قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

تصاعد هجمات إسرائيل وتأملات في صمت أردوغان

تقييد مواقف المسؤولين الأتراك إزاء الهجمات الواسعة للنظام الصهيوني على سوريا بإصدار بيان في البرلمان بأنقرة ومشاورات إقليمية محدودة.

وكالة مهر للأنباء، مجموعة الدولية: أحدثت ⁣الهجمات الواسعة‌ للنظام الصهيوني على ⁢دمشق ومناطق ⁣أخرى في سوريا صدى واسعاً في وسائل ⁣الإعلام والصحف التركية. حيث تناولت العديد من صحف أنقرة اليوم الصفحات الأولى بعناوين مثل “هجوم إسرائيل القاتلة على الشام” و”القاتل نقل الحرب إلى سوريا”، مصحوبة بصور تعكس هذه الهجمات.ونقلت صحيفة “تركيا ⁣غازيتيه” المقربة من الحزب الحاكم عن أحمد الشرع، زعيم الإرهابيين‌ المتحكمين في سوريا، ادعاءاته بأنه لم يغادر بلاده ولا يزال موجوداً​ في العاصمة. ⁤فيما​ لم يتخذ​ الرئيس التركي رجب طيب⁢ أردوغان موقفاً حاسماً، مفضلاً التركيز على أهمية الاتفاقيات​ الاقتصادية الجديدة التي وقعها ‌مع رئيس دولة الإمارات العربية ‍المتحدة.

أحمد داوود أو…

غلو،⁣ زعيم حزب المستقبل ورئيس الوزراء التركي السابق، أول سياسي من صفوف المعارضة الأردوغانية الذي​ أدان الهجمات ⁤الصهيونية على سوريا ووصفها بـ”الاستفزاز”. كما أشار ‍إلى أن مسار “سويداء” يشكل خطراً على حركات القوميات والفرق العرقية. ⁢

داوود أوغلو‌ أكد أن تقسيم سوريا‌ إلى مناطق سنية وعلوية وكردية ودرزية هو الهدف الأساسي ​للنتانياهو في سوريا، مشيراً إلى أن هذا يمثل استعماراً كلاسيكياً فرنسياً تم إحياؤه.

كما قدم أوغلو ⁢مقترحات استراتيجية سبع نقاط لمواجهة هذه التحركات، مؤكداً أن أولوية الأمن التركي يجب أن تكون‌ حماية الحدود، والحوار المباشر مع أمريكا، ودعم المصالح‍ المشتركة، ومعارضة تشكيل قوات شبه عسكرية‍ كردية تحت مسمى “قوات سوريا الديمقراطية” أو​ إنشاء جيش وطني.

التأثير في الرئاسة والبرلمان

مواقف أردوغان بشأن الهجمات ​الصهيونية‌ على سوريا‌ تعكس ‍نوعاً من التقسيم الوظيفي. حيث يبدو أن الظاهر…أكد ‌الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في‍ منصبه كرئيس للجمهورية وقائد لحزب العدالة والتنمية، على اتخاذ موقف ‌حازم ضد تصريحات نتنياهو التي تحمل ملاحظات خاصة. وأوضح أن الهدف هو الرد على الأفكار العامة ⁢للمحافظين الأكارين⁤ داخل تركيا، وكذلك إدارة التبليغ الإعلامي ⁣في العالم الإسلامي.

في هذا السياق، قدم نعمان كورتولموش، أحد ⁢المقربين من أردوغان ورئيس البرلمان، اقتراحًا إلى النواب البرلمانيين. ووصف هذا الاقتراح الهجمات الصهيونية على دمشق بأنها “غير إنسانية” وأدانها. وجاء في النص ⁤التأكيد ​على أن “تركيا تقف⁢ إلى جانب الشعب ‍السوري، وهذه الهجمات غير مقبولة”.

وفي بيان صدر عن الجلسة العلنية للبرلمان التركي، استُخدمت العبارات التالية: “إسرائيل تنتهك باستمرار ميثاق الأمم المتحدة والقواعد المشتركة للمجتمع الدولي ومبادئ القانون الدولي.لقد انتزعت كل أراضي ​سوريا وتستمر الآن في توجيه العالم نحو إنكار حق الفلسطينيين”.تصرفات إسرائيل تستهدف⁤ زعزعة استقرار سوريا والمنطقة

أدانت مصادر رسمية‍ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي ⁣السورية، مشيرة إلى أن هذه التصرفات “تحوِّل الانتباه عن جرائم الحرب في غزة”.وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية: “هذه ‍الهجمات تهدف إلى زعزعة⁣ استقرار سوريا والمنطقة، وصمت المجتمع الدولي يزيد إسرائيل جرأة”. كما⁢ أشار البيان إلى دعم البرلمان التركي لسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية. ومن الجدير بالذكر أن حزب الديمقراطية ⁣والمساواة ⁢الشعبي (ديمبارتي) المرتبط بأوجلان، امتنع‌ عن التصويت ولم ينضم إلى موقف ⁢الأحزاب التركية الأخرى.

سياسة⁢ وزير الخارجية التركي ذات الوجهين

يعرف هاكان فيدان، وزير الخارجية ومدير المخابرات الوطني‍ السابق، كأحد المهندسين الرئيسيين للخطة التي أدت إلى صعود ⁢أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام في دمشق.تكشف تحركات فيدان عن ⁢نهج‍ دبلوماسي مزدوج؛ حيث يسعى⁢ من جهة لعرض تركيا كمدافع ‌عن شعب غزة عالمياً، بينما يعمل⁣ خلف الكواليس مع الولايات المتحدة وقطر وأطراف أخرى لإقناع نتنياهو بوقف الهجمات.عقد مجلس الأمن التابع للأمم ⁤المتحدة جلسة طارئة‌ ناقش خلالها الوضع الإنساني ‌في غزة، حيث صرح فيدان: «الهجمات ‍العشوائية التي تشنها إسرائيل ضد‌ المدنيين الفلسطينيين تُعتبر إبادة‍ جماعية، وأكثر من ‌مليوني شخص في قطاع غزة⁢ يعانون من آلام لا توصف. حتى أن نقاط توزيع ⁤المساعدات الغذائية تتعرض للهجوم. الحقيقة هي أن ⁢الجوع يُستخدم كسلاح حربي في غزة، وبعد 80 عاماً،⁤ يشهد العالم مرة أخرى ظهور معسكرات العمل القسري».

وأكد فيدان على جرائم الكيان الصهيوني في مناطق جغرافية أخرى تشمل لبنان ⁣وإيران وسوريا، قائلاً: «الآن يجب أن يكون واضحاً للجميع أن إسرائيل لا تريد السلام ولا تسعى إلى‌ الاستقرار».

جاءت هذه التصريحات لوزير الخارجية التركي بينما تناقلها الإعلام التركي والإقليمي، فيما أفادت تقارير العربيّة بأن فيدان نقل عبر جهاز المخابرات MIT رسالة أنقرة حول الهجمات إلى الموساد، كما جرت مفاوضاته…تواصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان​ اجتماعاته مع نظرائه من‍ وزراء خارجية السعودية وقطر وسوريا، بالإضافة إلى التشاور مع تام باراك، المبعوث الأمريكي ⁢الخاص إلى سوريا. ومن⁤ الواضح أن فيدان يدين علناً جرائم نتنياهو في غزة ‍على المسرح العام، لكن خلف الكواليس لا حاجة للوساطة، حيث تستمر العلاقات بين الموساد والمخابرات‍ التركية ⁤(ميت)، كما‍ يسعى فيدان ⁤إلى التعامل مع‍ إسرائيل في الوضع المضطرب الحالي ليس بموقف حازم بل بتسامح وعملانية.

ما هي أولويات تركيا في سوريا؟

خلال الأشهر القليلة ⁣الماضية ومع بدء نشاط تام باراك كمبعوث خاص لترمب إلى سوريا -‍ والذي ⁣تم تكليفه أيضاً بالسفارة الأمريكية في أنقرة – حدثت ‌تغييرات ملموسة⁢ في العلاقات الأمريكية التركية. هذه التغيرات تعكس رضا أردوغان الكامل عن أداء المبعوث الخاص لترمب إلى سوريا، حيث أقام⁤ علاقات ‍وثيقة مع أحمد الشرع وتناول وضع الميليشيات الكردية شمال⁢ سوريا بعبارات…أعلن‌ مسؤول ​أمريكي أن‍ واشنطن تعتزم دعم ما يسمى ⁤”قوات سوريا ⁣الديمقراطية” (SDF) بشكل أكبر، معتبراً أنها تشكل تهديداً أقل من تنظيم PKK،​ وأنه يجب تعزيز وجودها ضمن صفوف الجيش السوري تحت⁤ قيادة أحمد ⁣الشرع.

وتتمحور ⁣الأولويات التركية الرئيسية⁢ في سوريا حول هدفين: الأول‍ هو ⁣الحفاظ على نفوذها في مناطق⁢ شمال شرق ⁣سوريا ⁣عبر ‌الحد من تحركات المليشيات الكردية المرتبطة بـ PKK. أما الثاني فهو تأمين ⁢مصادر الطاقة، خاصة بعد أن أبرمت ⁢أنقرة اتفاقيات بمليارات الدولارات لإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة.

خلال الأسابيع ‌الماضية، التقى أحمد الشرع في باكو بالرئيس الأذربيجاني إلهام ⁣علييف، حيث تم الاتفاق على الخطوات الأولى⁢ لتصدير الغاز من أذربيجان إلى سوريا⁢ عبر تركيا. ⁢كما تواصلت الجهود الدبلوماسية التركية مع الأطراف المعنية لتعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة.من غير⁣ المعقول أن تظل تركيا، في سياق سعيها لإنشاء خط أنابيب غاز طبيعي من حقول الشرق⁤ الأوسط إلى أوروبا، متوافقة مع هذا المشروع الذي يتطلب ⁢منها عدم اتخاذ موقف حازم ضد النظام الصهيوني، بل ‌والتوافق مع الولايات المتحدة ⁣أيضاً.

يتضح من مراجعة الأهداف والأولويات العليا‌ أن الحكومة التركية وضعت نفسها في ظروف استثنائية، ولا يمكنها التصرف كقوة ​فاعلة وحاسمة أمام نتنياهو.

مع تتبع أحداث⁤ السنوات الأخيرة، ‌يتبين أن تركيا قد دخلت بشكل قاطع في بعض السيناريوهات ‍الإقليمية، بل واستفادت حتى من التدخل العسكري. على سبيل المثال، قوات شبه نظامية تحت ​الحماية التركية في ليبيا تصرفت وفقاً للأوامر التركية ضد حفتر​ المتمرد، كما فقد⁣ جزء من‌ المرتزقة الأمنيين الأتراك حياتهم هناك.

أثناء حرب قراباغ أيضاً، لم تحظَ أذربيجان⁢ بدعم عسكري تركي مباشر. وفي‌ سوريا كذلك…قامت تركيا بتسليح ما يقارب مئتي ألف عنصر من ‌القوات المتطرفة، بل واحتلت ​أجزاءً ⁣من سوريا بما فيها مناطق ‍غرب الفرات. لكن الأدلة تشير إلى أنه في أي ملف تتدخل فيه الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، تفضل تركيا خوض المعركة فقط في الساحة الإعلامية ونشر التغريدات على تويتر.

مصادر الخبر: © وكالة ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى