كتائب القسام تفاجئ جيش الكيان الصهيوني
وفقًا لتقرير قسم العربية في “وكالة ويبانقاه للأنباء” نقلاً عن “وكالة مهر للأنباء”، أظهرت كتائب القسام التابعة لحماس خلال إحدى أبرز العمليات الميدانية منذ بداية المرحلة الثالثة من الغزو البري لغزة، صورًا دقيقةً ومروعةً لتنفيذ كمين ضد قوات الجيش الصهيوني في منطقة “المحيط” بوسط خان يونس، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الصهاينة.
خلال هذه العملية، تمكن أربعة مقاتلين من القسام من التسلل بين المنازل المدمرة وصولاً إلى موقع تمركز دبابة وجندي صهيوني من اللواء الثالث للجيش الصهيوني. وقام أحد المقاتلين بإطلاق قنبلة شاوش…
أطلقت سفينة تابعة للصهاينة صواريخ ونجحت في تفجيرها من مسافة بعيدة. وفي الوقت نفسه، أُسقطت طائرتان مسيّرتان من طراز “ضد زره” ياسين 15، كما تم اعتراض صواريخ قسام أُطلقت من قبل القوات الصهيونية التي توغلت في المنطقة، وذلك بمواجهة مباشرة من قِبل المقاومين.
وصف المحللون العسكريون هذه العمليات بأنها من أكثر الهجمات دقةً في الأشهر الأخيرة. وأوضح حاتم الفلاحي، الخبير العسكري، أن هذه العمليات تمثل نموذجًا للهجمات التكتيكية الخاصة التي تعتمد على مبدأ المفاجأة والتنفيذ السريع. وقال: “هذه العمليات تُنفذ بدعم من فرق التغطية ونقاط الأمن، وهي تعتمد بشكل كبير على المعلومات الدقيقة والقدرة التشغيلية الفائقة”.
وأضاف الفلاحي أنه بعد هذه العمليات استمرت الاشتباكات لمدة خمس ساعات، إلا أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يتمكن بسبب شدة النيران وعدم السيطرة الجوية الكاملة من إخلاء الجثث والجرحى بسرعة.أكد المتحدث أن الطبيعة الجغرافية لخان يونس وتراكم الأنقاض جعلت هذه المدينة ساحة مناسبة للمواجهات المسلحة وتحويلها إلى مقاومة فلسطينية، مستفيدةً من شبكة الأنفاق والأسلحة المبتكرة.من جهة أخرى، وصف الفائز الدويري، الخبير العسكري، العمليات الأخيرة بأنها دليل على تقدم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الصهيوني. وأوضح أن مقاومة غزة استطاعت عبر تكتيكات مبتكرة مثل استخدام الوحدات المتحركة الصغيرة وحرب المدن المستهدفة، أن تسيطر على ساحة المعركة.
وأشار الدويري إلى إحدى العمليات الأخيرة في حي الشجاعية التي نفذتها مجموعات القدس قائلاً: “هذا النوع من العمليات وصل من حيث التصميم والتنفيذ الميداني إلى مستوى عالٍ من الاحتراف يستحق التدريس في الكليات العسكرية”.
كما أكد أن المقاومة الفلسطينية تعتمد على دقة التخطيط والتنفيذ لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.التحركات العدائية، بعيداً عن الأنفاق الفرعية، والتقسيم الدقيق للوظائف بين وحدات الاستخبارات، والهجوم والدعم الخلفي، والتماسك القيادي التكتيكي، استطاعت الخروج من قالب الدفاع الصارف إلى حرب هجومية وفرسنة على الأعداء.
وبحسب المراقبين، فإن هذه العمليات تسببت في جعل جيش النظام الصهيوني في المناطق التي يبدو أنها تحت السيطرة يشعر بعدم الأمان، مع تكبد خسائر كبيرة في البنية التحتية العسكرية.