قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

تجاوز تحت مظلة المعاهدة لماذا ضحّى ترامب بـ”معاهدة الحد من الانتشار النووي” لإسرائيل

هجوم أمريكا باستخدام صواريخ “بي 2″ و”توماهوك” على منشآت إيرانية، محاولة⁤ لإنقاذ الكيان⁤ الصهيوني ⁤المنهار.

وكالات ‍أنباء: شهد العالم في الساعات ⁤الأولى من صباح اليوم الاثنين تصعيداً خطيراً جديداً. حوالي الساعة الثانية صباحاً، قامت القوات⁣ الجوية والبحرية الأمريكية بقصف ثلاث منشآت إيرانية‌ في نطنز وفردو وأصفهان ​باستخدام قاذفات بي 2 وصواريخ توماهوك. هذه‌ العملية التي لم​ تكن مجرد انتهاك للخطوط الحمراء الدبلوماسية، بل كانت ذروة التصريحات المتعلقة ⁤بـ«نظام قائم على القواعد» في النظام الدولي.

الهجوم الذي جاء بالتزامن مع تصريحات نتنياهو ويهدف إلى دعم الكيان⁤ الصهيوني المنهار، تم في ظروف تواصل فيها إيران عضويتها ⁣الرسمية في معاهدة عدم الانتشار النووي.

الأنشطة النووية الإيرانية تخضع ⁣لرقابة ⁣الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في هذا ⁢السياق، تقوم الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، دون تفويض من الأمم المتحدة ‍ودون‍ تقديم أي دليل رسمي، باتهام إيران بالانحراف عن المسار السلمي، متخذين خطوة غير مبررة باستهداف ​أحد‌ أعضاء هيئة الرقابة التابعة لهذا النظام!

تصعيد إسرائيلي: لماذا اضطر ترامب للتدخل؟

على الرغم من وقف إطلاق ⁢النار ⁢الذي تم الاتفاق عليه صباح الثلاثاء⁣ بين إيران والنظام الصهيوني، إلا أن ⁢هذا النظام واجه خلال الأيام الأولى ‌للحرب مع إيران ⁣سلسلة من الإخفاقات العملياتية في مواجهة ‌البنية التحتية الدفاعية والصناعية الإيرانية. التحدي الأكبر كان عدم القدرة على⁢ تعطيل مرافق فردو تحت الأرض، والتي تقاوم بعمق مئات الأمتار تحت سطح الأرض أي نوع من القنابل‌ المعروفة صهيونياً. في المقابل، تعرضت مدن مختلفة في الأراضي المحتلة – من تل ‌أبيب ​إلى حيفا وعسقلان ‍وغيرها – لقصف شديد‌ ودقيق.إيران ⁣تعلن امتلاكها قدرات ردع متطورة. ⁣

في‍ أعقاب‍ هذه ‌التطورات، تصاعدت المخاوف ⁤في تل أبيب. أفادت مصادر موثوقة أن الهجمات⁢ المحدودة وغير المؤثرة للنظام الإسرائيلي لم تتسبب في تعطيل برامج إيران، بل أدت إلى تسريع⁤ وتعزيز جهودها في ​التصنيع العسكري.

من جانب آخر، رد سلاح الجو الإيراني بسرعة⁢ على الموجة‍ الأولى من الهجمات وفقًا للعمليات الإسرائيلية.⁢ ونتيجة لذلك، اعترفت الشخصيات الصهيونية وعلى رأسها “بنيامين نتنياهو” بأن هزيمة إيران ⁤حتمية دون⁣ تدخل أمريكي مباشر،⁤ وأن اللجوء ‍إلى خيار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد ⁤من عزلة النظام الصهيوني. ​

أما رئيس وزراء ⁣إسرائيل فقد شن خلال الأسبوع الماضي حملة دبلوماسية مكثفة عبر قنوات “آيباك” والمحادثات⁤ المباشرة ⁤مع المسؤولين الأمريكيين،⁤ مما زاد⁢ الضغط على البيت‍ الأبيض.كما بدأت وسائل إعلام مقربة من الليكود حملة دعائية تستند إلى هذه الاستراتيجية.«إذا تخلت أمريكا عن دعمها، فستضطر إسرائيل للاعتماد على عناصر غير⁢ مسؤولة». جملة أطلقها الكاخ الأبيض في سياق ⁤الضغط على الرئيس الإيراني. في هذا السياق، وقع ترامب⁣ في مأزق خطير. وكان قد وعد بأنه لن يسمح لأمريكا بالانجرار إلى هذه الحرب، بينما كشف من⁣ جهة أخرى⁤ عن استراتيجية أمريكية واضحة لتحقيق اختراق في ​الشرق الأوسط.

في النهاية،⁣ أكد مستشارو الأمن القومي والنظامي للكاخ الأبيض أن «الأفضل لأمريكا هو الابتعاد عن‌ دعم الصهاينة». من وجهة نظر جيوسياسية‍ أيضاً، فإن استمرار الحرب دون نتيجة لإسرائيل قد يؤثر سلباً على صورة ترامب كمدافع رئيسي عن ⁣الصهيونية وحزب ⁢الجمهوريين خلال الانتخابات الأمريكية المقبلة.

بدون شك، فإن قرار الهجوم المباشر على منشآت إيران الحساسة لم يكن نابعاً‍ من ⁤استراتيجية أمريكية مدروسة بقدر ما كان نتاج ضغوط متزايدة من النظام الصهيوني والحسابات السياسية الداخلية لترامب.لذلك، فإن‌ التدخل العسكري الأمريكي لم يكن مجرد عرض للقوة من جانب ترامب، بل كان اعترافًا ضمنيًا بالفشل الاستراتيجي للنظام الإسرائيلي في مواجهة إيران. دخلت⁢ واشنطن حربًا لم تكن هي من بدأها، لكنها ‌رأت أن بقاء النظام الإقليمي الذي تريده معرض للخطر. تدخل ترامب كان، أكثر من أي شيء ‍آخر، دليلًا على يأس شريك قديم لم يعد قادرًا على الحفاظ على وجوده في المنطقة بمفرده.

انهيار القاعدة الذهبية لنظام منع الانتشار

الهجوم المباشر ⁢الذي شنته ‌دولتان نوويتان على منشآت معلنة وتخضع لرقابة⁣ الوكالة ⁣الدولية للطاقة الذرية لدولة ⁤عضو في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية​ (NPT)، يمثل الضربة الأكبر لشرعية ومبرر وجود هذه المعاهدة منذ تأسيسها عام 1968 ‍وحتى الآن. إيران ليست فقط عضوًا رسميًا في معاهدة عدم الانتشار النووي، بل إن جميع⁢ أنشطتها ‍النووية تتم وفق التزاماتها الدولية ‌وتحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة ⁤الذرية.

ومع‍ ذلك، فإن واشنطن وتل أبيب دون تقديم أي وثائق ‍رسمية…قامت إسرائيل، دون أي ​دليل أو⁤ تأييد من ⁢الوكالة ​الدولية⁢ للطاقة الذرية يؤكد انحراف ⁤إيران عن‌ المسار ‌السلمي، بقصف ⁤المنشآت النووية السلمية ‍الإيرانية.‍ لم يكن هذا الفعل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي فحسب، بل ألغى ‌عملياً⁣ المبدأ الأساسي ⁣للتمييز بين الأنشطة السلمية والعسكرية في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وأدانت كبار المسؤولين الإيرانيين⁢ هذا الاعتداء فور​ وقوعه ⁣ووصفوه بأنه “نهاية عملية لمصداقية المعاهدة”. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية “إسماعيل بقائي”: “ابتداءً من اليوم،⁣ لا يمكن لأي دولة ‌نامية عضو في المعاهدة أن تعول على وعود هذه الاتفاقية، لأن العضوية فيها لا ⁣تمنع الهجوم فحسب، بل ستكون ذريعة لتحديد الأهداف بدقة أكبر”.

كما تم التأكيد خلال ‍اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الأعلى أن⁢ “إيران ستعلق جميع التزاماتها ​الإضافية بموجب⁣ البروتوكول الاختياري”، وأن الانسحاب من المعاهدة ⁣سيصبح خياراً جاداً على الطاولة في حال استمرار التصرفات العدائية.المفارقة المرة ‌تكمن‍ في أن الكيان ⁢الصهيوني،⁢ رغم‌ امتلاكه أسلحة نووية وإنتاجه لها سراً، لم ينضم قط ‍إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ولا يخضع لأي رقابة. أما الولايات المتحدة، فهي ليست فقط واحدة⁢ من أكبر حائزي الترسانات⁢ النووية في العالم، بل إنها ‍وفرت باستمرار ​سبل الانتهاكات المنهجية من خلال ⁣بيع تقنيات ثنائية الاستخدام⁢ لحلفائها.‌

السؤال الجوهري للمجتمع الدولي اليوم هو: هل تمثل معاهدة عدم الانتشار أداة‌ لضمان السلام العالمي أم آلية للسيطرة⁣ على‌ الدول ‍المستقلة؟

أكدت إيران مراراً أنه إذا لم يكن هناك “آلية حماية⁢ وأمن حقيقية” مقابل التزامها بالتعهدات، فلن⁤ يبقى أي مبرر لاستمرار مشاركتها ‌في هذا النظام المعيب. كتب “علي شمخاني”،‍ الأمين السابق ⁢للمجلس الأعلى للأمن الوطني، سابقاً​ في تغريدة: “الهجوم ​على دولة عضو في معاهدة ⁤عدم الانتشار ولديها منشآت سلمية ‍فقط، يمثل بداية عصر جديد ⁤من الفوضى النووية…”

وأخيراً، ما خرج من هذا ‌العدوان العسكري هو حقيقة مريرة للعديد من الدول النامية: أن عضوية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) – خلافاً للاعتقاد الشائع – ليست​ درعاً واقياً، بل يمكن أن تتحول⁣ إلى أداة لتحديد الأهداف والهجوم من قبل القوى النووية.هذا الوضع يمثل نقطة تحول⁤ خطيرة في تاريخ ⁤نظام عدم الانتشار، وإذا لم⁢ يبدِ المجتمع الدولي رد فعل حازم تجاه ⁢هذا العمل، فإن التدهور التدريجي لمصداقية المعاهدة وتكرار مثل هذه السيناريوهات في المستقبل لن يكون بعيداً عن التصور.

قصف البنية ‍التحتية ​وليس⁣ المعرفة؛ قلب البرنامج النووي الإيراني النابض

خلافاً لادعاءات واشنطن وتل أبيب حول تدمير‍ البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، ⁢تكشف الحقائق الميدانية والتصريحات الرسمية‍ لمسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الهيكل الفني للبرنامج النووي الإيراني لا يزال قائماً، ولم ⁣يتضرر بشكل جوهري ​دورة ⁤التخصيب. ⁣”محم…

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية⁤ محمد إسلامي، في أعقاب⁤ الهجمات الأخيرة، أن “أنشطة⁤ التخصيب لم تتوقف⁢ لدينا، وأن المنشآت الأساسية في‍ نطنز وفوردو مستمرة في العمل رغم ‍الأهداف‍ المحددة لها،⁤ ولديها قدرة⁣ استعادة سريعة”. كما أُعلن أن مخزون اليورانيوم قد ‍تم تخزينه ‍بكميات كبيرة ومتقدمة تقنيًا في عدة مواقع آمنة داخل البلاد.

هذه الوقائع تؤكد أن إيران، خلال عقد من الضغوط، تمكنت من تجاوز مرحلة الاعتماد على​ الخارج إلى مرحلة الاكتفاء⁣ الذاتي الكامل. اليوم، ​أصبحت معرفة التخصيب في إيران لا تقتصر ⁣على المراكز الفيزيائية فحسب، بل‌ امتدت⁤ إلى‌ البنية التحتية العلمية والإنسانية ⁤والفنية‍ غير المسبوقة.

حتى المحللون الغربيون يعترفون بأن العقوبات المتكررة لم تعد قادرة على موازنة⁢ برنامجنا النووي. لأن إيران استطاعت ​تحقيق عمليات استعادة سريعة ومرنة عمليًا ضمن نطاق الاكتفاء الذاتي. هذه هي النقطة التي تعتمد عليها الدول‍ المستقلة.«وابستگی فن‌آوری» عبور⁣ کرده و به «بازدارندگی فن‌آوری»⁣ می‌رسد؛ بازدارندگی‌ای که بدون⁣ نیاز به سلاح، قدرت بازیابی و ادامۀ مسیر را تضمین می‌کند.

در نهایت، آنچه حاملۀ مشترک آمریکا و رژیم صهیونیستی⁣ از آن پرتاب برداشت، نه قدرت آنها بلکه ناتوانی در مهار ارادۀ ملی و فنّاورانه بود.⁤ برنامۀ هسته‌ای ایران ‍اکنون به مراحل بلوغ ‌راهبردی⁢ رسیده که نه تنها توقف‌پذیر نیست، بلکه با هر فشار خارجی، مستحکم‌تر و عمیق‌تر خواهد شد.

قصف البنية ‍التحتية وليس المعرفة؛ قلب البرنامج النووي الإيراني النابض

خلافاً لادعاءات واشنطن وتل أبيب حول تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، ⁢تكشف الحقائق الميدانية والتصريحات‍ الرسمية لمسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الهيكل الفني للبرنامج النووي الإيراني لا يزال ⁤قائماً، ولم يتضرر بشكل جوهري دورة التخصيب.

أعلن رئيس ​منظمة​ الطاقة ‍الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في أعقاب ⁣الهجمات الأخيرة، أن “أنشطة التخصيب لم⁣ تتوقف لدينا، وأن المنشآت الأساسية في نطنز وفوردو مستمرة في العمل رغم الأهداف المحددة لها، ولديها قدرة استعادة سريعة”. كما أُعلن أن مخزون ⁤اليورانيوم قد تم ‍تخزينه بكميات ⁤كبيرة ومتقدمة تقنيًا في عدة مواقع آمنة داخل البلاد.⁣

هذه الوقائع تؤكد ‍أن إيران، خلال عقد من الضغوط، تمكنت من تجاوز مرحلة الاعتماد على الخارج ⁤إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الكامل. اليوم، أصبحت⁣ معرفة التخصيب ⁤في إيران لا تقتصر على المراكز الفيزيائية فحسب، بل امتدت إلى البنية التحتية العلمية والإنسانية والفنية غير المسبوقة.

حتى المحللون الغربيون يعترفون بأن⁢ العقوبات المتكررة لم تعد قادرة​ على موازنة برنامجنا النووي. لأن إيران استطاعت تحقيق عمليات استعادة ​سريعة ومرنة‌ عمليًا ضمن نطاق⁣ الاكتفاء الذاتي. هذه هي النقطة التي تعتمد عليها الدول المستقلة.⁣

في النهاية، ما كشفته الهجمات الأخيرة ليس قوة أمريكا‍ وإسرائيل، بل عجزهما عن كسر الإرادة الوطنية والتقنية ⁣الإيرانية. البرنامج النووي الإيراني وصل الآن إلى مرحلة النضج الاستراتيجي الذي لا يمكن إيقافه فحسب، بل يصبح ⁢أكثر متانة وعمقاً مع كل ضغط خارجي.

مصادر الخبر: © وكالة ⁣ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر ​للأنباء,

قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى