رسائل استراتيجية من تصريحات أبو عبيدة وتغيير معادلات المعركة
بحسب ما نقل القسم العربي من “وكالة ويبانقاه للأنباء” عن “وكالة مهر للأنباء” نقلاً عن مركز الإعلام الفلسطيني، كتب رامي أبو زبيدة، المحلل العسكري للمنطقة في مقال له إن الخطاب الأخير لـ أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، جاء بلغة عسكرية دقيقة وثقة ميدانية، مما يشير إلى ارتقاء أداء المقاومة على عدة محاور.
وأضاف أن أبا عبيدة تحدث عن تطور تكتيكي للمقاومة؛ تطور يستند إلى الخبرة الميدانية التي تُظهر أن المجاهدين تجاوزوا تكرار الأساليب عبر أطول معركة في تاريخ فلسطين ووصلوا إلى تجديد عملياتي مستمر.
وأشار أبو زبيدة إلى تفعيل كمائن…
أشار التحليل إلى التطور الكبير والمحاولات المستمرة لأسر الجنود المعادين، مؤكدًا أن المقاومة لا تزال تواصل عملياتها المعقدة على خطوط العدو الأمامية، حيث تظهر الأنفاق أو بدائلها بقوة في ساحة المعركة.
وجاء في جزء آخر من التحليل أن “قسام” تتبنى استراتيجية “معركة استثنائية وفريدة” تستهدف استنزاف قوات الاحتلال بشكل مستمر عبر عمليات مركبة تشمل استخدام القذائف المضادة للأفراد والدروع، والقتل بالرماة الفرديين، ونصب الكمائن، بينما يبقى سيناريو الأسر خيارًا مطروحًا على الطاولة.
وصف أبو زبيدة مقاومة غزة بأنها مدرسة حديثة في الحروب المعاصرة، وكتب أن ساحة غزة تحولت إلى مختبر حي لتطوير أساليب الحرب غير المتكافئة؛ وهي تكتيكات تستفيد منها حركات المقاومة الأخرى أيضًا.
وأضاف أن كشف تفاصيل عمليات تبادل الأسرى الذي أعلنه أبو عبيدة هو جزء من الحرب النفسية وتكتيك الردع للمقاومة، ويُظهر…
إن ثقتهم بتفوقهم الميداني واضحة. وقد يعني ذلك أيضًا تصاعدًا في الاشتباكات إذا استمر العدو في عناده وتصلبه.
ويضيف الكاتب في الختام أن خطاب أبي عبيدة الأخير لم يكن مجرد رسالة معنوية، بل هو بمثابة أمر عملياتي علني يُوجّه ساحة المعركة في الوقت ذاته، ويُطمئن القاعدة الاجتماعية للمقاومة، ويعطّل حسابات العدو.
وبحسب أبي زبيدة، فإن المقاومة – وفقًا لما ورد في هذا الخطاب - تتقدم عسكريًا، وتناور بمهارة على طاولة المفاوضات، وتعتمد أكثر على استنزاف العدو بدلاً من السعي لمواجهته مباشرة في معركة كلاسيكية.
