خيبة أمريكا وإسرائيل أمام إيران فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها
ذكرت “وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء” نقلاً عن صحيفة ”رأي اليوم”، أن عبد الباري عطوان، المحلل الاستراتيجي لشؤون المنطقة، تناول في مقال له الأطراف الفائزة والخاسرة في العدوان الأمريكي-الصهيوني المشترك على إيران، مشيراً إلى أن هذا العدوان انتهى بطلب أمريكي سريع لوقف إطلاق النار.
وأضاف عطوان أن نظرة متفحصة لتصريحات دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ودراسة لغة جسدهم وتعبيرات وجوههم ومشاهد الدمار الواسع في مدن فلسطين المحتلة مثل تل أبيب وحيفا وأشدود وعسقلان وبئر السبع تجيب إلى حد كبير على سؤال المنتصرين والخاسرين في هذه الحرب.
وتطرق عطوان إلى الخطاب الذي ألقاه نتنياهو لمدة 10 دقائق…
بالتأكيد تم تصوير هذا المشهد تحت الأرض، حيث ادعى تحقيق انتصار تاريخي على إيران، وزعم أن إيران لن تتمكن أبدًا من امتلاك سلاح نووي، وأن إسرائيل قد أجلت البرنامج النووي الإيراني لسنوات عديدة.
وأضاف: كما ادعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات له أن الهجوم الأمريكي وضع حدًا للحرب بين إيران وإسرائيل، ودمر بالكامل منشآت فردو ونطنز وأصفهان النووية، تمامًا كما أنهى القصف الذري على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان الحرب العالمية الثانية!
ولفت عطوان إلى أن لغة الجسد وتعبيرات الوجه لدى نتنياهو وترامب والإحباط الواضح عليهما تكشف أمورًا تناقض هذه التصريحات، وتثبت أن الفائز في هذه الحرب هو الذي تلقى عشرات رسائل التهنئة من جميع أنحاء العالم. في حين أن نتنياهو لم يتلق حتى رسالة تهنئة واحدة من الإسرائيليين داخل الأراضي المحتلة، ناهيك عن داعمي تل أبيب الغربيين والمؤسسات الصهيونية.عطوان أضاف: “عن أي انتصار تاريخي يتحدث نتنياهو، وهو لم يتمكن من إخضاع إيران أو تغيير نظام حكمها، أو حتى منع صواريخها فائقة السرعة ذات الرؤوس الانفجارية المتعددة من الوصول إلى تل أبيب وحيفا؟ فشلت إسرائيل في حماية أكثر من 7 ملايين صهيوني عاشوا 12 يومًا وليلة في الملاجئ وأنفاق المترو دون أي اتصال بالعالم بسبب إغلاق مطار بن غوريون.”
واعتبر أن هجمات ترامب على المنشآت النووية الإيرانية كانت مجرد عرض مسرحي لاستخدامها كذريعة لإنهاء الحرب ومنع هزيمة أكبر لإسرائيل، وإيقاف فرار الملايين من الصهاينة إلى الملاجئ، بينما كان الهدف الحقيقي إنقاذ قواعده وقواته من الهجمات الصاروخية الإيرانية، خاصة مع احتمال إغلاق مضيق هرمز وما يسببه من أزمة طاقة عالمية.
وكتب هذا المحلل العربي البارز أن الكيان الصهيوني فشل هذه المرة خلافًا للحروب السابقة…أنهى هذه الحرب لصالحه خلال 6 ساعات أو 10 أيام، لكن عندما وصلت إلى اليوم الثاني عشر، طرح ترامب على الفور طلب وقف إطلاق النار لوقف المزيد من الخسائر التي يتكبدها الكيان الصهيوني أمام صواريخ خيبر وفتاح.وتناول عطوان غضب دونالد ترامب إزاء كشف وسائل الإعلام الإخبارية في البلاد، بما فيها شبكة سي إن إن، والتي نقلت عن تقرير استخباراتي سري أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار ثانوية طفيفة. وأكد عطوان أن هذا التقرير كشف أكاذيب ترامب حول انتصاره النهائي والتاريخي في هذه الحرب.
وأضافت المقالة أن إيران لا تزال تمتلك 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 60%، وأن أجهزة الطرد المركزي لديها تعمل بكامل طاقتها مع عشرات الخبراء والعلماء النوويين. كما أشار إلى قرار البرلمان الإيراني بإلغاء جميع اتفاقات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدًا أن هذا الأمر دليل على قوة إيران ولا يُظهر أدنى…لا يُرى أي ضعف أو استسلام في هذا البلد.
وأشار إلى السمة الفريدة لهذه المرحلة من الحرب التي تخوضها إيران ممثلةً للدول العربية والإسلامية ضد إسرائيل المحتلة، مؤكدًا أن الصواريخ الإيرانية المصنّعة محليًا، والتي هي نتاج أفكار العلماء الإيرانيين، تمكنت من اختراق جميع أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية، حيث فشلت هذه الأنظمة في منع وصول الصواريخ إلى ناطحات السحاب في تل أبيب وحيفا، وكذلك معهد وايزمان والعديد من المراكز الاستخباراتية والعسكرية التابعة للنظام الصهيوني.
هذا المسار يُظهر مؤشرًا قويًا ومثمرًا، وسيستمر هذا النمط في المراحل المقبلة من المواجهات بكثافة وتأثير أكبر.