قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

حكومة أم شركة تجارية تحليل أسباب فشل مشروع “دوج كوين” لإيلون ماسك في عهد ترامب

السؤال المطروح هو: لماذا، ⁢رغم الحملات الدعائية الواسعة حول مشروع “دوغ كوين” (DOGE)، وتولي “أفراد ناجحون اقتصادياً” مهمة توجيهه وقيادته، انتهى هذا المشروع إلى الفشل؟

وكالة مهر للأنباء – مجموعة دوليةمحمدامين نيك صفتفي العديد من المؤسسات ‌والاتفاقيات والهيئات، تم‌ صرف مبلغ ⁢2 تريليون دولار خلال فترة زمنية قصيرة مدتها عشرة أيام.

بعد تولي إدارة ترامب الرئاسة رسميًا، بدأت “دوج” عملها بإطلاق غير رسمي لما أسمته بـ”نخبة ‍الثورة​ الموالية للدولة”، وهي ⁢تعمل حاليًا دون أي عوائق.

شملت بعض الإجراءات​ إلغاء عدد من الاتفاقيات، ومراجعة أداء المؤسسات والأجهزة ‌الحكومية‍ المختلفة، وكذلك زيادة ساعات العمل وتشديد الرقابة على الموظفين الحكوميين.من ناحية أخرى، تقرر الاستفادة من الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل ‌الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتحسين كفاءة الأنظمة الحكومية في مجالات الخدمات العامة والتعليم⁣ والإسكان… إلخ. كما تم تطوير البنية التحتية الرقمية في مجال الاتصالات والتكامل بين الأنظمة. ‌بالإضافة إلى ذلك، تم‍ الاعتماد على هذه التقنيات الحديثة لمكافحة الفساد البيروقراطي وزيادة الفعالية الحكومية إلى أقصى حد ممكن.انتهت الخطة المذكورة بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعًا، ولم تكن نتائجها قريبة حتى ​من ‌التقديرات الأولية. ​وفقًا ⁤للتقارير المعلنة، تم توفير مبلغ 175 مليون دولار فقط خلال هذه الفترة، وهو ما يعتبره البعض إنجازًا ⁣مزيفًا إلى حد كبير، حيث أن الرقم الحقيقي أقل بكثير من الرقم المُعلن.

ولكن ⁤السؤال الذي يطرح ⁢نفسه هو: لماذا‌ فشلت هذه ‍الخطة رغم الحملات الدعائية الواسعة التي صاحبت المشروع وتكليف “شخصيات اقتصادية ناجحة” بمسؤولية قيادته وتوجيهه؟ بل إنها أدت إلى تصاعد خلافات حادة بين إيلون ماسك ودونالد ترامب بعد مغادرة الأخير ⁤للحكومة. ربما يمكن تحليل هذه القضية من منظورين: الأول تاريخي يتناول‌ جذور الأمر، والثاني مؤسساتي يشير إلى الاختلاف في الرؤى بين مبادئ هذه الخطة والمؤسسات‍ الحكومية في الولايات المتحدة.

من منظور تاريخي…يمكن القول إن‌ العصر​ الحديث كان ​بمثابة إعصار ​أثر على العديد من القضايا. بدءًا من الفنون والأدب وصولًا إلى مجال ‌التكنولوجيا وجميع الأمور المتعلقة بشؤون الحياة البشرية، تأثرت⁢ كلها بتطورات هذه الفترة، حيث شكّلت التحولات ‍في الأبعاد السياسية والاقتصادية ⁢والثقافية والاجتماعية نمطًا خاصًا من أنماط الحياة.

كما أن الدولة، باعتبارها أحد المكونات الأساسية للحياة البشرية، شهدت تحولات كبيرة خلال هذه الفترة. مع توسع الدول المطلقة في القرن الثامن عشر، ظهر نوع خاص ⁤من المؤسسية فيها، ورُسم إطار جديد للعلاقات بين الحكام والمواطنين في صورة العقد الاجتماعي. ومن هذا المنظور، أصبح توسع المؤسسات أحد نقاط التحول الرئيسية للدول المتقدمة والقوية في العصر الحالي. ومع ذلك، ‍فإن مشروع “DOGE” كان يعمل بشكل كامل على النقيض من هذا الأساس المهم للحوكمة الحكومية. على سبيل المثال، بينما يعتمد السياسيون⁢ عادةً على الآليات السياسية والحزبية داخل هياكل الأنظمة السياسية لتولي ​المناصب…شؤون ومناصب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، المعروف ⁤بـ”ماسك”، من خلال ثروته⁢ الشخصية وتوافقاته في المجال الاقتصادي، أي قطاعات ⁣خارج‍ الدولة للتغيير، كانت ⁤قد دخلت فيها ‍دون شك لتؤدي إلى ظهور مقاومات كثيرة​ من داخل الحكومة. وفي مثال آخر، كان يرتدي ملابس غير رسمية في القاعة البيضاء ويظهر بطريقة مختلفة في خطاباته رغم أن مبادئ ومعايير الدولة⁣ تقتضي أسلوباً خاصاً من السلوك في المحيط الحكومي، حيث يتم مراعاتها من قبل المسؤولين ⁣الحكوميين.كما أنه ⁣في سياق الاتفاق الاجتماعي، ‌تمثل الحكومة ممثلة ‌للمواطنين لوضع⁣ نظام⁤ وتقديم ‍خدمات عامة مناسبة لرفع مستوى⁣ معيشة المواطنين إلى حد السعادة الممكنة. لكن بالنظر إلى هذا المشروع، ⁤فإن النقص الكامل في الشفافية واضح تماماً، وهو ما يؤدي إلى تحليل هذا المشروع من منظور آخر: الأسفار الحكومية المختلفة⁣ عن فضاء ⁤العمل‌ والأنشطة التجارية-الاقتصادية.

في هذا السياق، تناول مازوكاتو (2023) في كتابه “الدولة العاملة” انتقادات تتعلق بنظريات مرتبطة بعدم…«إن ​دور الدولة في تحسين الوضع الاقتصادي، وتنشيط ​الأسواق، وتطوير التقنيات الحديثة، يُعتبر بالغ الأهمية. تُظهر التجارب أن‌ الدول الناجحة في مجال الابتكار قد أدت دورًا فاعلًا كمحفز للعمل، ليس فقط من خلال التدخل المباشر والدعم المالي، بل أيضًا عبر​ تبني المخاطر والاستثمار الجريء وإنشاء أسواق جديدة. ومع ذلك، فإن مشروع “DOGE” للحوكمة والوساطة الحكومية يواجه تحديات كبيرة وضعفات عديدة على الرغم من كونه حاجزًا ⁢أمام الابتكارات التكنولوجية وتحسين‍ الأمور ⁢كما يُنظر إليه.

من الناحية النظرية، يمكن تحليل أسباب فشل هذا النموذج بناءً على العوامل التالية:

  1. غياب البنية المؤسسية القوية:

على عكس الدول التي تمتلك هياكل مؤسسية تاريخية وقابلة للتقييم والإصلاح والتحسين، يعمل “DOGE” ضمن أطر مؤقتة وغير خاضعة للإشراف‍ الكافي. كما ⁤أنه يفتقر إلى القدرات المذكورة سابقًا مما أدى إلى ضعف الأداء.»

  1. كثير من⁣ الخبراء يعتبرون⁣ أهدافها غير واقعية

في حين أن حضور الدولة في مجال الخدمات العامة والقضايا الاجتماعية كان محدودًا بمشاركة عامة‌ عبر التمويلات المحلية لتغطية النفقات اللازمة، فإن مشروع “دوج” ركز بشكل أساسي على تقليل النفقات، وإلغاء ‌البرامج الاجتماعية،⁣ وخفض العديد من الخدمات⁤ العامة الأساسية.⁢ هذه القضية بالإضافة إلى انخفاض جودة‌ الخدمات الحكومية أدت إلى ‍زيادة السخط العام.

  1. التركيز على خفض النفقات بدلاً من الاستثمار كاستراتيجية

إحدى سمات الدولة في العصر الحديث، خاصة بين‍ الدول الديمقراطية، هي الشفافية والمساءلة وتحمل المسؤولية. وفقًا لانتقادات موجهة لهذا المشروع، فإن ⁤عدم الشفافية في عملية اتخاذ القرار وتقديم التقارير المالية غير المنظمة قد أضعفت الثقة‍ في ⁤”دوج”، ‌بل إن المعلومات المتعلقة بالعقود كانت ناقصة.

  1. غياب الشفافية والمساءلة

تم حذف‍ مقطع صوتي بعد فترة وجيزة من نشره على الموقع الرسمي.

  1. التحديات البيئية في العلاقة بين الدولة والقطاع الخاص

في الأساس، يؤدي ⁢حضور ​الشركات في الأنظمة الحكومية إلى تشكيل نظام بيئي للشركات يهدف إلى تحسين العمليات وتحقيق نتائج أفضل. يُعبر ‍عن ‌هذا النموذج ​أيضًا ⁤بمصطلح “تكنولوجيا الحكومة” (GovTech). في مشروع “دوج”، ركزت الحكومة بشكل أساسي على السوق والأنشطة الاقتصادية، لكن النظام البيئي لم يعمل بشكل جيد بسبب عدم الاهتمام بالاحتياجات غير الملباة​ للدولة والمتطلبات الموجودة فيه.‌ كما⁤ فشل القطاع الخاص في إظهار الأداء المطلوب، مما أدى إلى إلحاق الضرر بسمعة ‌شركة “إيلان ماسك” وانخفاض قيمة أسهم شركة “تسلا”.

في⁤ الختام، يمكن القول إن الفهم غير الصحيح للبيئة الحكومية والنظرة الأحادية والتركيز فقط على الجانب الاقتصادي تسبب في حدوث اختلافات منهجية أثناء تنفيذ مشروع “دوج”. بالإضافة إلى التمييز الجنساني والتأثير المتوقع، كان‌ هناك أيضًا انتظار…

انتهت ​المحاولة بالفشل. ومن هنا تبرز ⁤أهمية الإشارة إلى⁣ أن الحكومة⁢ ليست ​شركة اقتصادية ذات جمهور مستهدف محدد ⁣ودائرة⁣ عملاء ومستهلكين، حيث ‌تسود علاقات من ‌نوع العلاقات السائدة في السوق. بل إن الحكومة، عبر عقد اجتماعي، تمثل المواطنين وتقف في موقع ⁣السلطة ‍العليا. كما أن المواطنين ليسوا بمثابة زبائن لسلعة أو خدمة ما، بل في هذا الإطار وفي سياق نظام متكامل، يتعايش الطرفان ⁢بشكل متبادل الاعتماد وفق اتفاق يهدف إلى خلق حياة ⁢اجتماعية ⁣منظمة‌ ومنضبطة، سعيًا نحو تحسين المعيشة والرفاه والأمن.

مصادر الخبر: ©‌ وكالة‍ ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى