيُسبب أضراراً لا تُحصى لأمريكا، تبدأ من تأثر السوق الأمريكية وتمتد إلى مشاريع الفضاء.