قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

حملة “فقط افعلها” موجهة لإيران… صرخة من الغرب تدعو لتدمير إسرائيل

في خضم الحرب بين إيران ​ونظام الاحتلال الصهيوني، تحوّلت حملة “Just‍ Do It”​ (فقط نفّذها) إلى صوت عالمي؛ صرخة مستخدمين غربيين يرون أن تدمير تل أبيب لا يمكن أن يتم إلا⁤ بواسطة إيران.

وكالة مهر للأنباء، مجموعة الدولية: الحرب التي اندلعت في الأيام الأخيرة بعد تجاوز نظام الاحتلال الصهيوني لأراضي إيران، ليست مؤشرًا على صراع إقليمي جديد، بل علامة على ذروة سنوات من‍ الصبر الاستراتيجي والاستعداد العسكري للجمهورية⁢ الإسلامية الإيرانية. الهجمات الإيرانية المكثفة والمتعددة الطبقات على مراكز حيوية تابعة لنظام الاحتلال في الأراضي المحتلة – بدءًا من⁤ أنظمة الدفاع الجوي وصولاً‌ إلى مستودعات الأسلحة والمطارات الاستراتيجية – فاجأت تل أبيب من جهة،‍ وحطمت المعادلة التي بنتها تل أبيب ​وحلفاؤها لسنوات من جهة أخرى.

خلال⁢ الهجمات ⁣المشتركة بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي شنّتها إيران على‍ مدن تل أبيب وحيفا وأشكلون وغيرها، والتي أُطلقت تحت اسم عملية “الوعد الصادق 3” من قبل إيران…

الهدف واضح: هذه حقيقة أكدتها الأحداث، وهي أن عصر التهديدات قد ولى. فالصواريخ التي اخترقت دروع “الحديد القوي”‌ ليست مجرد ⁢أداة حرب، بل تحمل رسالة مفادها إلحاق الضرر وهزيمة نظام الصهيونية وإفشاله أمام العالم.

في هذا السياق، تتجه أنظار الشعوب المضطهدة والمستضعفين حول العالم نحو طهران المشتعلة. حملة “إيران إذا كنتِ ‍تسمعين، افعلي ذلك فحسب” (“Iran, if you’re listening, just do it”) لم تنبع من فراغ، بل‌ هي تعبير عن مطلب عالمي ينادي بالعدالة والرد التاريخي على عقود من‌ الظلم.

في الأيام الأخيرة، انتشرت موجة من مقاطع الفيديو على “تيك توك” باللغة الإنجليزية تحمل محتوى استفزازيًا يستخدم عبارة “إيران، إذا كنتِ تستمعين، افعلي ذلك فحسب”، حيث يطالبون إيران بتدمير الكيان الصهيوني والقضاء عليه.

يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات بين إيران والكيان الصهيوني، خاصة بعد ⁣الهجمات المتبادلة الأخيرة. في الفيديو، يطالب المتحدثون بالإنجليزية إيران بـ”تدمير إسرائيل”.غالبًا ما تكون هذه‌ المقاطع مصحوبة بصوت مؤثر ومحدد مع تكرار العبارة عدة مرات.

هذا التحرك يأتي في ظروف…

انتشر مقطع فيديو سريع ⁤الانتشار يظهر ‌التصعيد الصاروخي ⁢الأخير بين طهران وتل أبيب، حيث جذب انتباه وسائل الإعلام والمستخدمين. أصبح⁣ هذا المحتوى منتشرًا على نطاق ‍واسع لدرجة أن رئيس المجلس التنفيذي للمجتمع اليهودي في أستراليا وصفه بأنه “مثال مرعب ​لنشر الكراهية”، محذرًا من ⁢أنه يحمل “عواقب خطيرة طويلة الأمد”. وأكد ريوشين أن “الدعوة العامة لتدمير دولة وملايين المواطنين (يهود وعرب⁣ ومسيحيين)​ هي صادمة وغير مقبولة”.

قامت منصة تيك توك بحذف‍ الجزء الأكبر من هذه المحتويات بعد ​اتصال إعلامي،‌ مُعلنةً أن نشر دعوات للعنف ممنوع.⁢ رغم ذلك، لا يزال بعض هذا المحتوى متاحًا.حتى الآن، سُجِّلَ أكثر من 3 ملايين مشاهدة لهذه المحتويات.

للوهلة الأولى، قد تبدو حملة “Just Do It” كنكتة رقمية أو “ميم” شهير على تيك توك وفي الثقافة الإنترنتية الغربية؛⁤ جملة قصيرة، نبرة هزلية، ومزيج من الموسيقى والمونتاج البصري ووسوم. لكن عند التمعن أكثر، نكتشف أن وراء هذه المزحة الظاهرية يكمن غضب شعبي متراكم وضغط نفسي عالمي؛ غضب يعبر ‌عن نفسه الآن بكل قوة في صورة عبارة دارجة لكنها عميقة الدلالة: “إيران، إذا كنتِ تسمعين، فقط افعليها”.

هذه العبارة البسيطة تحمل في ⁢طياتها أقسى​ توقع سياسي يمكن ‍أن يُوجَّه لدولة: الاستجابة ‍لظلم تاريخي وهيكل احتلالي وسلسلة دموية من الإبادة الجماعية. المستخدمون الغربيون الذين كانوا عادةً متهمين باللامبالاة أو الابتعاد عن قضايا الشرق الأوسط، ها هم اليوم يتحدثون بلغة مختلفة؛ ‍ليس بلغة الخطابات الرسمية أو البيانات المؤسساتية، بل‌ بلغة وُلِدت من رحم ‍الإنترنت.لغة صادقة، غاضبة لكنها في جوهرها ⁢سياسية بعمق.

من وجهة نظر ‍المراقبين، هذه الحملة بينما هي علامة على “الكره”، فهي أيضًا دليل على انهيار جدار الرقابة الرسمية المفروضة ⁢من وسائل الإعلام والمؤسسات الحاكمة على العقول. الجيل الجديد لم يعد يثق في مراسلي القنوات الإخبارية. لقد رأوا الحقيقة في هواتفهم: صور جثث أطفال ‌غزة، بكاء الأمهات، المستشفيات المدمرة، والصمت الثقيل للمجتمع الدولي. الآن، الصوت الوحيد الذي يرونه ⁤قادرًا على المساءلة لا يأتي من البيت الأبيض ولا من الأمم المتحدة، بل يعلو من طهران.

إذن، فإن السخرية في هذه الحملة ليست جوهرًا بل مجرد أداة. استُخدمت السخرية لتخفيف الضغط النفسي، ولتشفير رسالة خطيرة، ولاختراق مرشحات الرقابة الصارمة. هنا⁣ تلعب السخرية دور قناعٍ يُرسم على وجه⁤ مطلب عميق متجذر. خلف هذا القناع صرخة بحجم ⁤التاريخ تقول: “لقد رأيناكم؛ والآن حان وقت التحرك.”

تأريخ جديد على جدار طهران.. ‍إيران تخطف الأمل من مقاومة العالم

لم يكن شعار “افعلها فقط” مجرد موجة عابرة أو هاشتاغ، بل تحول إلى رمز للمطالب‍ العالمية التي ترفعها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه المطالب تنطلق من معاناة الشعوب المضطهدة ⁢ومن انتهاك المعايير الدولية،⁢ ومن⁣ سياسات​ العنف المستمرة للنظام ⁤الصهيوني.

في ظل هذه الظروف، تبرز إيران كدولة قادرة على الرد ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً من الناحية‌ المعنوية والسياسية. خلافاً للعديد من الدول الإسلامية التي بقيت في موقع المتفرج، أثبتت الجمهورية الإسلامية نفسها كلاعب مسؤول ⁣وقوي وقادر على المواجهة. هذا الدور لم يقتصر على الدفاع عن مصالحها فحسب، بل امتد لاستعادة معنى “العدالة”‍ في الساحة العالمية.هذا الموقع⁢ ليس مجرد نقطة جيوسياسية عابرة، بل هو لحظة تاريخية تلقي بظلالها على مستقبل المنطقة والعالم.

أثارت منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” وحذف المحتوى ردود فعل واسعة، ليس بسبب “شخصية خطيرة” كما يُزعم، بل لكونها​ أداة اختراق تسللت إلى مراكز الإعلام وعبرت ⁢إلى صميم الرأي العام. في عالم مليء بالرقابة وإدارة الأفكار، فإن هذه المنصة⁣ التي تنتشر بهذه السرعة تحمل⁤ بالتأكيد حمولة سياسية وثقافية واستراتيجية عميقة.

في النهاية، هذه المنصة ليست مجرد أداة محايدة، بل هي صرخة تدعو إلى العدالة. يقول قادة ‍العالم‍ الذين اختاروا​ الصمت: “إيران ليست وحدها، بل هناك من ينتظره الجميع”.إذا ⁢قامت إيران بأداء هذا الدور بكفاءة وقوة ومسؤولية، فإن الحرب الدموية الجارية لن تُسجل كأزمة فحسب، بل كلحظة تاريخية تعيد تعريف مكانة إيران ⁤في الضمير العالمي.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه⁢ للأنباء,وكالة مهر ​للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى