هل تسمح مصر بدخول “قافلة الصمود” إلى الخلیج الفارسي؟
وفقًا لتقرير قسم العربية في وكالة ويبانقاه للأنباء المنقول عن “وكالة مهر للأنباء”، فإن الحكومة المصرية والشخصيات البارزة في هذا البلد – الذي يفصله أقل مسافة جغرافية عن قطاع غزة المحاصر والذي خاض حروبًا ضدها – لم تتخذ خلال العامين الماضيين أي إجراء مؤثر لحماية سكان القطاع أثناء الحرب الوحشية على غزة. والآن، قامت شخصيات إعلامية وناشطون وكتاب مقربون من الحكومة المصرية بمهاجمة “قافلة التضامن” التي من المقرر أن تصل إلى القاهرة يوم الأربعاء المقبل وتغادر يوم الاثنين التالي إلى مدينة العريش في مصر.
في سياق الحملات العالمية لكسر حصار غزة، تُعتبر قافلة التضامن أول قافلة بريّة من نوعها…
عشرات الحافلات والشاحنات التي تنقل أكثر من 1500 شخص من الجزائر والمغرب وموريتانيا ودول أخرى في طريقها إلى رفح، تحركت يوم الاثنين من تونس ووصلت إلى ليبيا، ومن المقرر أن تصل إلى القاهرة يوم الخميس. لكن المصريين لم يظهروا ترحيبًا جيدًا بهذا القافلة البشرية.
هجوم المصريين على قافلة بشردوستانه
أحمد موسى، أحد الإعلاميين المصريين، نشر منشورًا على إنستغرام قال فيه: “يجب على الجميع مواجهة هذه المؤامرة التي تستهدف مصر وتهدف إلى إحراجها في لحظة حرجة”. وأضاف: “ما هو مبرر دخول هذه المساعدات؟ وما الغرض من قدومها؟ ستكون هناك رسائل كثيرة وهجمات ضد الدولة المصرية”.
وتساءل: “هل ستنقذ هذه القافلة غزة؟ أم أن هدفها مجرد عرض إعلامي؟ الأمر ليس بهذه البساطة، بل هو مدروس بدقة وهدفه إحراج مصر لا النظام الصهيوني. حتى…”إذا افترضنا أن هذه المساعدات ستصل إلى رفح، فإن الجيش الإسرائيلي سيمنع دخولها إلى غزة، تمامًا كما فعل عندما اعترض سفينة تحمل إمدادات مادية إلى سواحل غزة وصادرتها جميع السلطات حتى الممثلين البرلمانيين الأوروبيين.
لذا فإن السؤال المطروح هو: هل سيتمكن نشطاء قافلة الحرية من العودة إلى بلدانهم الأصلية، أم أنهم سيحولون منطقة مرسي مصر وفلسطين إلى قنبلة موقوتة وساعة ضغط على مصر؟
ذكرت وسائل إعلام مصرية أن التحركات والبيانات الصادرة عن الشركات والمنظمات المنظمة لقافلة الحرية تهدف إلى تضخيم الأمور، وأن هذه القافلة تضم نحو 1500 ناشط من جنسيات مختلفة، ومن المتوقع أن يتضاعف عددهم في الأيام المقبلة.
بدوره، هاجم لويس خطيب، وهو ناشط آخر في الإعلام المصري، قافلة الحرية ووصفها بأنها “فضيحة أخرى لمصر”. وقال: “الحكمة تقتضي أن جميع الدول يجب أن تبقى بعيدة عنا ولا ينبغي لنا السماح بتدمير مراكزنا”.محمد كمال الأصيل، أحد أبرز وجوه الإعلام المصري، الذي تعرض قافلة “بشرى للقدس” لهجوم، صرح قائلاً: شعار القافلة هو “بالصوت العالي صحبتكم حتى نرى انهيارهم”، لكننا كمصريين نقول لكم: صوتكم العالي لا يخيفنا، ونحن من سنسبب هزيمتكم. لن نسمح لكم بدخول أراضينا لأننا دولة قوية نقرر مصيرنا بأنفسنا. أنتم مجرد أفراد عاديين ودوركم محدود. لديكم البحر، ولكن بعد البحر طريق مسدود أمامكم لأن الأرض ملك لنا ولن ندع أحداً يدخلها دون إذن.
وأضاف: أنا واثق من أن السلطات المصرية تتابع بحذر ما يجري حالياً في تل أبيب حيث يستفيدون من دعم فلسطين. لن نتسامح مع أي تجاوزات. أتعجب كيف يسلكون هذا الطريق البحري المتوسطي بدلاً من الطريق البري!في ظل مطالبة التحالف العالمي ضد الصهاينة مصر بتسهيل دخول قافلة الإغاثة، أعلن المنظمون أن القافلة ستتجه من المغرب إلى قطاع غزة لتقديم المساعدات. ومن المتوقع أن تصل القافلة إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، ثم تتوجه يوم الاثنين التالي إلى مدينة رفح.
وأكد ياسين القايدي، المتحدث باسم القافلة، أنها ستصل إلى القاهرة في 12 يونيو/حزيران أي يوم الثلاثاء، ومن المقرر أن تغادر في 15 من الشهر نفسه متوجهة إلى رفح. وسوف تلتقي القافلة في القاهرة بنشطاء مصريين ومجموعات أخرى.
من جانبه، قال محمد أمين بالنور، الطبيب المشارك في القافلة: ”قافلة الإغاثة البرية تمثل حركة تضامن شعبية نظمها نشطاء داعموا فلسطين. هذه المبادرة بدأت في تونس ثم تحولت إلى مبادرة مغاربية بمشاركة نشطاء من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.”
يشارك في هذا القافلة إخوتنا من ليبيا ومصر أيضًا وسينضمون إليها.
الجدير بالذكر أن محمد أمين بالنور هو جراح عظام كان يعمل متطوعًا بين منتصف ديسمبر وكانون الثاني الماضي في المجمع الطبي ناصر جنوب قطاع غزة ومستشفى المعمداني.
وأضاف: هذه ليست قافلة سياحية، بل هي نضال، حيث يقف جميع المشاركين فيها بصدر عارٍ وبفخر في خندق الدعم لإخوانهم في غزة وفلسطين عمومًا.إنها قافلة لدعم المظلومين، وفي وقت يشاهد فيه العالم كله الإبادة الجماعية في غزة وتقاعست الحكومات عن أداء دورها، حان الوقت ليتحرك الناس. وإلى متى سيستمر هذا الصمت المخزي؟
قال منسق الشؤون الطبية لقافلة الصمود إن هذه المبادرة جزء من حركات الأحرار العالمية التي تريد وقف الحرب المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة.
حثّ مسؤولون تونسيون المجتمع الدولي على التدخل لإنقاذ أكثر من مليوني فلسطيني يعانون الموت جوعاً في قطاع غزة، وذلك عبر كسر الحصار المفروض على القطاع.
وأكد “بالنور” أن الهلال الأحمر التونسي يعمل بالتعاون مع نظيريه الليبي والمصري لضمان نجاح هذه المبادرة، فيما تنسق الجمعية الطبية التونسية جهودها مع نظرائها في ليبيا ومصر.وأشار إلى أن قافلة الصمود 1 ستتبعها قوافل الصمود 2 و3، مؤكداً رفضهم الصمت إزاء انتهاك حقوق إخوانهم في غزة أو أي مظلوم يتعرض للقمع حول العالم.
وفي صباح يوم الاثنين، انطلقت قافلة الصمود المغاربية من تونس متجهة إلى غزة بهدف اختراق الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على القطاع. وقد بلغ عدد المشاركين فيها حتى الآن 1500 شخص، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 3000 مشارك.