الأبعاد الخطيرة للمقامرة الحربية للنظام الصهيوني ضد إيران اختبار فاشل
وكالة “مهر”، المجموعة الدولية: البروفيسورة لانا راوندي، رئيسة المركز الثقافي الشرقي والباحثة الرئيسية في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الروسية، ناقشت الأبعاد الواسعة لاعتداءات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران. وترى أن تل أبيب كانت تأمل أن يحقق مخططها التجريبي لتغيير النظام السياسي في إيران نتائج سريعة، لكن ذلك لم يحدث.
فيما يلي نص الحوار الكامل مع هذه الباحثة الروسية:
بدايةً، ما العامل الذي دفع الكيان الصهيوني إلى شن هجوم على إيران؟
في رأيي، لا يمكن لأي مراقب محايد أن يستنتج سوى أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، قد انتهك المعايير الأخلاقية والقانونية…
تخلت واشنطن عن الدبلوماسية وقررت الاعتماد على قوة الولايات المتحدة لاحتلال أراضي الجوار والإطاحة بكل فرد أو شيء تراه غير مرغوب فيه في المنطقة.وهذا يشمل بالطبع حكومة إيران. يشبه هذا الوضع قصة “ثياب الإمبراطور الجديدة”، ومن المدهش رؤية دول حضارية أخرى تنضم إلى هذا المسار وتبرر العدوان الصريح بلغة “الدفاع” و”الضرورة”.
في حين تُرتكب جرائم ضد الفلسطينيين على نطاق واسع، يتلقى نتنياهو دعمًا من متطرفي نظامه وجزء كبير من السكان الإسرائيليين الذين طالما حلموا بتدمير “الأهداف الإيرانية”. لقد كانت خطواتهم نحو تحقيق هذا الهدف منهجية: مزيج من القصف والعمليات البرية والاغتيالات ضد حزب الله والمجموعات الموالية لإيران، وحتى تمكين التكفيريين من الوصول إلى السلطة في سوريا. بعد تدمير أكثر من 60% من منازل غزة وإضعاف حماس (ولكن ليس القضاء عليها تمامًا)، قرر نتنياهو التوجه نحو إسقاط الحكومة…إيران تطلق صواريخ. هذا الهجوم الذي استهدف أراضي دولة مستقلة، وشمل مناطق سكنية في طهران، أدى إلى سقوط ضحايا غير نظامي. تصوُّر أن حقوق الإنسان والديمقراطية كانت محل اعتبار في حساباتهم هو أمر مُضحك، خاصة مع وجود شعارات ظاهرية تُخفي الهدف الحقيقي: إضعاف الدولة الإيرانية التي تقف ضد الكيان الصهيوني وتصر على مواجهة جيرانها. كان من المتوقع إنجاز هذه العملية بسرعة، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل. الآن يجب انتظار ما سيحدث next.
ردود الفعل الأولى من المجتمع الدولي والقوى الكبرى على بدء الحرب وإلى أي حد كانت مؤثرة؟
هل من المدهش أن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يدعمون إسرائيل بشكل كامل؟ حتى قادتهم نفذوا هذه المهمة؛ مثل فريدريك مورتنز رئيس المفوضية الأوروبية، وأولاف شولتس مستشار ألمانيا، الذين أيدوا هذا العدوان بوضوح.إسرائيل تواصل حملتها غير المسبوقة والإرهاب السياسي، فيما وصفته بـ”العمل الكثيف”، بينما تستقبل ردود فعل دولية. روسيا والصين، كما كان متوقعاً، أدانتا بشدة تجاوزات إسرائيل. الدول المجاورة لإيران مثل أرمينيا وتركيا وباكستان انضمت أيضاً إلى هذه الإدانة. أصدرت سوريا بيانات جديدة داعية إلى الصمت.
بعض الصحف السورية القريبة من السلطات دافعت فعلياً عن إسرائيل وطالبت بمزيد من الهجمات الإسرائيلية ضد إيران. هؤلاء الصحفيون عبروا أيضاً عن أملهم في أن تهزم إسرائيل حزب الله في حرب غزة الأخيرة، وأن تنجح في وقف ما وصفوه بـ”القتال غير النظامي” في القرى الجنوبية للبنان من قبل إسرائيل. قطر اتخذت موقفاً أكثر دقة وحنكة. هذه الدولة تمارس دبلوماسية قوية وتحافظ على علاقات جيدة مع الغرب وإيران في آنٍ واحد. الجهات القطرية، بالتنسيق مع الروس والصينيين، ساعدت في وقف التصعيد.
الولايات المتحدة.. أي مرحلة من الحرب دخلت وما هو هدفها؟
الرواية الشائعة لدى الكثيرين هي أن ترامب انضم في 22 يونيو إلى إسرائيل في هجومها على المنشآت النووية الإيرانية، رغم أن فريق نتنياهو كان يحسب على مشاركة أوسع في القصف.لكن الولايات المتحدة كانت متورطة منذ البداية في الهجوم الإسرائيلي لأنها ساعدت الإسرائيليين في تخطيط العملية، تخطيطٌ يقول البعض إنه بدأ قبل 10 سنوات أو أكثر.استخدمت إسرائيل أسلحة وأموالاً ومعلوماتً وتغطية دبلوماسية أمريكية، كما تفعل دائماً. ففي النهاية هم حلفاء ولا يُتوقع غير ذلك.
هل أدى هذا التدخل إلى تشكيل تحالفات جديدة بين القوى العالمية؟
ما زال الوقت مبكراً للحكم. نحن لا نعرف حتى حجم الخسائر التي تكبدها الطرفان. لكن لا، أعتقد أنه لم يكن له تأثير جدي في هذه المرحلة لأن المواجهة ربما لم تنته بعد. دعونا ننتظر حتى يمضي مزيد من الوقت ويهدأ الغبار. فالغرب يدعم إسرائيل دائماً ويعارض إيران.
روسيا تدعم إيران لكنها تأمل في فرص تجارية مع الولايات المتحدة وحل قضية أوكرانيا، وقد تكون حذرة بشأن التصادم مع إدارة ترامب. كما أن الصين ترغب في تعزيز التجارة مع الولايات المتحدة، وهو ما ربما خفف دعمها لإيران.
هل غير الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية المعادلات العسكرية أو السياسية للحرب؟
كان الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية عرضًا كبيرًا، خاصة لشعوب الغرب وإسرائيل والولايات المتحدة؛ حيث كانت وسائل الإعلام في حالة نشوة من صعوبة البطولة والتفرد الذي مثله هذا الإنجاز المذهل، مثل الطيران لمسافات طويلة ودقة القصف وما إلى ذلك. ولكن يبدو أن هذا الإنجاز لم يكن فعالًا كما تم الترويج له، رغم أننا لا نعرف كل التفاصيل بعد. قد لا يكون له تأثير كبير على المعادلات العسكرية-السياسية الأوسع نطاقًا. ربما كان القصف الأمريكي بعيد المدى مجرد خاتمة درامية لعرض كبير مهد للولايات المتحدة…سمح الوقت لكلا الطرفين بإنهاء الحرب قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. كما يثير هذا تساؤلات حول الهجمات المستقبلية للولايات المتحدة وإسرائيل.
في النهاية، ما العوامل التي جعلت كلا الجانبين يوافقان على وقف إطلاق النار؟
في حين تم تعبئة موارد ضخمة، بما في ذلك حاملات الطائرات الأمريكية والمقاتلات البريطانية، لحماية إسرائيل، كانت الصواريخ الإيرانية لا تزال تخترق [عمق الأراضي المحتلة] وتسبب أضرارًا بمستوى لم تشهده إسرائيل من قبل. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحرب مكلفة وكان الأمريكيون والإسرائيليون على وشك استنفاد مخزون الصواريخ. سمعت تقديرات مختلفة حول المدة التي يمكن لإسرائيل خلالها الدفاع عن سمائها على الأقل نسبيًا، لكن لا يوجد أي من هذه التحليلات يتوقع أكثر من بضعة أسابيع أخرى. أما في إيران فلم تكن هناك أي علامة على نقص الصواريخ. علاوةً على ذلك، في الأيام الأخيرة من المواجهة بدا أن ”النار” آخذة في الانتشار: قوات أنصار الله…أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الاتفاق السابق مع الولايات المتحدة (بعدم مهاجمة السفن الأمريكية) لم يعد ساري المفعول؛ حيث تعرضت قاعدة أمريكية في قطر لقصف صاروخي من إيران، كما أن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز كان على وشك التحقق.ولم يكن ترامب يرغب في تصعيد النزاع إلى مستويات خطيرة؛ بل كان يبحث عن حل سريع. بالإضافة إلى ذلك، مارست روسيا والصين وقطر وتركيا وأذربيجان ودول أخرى ضغوطًا دبلوماسية لوقف الصراع. ربما كانت تل أبيب وواشنطن قلقتين من تعقيد العلاقات مع روسيا والصين اللتين أبدتا دعمًا واضحًا لإيران.
من وجهة نظر الكرملين، هل لعبت موسكو دورًا وسيطًا خاصًا في إنهاء الصراع؟
نعم، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين التوسط لحل النزاع، لكن روسيا كانت مستعدة للوساطة فقط إذا طُلب منها ذلك رسميًّا دون فرض نفسها. وقد أكد وزير الدفاع الروسي ومسؤولون آخرون…منذ بدء الاشتباكات في 13 يونيو، أعربوا عن تعازيهم لإيران بسبب الخسائر البشرية الكبيرة.تصريحات شديدة اللهجة من قادة ودبلوماسيين روس رفيعي المستوى تدين العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى احتمال تدخل روسيا في حال تصاعد النزاع، ربما تكون قد خففت من حماسة نتنياهو.
في حين تم تعبئة موارد ضخمة، بما في ذلك حاملات الطائرات الأمريكية والمقاتلات البريطانية، لحماية إسرائيل، كانت الصواريخ الإيرانية لا تزال تخترق [عمق الأراضي المحتلة] وتسبب أضرارًا بمستوى لم تشهده إسرائيل من قبل. بالإضافة إلى ذلك، كانت الحرب مكلفة وكان الأمريكيون والإسرائيليون على وشك استنفاد مخزون الصواريخ. سمعت تقديرات مختلفة حول المدة التي يمكن لإسرائيل خلالها الدفاع عن سمائها على الأقل نسبيًا، لكن لا يوجد أي من هذه التحليلات يتوقع أكثر من بضعة أسابيع أخرى.أما في إيران فلم تكن هناك أي علامة على نقص الصواريخ.علاوةً على ذلك، في الأيام الأخيرة من المواجهة بدا أن ”النار” آخذة في الانتشار: قوات أنصار الله…أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الاتفاق السابق مع الولايات المتحدة (بعدم مهاجمة السفن الأمريكية) لم يعد ساري المفعول؛ حيث تعرضت قاعدة أمريكية في قطر لقصف صاروخي من إيران، كما أن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز كان على وشك التحقق.ولم يكن ترامب يرغب في تصعيد النزاع إلى مستويات خطيرة؛ بل كان يبحث عن حل سريع. بالإضافة إلى ذلك، مارست روسيا والصين وقطر وتركيا وأذربيجان ودول أخرى ضغوطًا دبلوماسية لوقف الصراع. ربما كانت تل أبيب وواشنطن قلقتين من تعقيد العلاقات مع روسيا والصين اللتين أبدتا دعمًا واضحًا لإيران.
من وجهة نظر الكرملين، هل لعبت موسكو دورًا وسيطًا خاصًا في إنهاء الصراع؟
نعم، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين التوسط لحل النزاع، لكن روسيا كانت مستعدة للوساطة فقط إذا طُلب منها ذلك رسميًّا دون فرض نفسها. وقد أكد وزير الدفاع الروسي ومسؤولون آخرون…منذ بدء الاشتباكات في 13 يونيو، أعربوا عن تعازيهم لإيران بسبب الخسائر البشرية الكبيرة.تصريحات شديدة اللهجة من قادة ودبلوماسيين روس رفيعي المستوى تدين العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى احتمال تدخل روسيا في حال تصاعد النزاع، ربما تكون قد خففت من حماسة نتنياهو.
مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,