قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

الأجندة الأمريكية الصهيونية لفرض حصار اقتصادي على حزب الله اللبناني

الولايات المتحدة والكيان الصهيوني،⁤ اللذان فشلا في ‌تحقيق نتائج من مؤامراتهما ضد المقاومة اللبنانية، لجآ إلى تصعيد الحرب الاقتصادية ضد الشعب والمقاومة في لبنان لتحقيق أهدافهما.

بحسب ما نقل القسم العربي من “وكالة ويبانقاه للأنباء” عن “وكالة مهر للأنباء” نقلاً عن جريدة الأخبار، خلال الحرب⁢ الشاملة التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان في خريف العام الماضي، استهدف العدو عدة مواقع في ضاحية بيروت الجنوبية ⁢مدعياً أن مراكز تخزين أموال حزب الله‌ تقع هناك. بعد ذلك، ⁢وبتحريض من بعض⁢ وسائل الإعلام داخل لبنان نفسها، بدأت⁣ حملة بحث تحت مبنى مستشفى الساحل للعثور على غرفة محصنة تحتوي على خزائن أموال حزب الله.

ثم خلال الحرب، قام الكيان الصهيوني عمداً باغتيال عدة مسؤولين ⁣في المقاومة كانوا -حسب زعمه- يشكلون خط نقل ⁣الأموال إلى حزب⁣ الله. وفي أبريل‌ 2024،‌ قام فريق من جهاز⁣ الاستخبارات التابع للكيان ⁣الصهيوني بـأعلن “محمد إبراهيم سرور” عن تدمير⁣ مصرف لبناني في منطقة بيت مري بجبل لبنان، متهمًا ​الكيان الصهيوني بتفجيره. زعم ⁢الصهاينة أن هذا المصرف كان يستخدم لنقل‍ أموال إلى حزب الله وقوات ‍المقاومة الفلسطينية.

خلال الأيام الأخيرة من الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان، وقبل تنفيذ الغارات الجوية في⁤ 29 نوفمبر، استهدفت طائرات العدو مرارًا ​المصارف في⁤ منطقة رأس بيروت، ⁢مدعيةً أنها ⁣تُستخدم لتحويل أموال إلى حزب ​الله.

قبل أسبوعين من ذلك، ⁢دمر ‌الكيان الصهيوني مصرفًا وسيارتين ⁢خلال هجوم على بلدة الخضيرة جنوب لبنان، زاعمًا أنهما كانا ينقلان أموالًا إلى حزب الله.

من جهة ⁢أخرى، شهد مطار بيروت الدولي قبل ستة أشهر⁤ وجود فرق تفتش حقائب المسافرين القادمين من إيران والعراق وإفريقيا ⁤ودول أخرى بحثًا عن أموال يُزعم أنها تُنقل بناءً على⁢ تعليمات أمريكية.لبنان، حزب الله‌ مستمر في التصعيد.

قبل سنوات من هذا⁢ الصراع،​ كانت السلطات الأمريكية تعتبر أي‍ شخص⁢ مدرج على قوائم العقوبات في لبنان مشتبهاً⁤ إما بالفساد أو التعاون المالي مع حزب الله أو كبار المسؤولين المرتبطين بهذا التنظيم.⁢ وتظهر تقارير أمنية ​من مصادر رسمية أن العدو الصهيوني⁣ كان يجذب أفراداً لديهم إمكانية الوصول إلى الأموال والممتلكات في لبنان. ​كما أن البنوك اللبنانية نفسها، بناءً على ‌طلبات أمريكية وحتى دون⁣ طلب رسمي، كانت تقدم‍ تقارير للكشف عن أي روابط بين أصحاب الحسابات وحزب الله.

أدى تشديد ‌الخصوم إلى تجميد حسابات كبار ومسؤولي الدولة​ في لبنان، بما في ذلك موظفون حكوميون وأساتذة جامعات وشخصيات عامة يرغبون بفتح⁢ حسابات، مع اتهامهم بأنهم أعضاء في حزب الله. كما قام الكيان الصهيوني باستهداف أشخاص ادعوا تقديم دعم مالي لحزب⁤ الله بتهمة الإرهاب.

خلف الكواليس: المؤامرة الأمريكية-الصهيونية ضد​ جمعية “قرض الحسن” في لبنان

خلال الفترة التي سبقت الحرب، كان ملف “قرض الحسن” ‌موضوعاً ثابتاً في مفاوضات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين مع‌ السلطات المالية والنقدية اللبنانية. وكانوا⁢ يطرحون أحياناً فكرة أن الجمعية تابعة لحزب ⁣الله المدرج على ​القائمة‌ الأمريكية​ لما ⁤يسمى “الإرهاب”. ثم صنّفوا ​جمعية قرض الحسن كمنظمة تمول أنشطة إرهابية، مدّعين أنها تجتذب ​”أموالاً قذرة” وتستخدم لغسل الأموال.

يعرف الأمريكيون جيداً أن جمعية قرض الحسن في لبنان لا علاقة⁢ لها ‍بالنظام المصرفي، ولا تخضع‍ أنشطتها لأي لوائح مصرفية؛ ⁤بل هي مجرد جمعية عامة ⁤وسّعت عملها على مدى​ عقدين واستفاد ‌منها عشرات​ الآلاف ‌من المواطنين اللبنانيين. ​وحزب الله لم ينكر يوماً دعمه‍ لهذه الجمعية.

في إحدى خطاباته، دعا الأمين ⁤العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله مؤيدي المقاومة إلى ‍تعزيز صندوق الجمعية من خلال تحويل الأموال.

كانت نقطة ⁣قوة جمعية القرض الحسن أن أحدًا لم ​يتخيل ولو للحظة أن الأموال المودعة كمدخرات قد تضيع يومًا ما، حيث كان الجميع يثقون في الجمعية ثقة ⁢كاملة. بينما في ظل ⁢الفساد ​المنظم ‍في النظام المصرفي ⁢اللبناني، الذي يقف على رأسه أشخاص مثل رياض سلامة، المحافظ السابق للبنك المركزي اللبناني والرجل الأول لأمريكا، تعرضت أموال اللبنانيين لضرر كبير، ولم يتمكن العديد من ⁤المواطنين لسنوات ⁤طويلة من استرداد مدخراتهم.

في ذروة الحرب الأخيرة، قام الكيان الصهيوني بعد قصف مركز جمعية القرض ⁤الحسن في ⁤معظم مناطق لبنان بمطاردته واغتيال موظفيه. وعلى ⁣الرغم من أن أصحاب الودائع في الجمعية لم يقدموا أي انتقادات⁢ أو شكاوى، إلا أن إدارتها خلال الحرب اتصلت بأغلبهم…

استردت الجمعية ⁣الأموال بعد الحرب،⁣ وعاد المودعون لإيداع أموالهم فيها مرة أخرى.كما أطلقت خلال‍ الحرب حملة تضامن، حيث ⁤أصر الكثيرون على عدم سحب أموالهم، إذ كانوا يعلمون أن هذه الأموال لا تُستخدم في أي معاملة إلا بطلب من المودع نفسه وبعد ‍موافقته المسبقة.

جميع العاملين في القطاع المالي والمصرفي اللبناني على ‌علم بهذه الحقيقة. إن قضية إصدار الشيكات من ⁢قبل هيئة إعمار حزب الله لصرف​ أموال الجمعية كانت فقط ‍لتسهيل تقديم المساعدات للمتضررين من‍ الحرب، خاصة‌ في ظل عجز الحكومة اللبنانية عن تقديم الدعم للمحتاجين والمتأثرين بالحرب.

أما⁣ الذين يسعون لنزع سلاح المقاومة في لبنان، فإنهم يحاولون تجفيف مصادر تمويل حزب الله أو تشويه صورته​ لدى الناس. مصرف لبنان المركزي الذي يعمل عملياً لخدمة المصالح الأمريكية له سجل طويل في مثل هذه السياسات‌ التي تنفذ دائماً تحت ذريعة الالتزام بشروط الانضمام للنظام المالي العالمي.كريم سعيد، الرئيس⁢ الجديد لمصرف لبنان المركزي، مثل رياض سلامه وغيره من عملاء أمريكا في لبنان، هو​ من أبرز المؤيدين لإضعاف المقاومة وحزب الله. في الواقع، يعتبر ​كريم سعيد أن تعيينه ⁣رئيساً للمصرف المركزي اللبناني يفرض عليه تنفيذ مطالب أمريكا بالكامل والسير في طريق الحصار الاقتصادي ضد حزب الله.

وثيقة مورغان أورتيغاس، المبعوث الأمريكي السابق إلى لبنان والتي تم تسليمها إلى ​المسؤولين هناك ولا تزال مغطاة بالغبار على مكاتبهم، ‍تتضمن بنداً⁤ يتعلق بضرورة التحرك ضد جمعية القرض الحسن. هذا البند يتم تنفيذه الآن.

لكن⁣ خلافاً لما يتصوره الأعداء، فإن هذه الضغوط لن تقضي على المقاومة.بل إنها سبب إضافي قوي ​لكي⁢ يعلم الشعب اللبناني أن سلاح المقاومة جزء لا يتجزأ‍ من كيانهم⁣ وليس مجرد أداة للدفاع ضد العدو.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه ‌للأنباء,‍ وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى