مهمة الوكالة الدولية تتبدد حين يصبح عملها الفني أداة للمناورات السياسية للغرب
خبرگزاری مهر، گروه بینالملل، حسن شکوهی نسب: اليوم الخميس (22 يونيو)، تم اعتماد القرار المقترح من ثلاث دول أوروبية (فرنسا، بريطانيا وألمانيا) بدعم أمريكي، ضد برنامج إيران النووي، خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في هذا القرار الذي تمت الموافقة عليه بـ19 صوتًا مقابل 11 معارضًا و3 ممتنعين، دون الإشارة إلى التعاون المستمر والواسع للجمهورية الإسلامية الإيرانـيـة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تُتهم طهران بعدم الالتزام بالتزامات الضمانات المتفق عليها.
كما يتكرر في هذا السياق ادعاء الضمانات السياسية والريادة في الوثائق المزعومة للنظام الصهيوني بأن إيران منذ عام 2019 تتعاون مع
وكالة ”آزانس” تعلن عن مواد وأنشطة غير معلنة في عدة مواقع نووية
أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (آزانس) بيانًا قصيرًا حول “مواد وأنشطة غير معلنة في عدة مواقع نووية”. كما تضمن النص إدعاءات مثيرة للجدل، منها عدم قدرة الوكالة على تقديم ضمانات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو موضوع يمكن أن يُناقش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الأهداف السياسية لأمريكا وأوروبا وراء انتقاد التعاون مع إيران
التعاون الوثيق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال السنوات الأخيرة – خاصة خلال فترة تنفيذ الاتفاق النووي – لم يكن خافيًا على أحد. خلال فترة سريان الاتفاق عام 2015 (1394 هـ ش)، تم حل جميع القضايا المتعلقة بالالتزامات المقدمة من إيران.بعد ذلك، شهدنا نشر 15 تقريرًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت التزامات إيران ودعمتها.
الخلافات المستمرة حول القضايا المطروحة
هذا الوضع استمر حتى الوقت الذي بدأت فيه إشاعات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي في عام 2018، حيث أعلنت أمريكا رسميًا خروجها من هذا الاتفاق، واستمرت في فرض عقوباتها. ردت إيران على هذا القرار باتباع سياسة “الصبر الاستراتيجي” لمدة عام وشهرين، ثم شرعت تدريجياً في تخفيض التزاماتها.
مع عدم وجود سبب رئيسي لعدم تنفيذ الاتفاق وتخفيف العقوبات على إيران بموجب بنوده، إلا أنه منذ انسحاب ترامب من الاتفاق وحتى الآن، صدرت أربع قرارات ضد إيران. مع ذلك، واصلت إيران تقديم طلباتها للحصول على الامتيازات المطلوبة.
وفي هذا الصدد، انتقد الدبلوماسي الروسي “ميخائيل أوليانوف” خلال اجتماع مجلس الأمن المسودة المقترحة من قبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا بدعم أمريكي قائلاً: “لم يقدم الوكالة حتى الآن أي ضمانات دقيقة بشأن وقف الأنشطة التخريبية ضد إيران. ففي العام الماضي، كانت هناك 125 عملية تفتيش نشطة في إيران.”أُجريت عمليات تفتيش، حيث تم الكشف عن 144 حالة اشتباه و120 فرداً يومياً في الميدان. وتحتل إيران من حيث الانتشار المرتبة الثانية بين أعضاء “آجانس”، ولم تُسجل أي انخفاض في النشاط.
وبالرغم من أن إيران كانت دوماً شريكاً فاعلاً في صياغة قرارات “آجانس” ومذكراتها، إلا أنها أحياناً أبرمت مذكرات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، التي ردت هي وحلفاؤها الأوروبيون على هذا المنهج بتأكيدهم على استقلالية إيران.
ويحلل الخبراء هذا المسار بأن هذه الدول بدلاً من التعامل المنطقي، استغلت قدرات “آجانس” الدولية للطاقة الذرية لتحقيق أهداف سياسية، وسعت إلى فرض شروط أحادية الجانب ومتطلبات مفرطة تتجاوز التزامات الصفقة الشاملة التي يمكن أن تعزز ثروة اليورانيوم لإيران.وما زالت المطالب الغربية التي ترفضها طهران باستمرار وتعتبرها خطاً أحمر تشمل دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بشكل متزامن.سعَت جهات معينة إلى طرح ادعاءات غامضة وغير مدعومة بأي سند فني موثوق بشأن مواقع مثل “تورقوزآباد” و”لواسان”، بهدف خلق ضغوط وحملة دولية ضد إيران. هذه الادعاءات، التي نفتها طهران باستمرار، يبدو أن الهدف منها هو تكوين أجواء سلبية عالمية وعزل إيران على الساحة الدولية، وذلك لزعزعة الثقة في البرنامج النووي الإيراني السلمي والمشروع.
ويؤكد المحللون أيضاً أن الغرب لا يملك رغبة حقيقية لحل القضية النووية الإيرانية بشكل عقلاني ومستدام، بل يستغل الملف النووي كأداة سياسية لإضعاف مكانة إيران الإقليمية والدولية. الهدف النهائي من هذا التوجه السياسي هو إحداث تغييرات هيكلية في منطقة غرب آسيا بما يتوافق مع المصالح الغربية.
ولهذا السبب، فإن النهج السياسي والضغوط المستمرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين قد لا تؤدي فقط إلى تعطيل المسار الدبلوماسي البناء للمفاوضات النووية، بل قد تزيد أيضاً من حدة التوترات وانعدام الثقة…المخاطر المتزايدة والفرص الضائعة لتحقيق اتفاق شامل ومستدام
في هذا السياق، وصف سفير وممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، قرارات مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها سياسية وغير عادلة. وحذر من أن استخدام الوكالة كأداة لأهداف سياسية سيكون له تبعات خطيرة على نظام عدم الانتشار النووي.
تآكل المصداقية الفنية للوكالة تحت الضغوط السياسية
إصدار مثل هذه القرارات بتأثيرات سياسية يحمل عواقب وخيمة على مصداقية ومكانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أولى تداعيات هذا المنحى السياسي هي تراجع الثقة الدولية في تقارير وتقييمات الوكالة الفنية والمتخصصة. العديد من الدول ستتعامل بحذر وريبة متزايدة مع تقييمات هذه الهيئة الدولية مستقبلاً.
وأضاف أن المسار السياسي لمجلس الحكماء…تستمر وكالة “آژانس” في إثارة النقاشات السياسية الدولية، حيث يتجاوز دورها مجرد تنفيذ المهام الأساسية والوظيفية. يعتقد العديد من الخبراء أن تحويل هذه الوكالة إلى كيان سياسي قد قلل من قدرتها على حل الخلافات الفنية والتخصصية بين الدول بشكل كبير.
في هذا السياق، يُعتبر التحيز أهم عامل يؤثر على نشاط “آژانس”، خاصة بعد الكشف عن وثائق تعاون سرية بين الوكالة والنظام الصهيوني حول إجراءات تخريبية قام بها هذا النظام ضد المنشآت النووية الإيرانية. إن عدم الحياد في القضايا النووية والخضوع للمصالح السياسية لبعض اللاعبين، خاصة مع نشر هذه الوثائق، أدى إلى تشويه صورة ”آژانس” دوليًا وحتى لدى الأعضاء غير الغربيين فيها.
كما أن تحويل “آژانس” إلى أداة سياسية ربما تسبب في ابتعاد الدول عن التعاون الصادق والفعال مع هذه الوكالة. هذا الأمر قد يؤدي إلى انخفاض تأثير الآراء الدولية على البرامج النووية للدول، ويمكن أن يزيد من حدة التوترات.ردود فعل إيرانية حازمة وضرورة عودة الوكالة إلى مهمتها الفنية
في رد فعل على القرار السياسي لمجلس المحافظين، اتخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفًا واضحًا وحازمًا ومتعدد الأبعاد. وأدانت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية في بيان مشترك إجراءات الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، ووصفتها باستغلال آليات دولية لتحقيق أهداف سياسية دون الاعتماد على أسس فنية وقانونية.وأكد البيان أن إيران مضطرة للرد بالمثل، وسيكون هذا الرد ضمن إطار القانون الدولي والتزامات إيران المشروعة.
وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الطاقة الذرية أنه بناءً على تعليمات رئيس المنظمة، بدأت عملية تشغيل مركز جديد للتخصيب في موقع آمن، كما سيتم استبدال أجهزة الجيل الأول في مركز التخصيب “الشهيد علي محمدي” (فوردو) بأجهزة متطورة من الجيل السادس.تلقى قطع الإنترنت ردود فعل فنية وقانونية واسعة، ليس لأنها تتعارض مع الحقائق العلمية، بل لأنها مرتبطة بأجندات سياسية منظمة.وفي الوقت نفسه، كتب “سيد عباس العراقي”، وزير الخارجية الإيراني، على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً)، مخاطباً ثلاث دول أوروبية: “كان لديكم سبع سنوات فرصة لتنفيذ التزاماتكم النووية لكنكم فشلتم، سواء من حيث العمد أو من حيث العجز”. ووصف العراقي هذا التصرف بأنه خطأ استراتيجي آخر سيدفع إيران للرد بحزم.
ومن المتوقع أن تكون هذه الخطوة من جانب إيران خارج نطاق الخيارات القانونية والدولية غير المرغوب فيها. إلا أن طهران ستواجه الضغوط غير القانونية بالدفاع عن حقوقها ومصالحها الوطنية بحزم. وبلا شك فإن مسؤولية أي تصعيد أو عدم استقرار ستقع على عاتق الدول التي تقف خلف هذا القطع.
وفي نفس السياق، طرحت بعض السيناريوهات المحتملة من قبل وسائل الإعلام والمحللين تشمل انخفاض مستوى التعاون في…أكد مسؤولون وخبراء دوليون أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية العودة سريعًا إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في الرقابة الفنية المحايدة، وفقًا للمعايير الدولية، بعيدًا عن الدخول في متاهات التسييس التي لا تضعف فقط مصداقية الوكالة بل تؤثر مع مرور الوقت على دورها في النظام الأمني الدولي.
ويجب على الوكالة تجنب تبني المعلومات الموجهة من مصادر مشبوهة مثل الكيان الصهيوني وبعض الدول التي تسعى لاستغلال الأدوات المتاحة لتقويض استقلال هيئات الأمم المتحدة واحترامها. فقط بهذه الطريقة يمكن استعادة ثقة الدول الأعضاء، خاصة تلك النامية وغير المنحازة.
العودة إلى المسار الفني قد يكون أيضًا حلاً للحد من التصريحات المثيرة للجدل بين إيران والوكالة، وفقًا للمراقبين.ورد. بدون بازگشت به مسیر فنی و بیطرف، نه تنها همکاریها کاهش مییابد، بلکه خطر تشدید بحرانهای امنیتی نیز به شدت افزایش خواهد یافت.
در نهایت، حفظ نقش سازنده آژانس در نظام بینالملل، مستلزم احترام به اصول حرفهای، عدم جانبداری و اجتناب از سیاسیکاری در موضوعاتی نظیر برنامه هستهای ایران است.