انتفاضة عاشوراء ورمز المقاومة معركة الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية لا تنتهي
وكالة مهر للأنباء – مجموعة بين الملل، الناز رحمة نجّاد: إنّ قيام عاشوراء هو تجسيد لـ”مقاومة” الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه ضد الظلم والطغيان، حيث حفرت أسماؤهم في التاريخ كرمز للمقاومة. لقد كشف الإمام وأتباعه زيف المنافقين وبطلانهم، وأحيوا روح الشهادة الطلبية. بالنظر إلى التاريخ نجد أن ثورة عاشوراء أصبحت مصدر إلهام لحركات مقاومة متعددة، بما فيها انتفاضات التوابين وثورة المختار الثقفي. وفي العصر الحديث أيضًا، تظل المقاومة نهجًا في مواجهة النظام الصهيوني الغاصب لفلسطين.
ويقول فوكوياما: “الشيعة هم طائر يحلق أعلى من صواريخنا (الغرب). هذا الطائر له جناحان أخضر وأحمر؛ الأخضر يمثل العدالة والمهدوية، والأحمر يرمز لعاشوراء والشهادة الطلبية. هذا الطائر الذهبي…”
قال آية الله العظمى السيد علي خامنئي، قائد الثورة الإسلامية: “إنها الذكرى التي هي جوهر ولاية الفقيه”.
كان وقوع الثورة الإسلامية وانتصار الثوريين على نظام الشاهنشاهي، ومقاومة القوات الإيرانية في مواجهة تجاوزات البعثيين العراقيين ودعم جماعات المقاومة الإسلامية مثل حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن، وتكاتف الشعب العراقي وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في مواجهة النظام الصهيوني، من أبرز نماذج المقاومة في العصر الحديث.
أكد روح الله الموسوي الخميني خلال أيام الدفاع المقدس التي استمرت 8 سنوات أن انتصار القوات الإيرانية أمام العدو كان معجزة حتى مع عدم التكافؤ في العتاد. كما صرح الإمام الراحل: “لقد دخلنا المعركة مثل الحسين (ع) ويجب أن ننهض مثل الحسين (ع) نحو الشهادة”.وفي نفس السياق، اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب خلال حرب تحرير الكويت بقوله: “إن أحد أسباب استمرار الثورة الإسلامية الإيرانية هو طلب الشهادة”.
بحسب صحيفة إسبوزيتو، كان للثورة الإيرانية 1979-1980 تأثير أساسي على العالم الإسلامي والعالم العربي. بالنسبة للبعض، تعتبر هذه الثورة مصدر إلهام…
حركة ”بوده بوده” في جنوب لبنان تأثرت بالثورة الإيرانية واستلهمت من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي.
الشهيد السيد حسن نصر الله قال: “من واقعة كربلاء نستمد العبرة لبناء مستقبلنا، ونستطيع تكرار الانتصار الذي حققه الإمام الحسين (ع) وأصحابه”.
وأكد نائب الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني في كلمته أنهم يسيرون على خطى عاشوراء، قائلاً: “نحن مع الحسين حيثما كان، بكل إيمان وتضحية، ولن نخلف الوعد. نحن جند للحسين، وفي كل موقف تاريخي نتكرر كما صنع الحسين، ونواجه الطغاة والمفسدين وكل من تحالف مع أعدائنا: ‘هيهات من الذلة'”.
أحمد الإمام، ممثل مكتب دعم المقاومة الإسلامية في إيران، صرح لوكالة مهر أن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل النموذج الأسمى للمقاومة أمام أعداء الله.تشكل مقاومة الشعوب في إيران ولبنان واليمن والعراق وفلسطين ضد النظام الصهيوني المحتل وأمريكا على نهج ثورة الحسين (عليه السلام).
وأكد أن الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل مدرسة كاملة ليس للمسلمين فحسب، بل للإنسانية جمعاء. تحمل هذه المدرسة دروساً وعبراً يمكن الاستفادة منها في كل عصر وزمان. كانت حركته وثورته قائمة على القرآن، حيث علّم العالم قيم الحرية والوفاء بالعهد. والإنسانية اليوم بأمس الحاجة إلى الوفاء. إن الإمام الحسين (عليه السلام) قائد ملهم وشجاع.
من جانبه، أكد عبدالملك الحوثي، زعيم أنصار الله في اليمن، أن ديننا المشترك وهو الإسلام يدفعنا للوقوف بوجه الأعداء كما وقف الإمام الحسين (عليه السلام). وقد أدى هذا الفكر العاشورائي إلى صمود اليمن ثماني سنوات أمام عدوان السعودية المدعوم من أمريكا، حيث لم يُهزم فحسب بل أجبر الرياض على السعي لإنهاء الحرب ضد اليمن.
أما الشيخ أكرم الكعبي الأمين العام لحركة النجباء العراقية…قال قائد تشكيل “الحشد الشعبي” إنهم يعتبرون أنفسهم تلاميذ في مدرسة الإمام الخميني (رض)، مؤكدًا إيمانه بأن الاعتماد على الله تعالى يمكن أن يحرر الأراضي الإسلامية من أسر عملاء الاستكبار العالمي.
ولم يقتصر أخذ العبرة من واقعة عاشوراء على الشيعة فحسب! بل هناك حركات في العالم تأثرت بالحدث ورسائله، واعتبرت الإمام الحسين (عليه السلام) ومقاومته نموذجًا يحتذى به في نضالها ضد الظلم. فقد ذكر غاندي، الزعيم الروحي للهند، الإمام الحسين (ع) كمثال يُحتذى به لشعب الهند، قائلًا: “لقد قرأت حياة الإمام الحسين (عليه السلام)، ذلك الشهيد العظيم للإسلام، بعناية وتأملت صفحات كربلاء بما يكفي، وقد اتضح لي أنه إذا أرادت الهند أن تصبح دولة منتصرة، فعليها اتباع نموذج الإمام الحسين (عليه السلام)”.
كما تحدث محمد جناح، مؤسس دولة باكستان، عن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وضرورة اقتداء المجتمع الإسلامي بهذه الواقعة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مثال للشجاعة…لم يظهر في العالم من يُضاهي الإمام الحسين (ع) في التضحية والفداء. في رأيي، على جميع المسلمين أن يقتدوا بهذا الشهيد الذي قدّم نفسه قربانًا في أرض العراق.
وُلد إدواردو في عائلة أنيلي، وهي عائلة نافذة في إيطاليا. وبعد تعرّفه على الدين الإسلامي، أصبح تابعًا لمدرسة عاشوراء. قدم إدواردو إلى قم لدراسة العلوم الدينية، لكن الصهاينة اغتالوه.أما ديانا ترون غوسو فهي مواطنة أمريكية أسلمت قبل عدة سنوات واختارت لنفسها اسم “هاجر حسيني”. وقد ذكرت أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان العامل الرئيسي لإيمانها بالإسلام.
ليس حدث عاشوراء وقيام الإمام الحسين (عليه السلام) مجرد حادثة تاريخية، بل هو درس لكل الأجيال من جميع الأديان والمذاهب؛ يُعلّمنا أن نقف بوجه الظلم والطغيان ونناضل من أجل الحرية والعدالة. قال سماحة القائد الأعلى (حفظه الله): “إن جبهة الحسين وجبهة يزيد صراع لا ينتهي”. هذا الصراع كان سابقًا بالسيف والرمح…
ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ومواجهته للنظام الصهيوني المزيف تشابهات واضحة. فقد نهض الإمام في كربلاء ضد ظلم يزيد، بينما الكفاح ضد نظام الاحتلال الإسرائيلي هو ثورة على ظلم الصهاينة تجاه المظلومين في العالم. ضحى الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الأوفياء بأرواحهم دفاعاً عن مبادئ الإسلام وقيمه، وفي المقاومة ضد النظام الصهيوني يُقدم الكثيرون أرواحهم فداءً لحقوق الشعب الفلسطيني وحريته ونصرة للمظلومين. هذه التشابهات تؤكد أن النضال من أجل الحق والعدالة مستمرٌ سواءً في عصر الإمام الحسين (عليه السلام) أو في زماننا الحاضر، ما يجعله مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة.