مجلس الأمن شريك في الجريمة فشل المؤسسات الدولية في حماية الإنسان
وكالة مهر للأنباء، فريق الشؤون الدولية، فاطمة كاوند: في يوليو 2025 نُشرت صورة في وسائل الإعلام: فتاة ذات وجه مغبر وشعر مبعثر تحمل قدرًا فارغًا وترتجف خوفًا أمام قدر كبير يحتوي طعاماً نصف مطهوًا. تجمع مجموعة من الأطفال بقدور متلاصقة وهم يندفعون نحو سلّة طعام وهم ينوحون. هذه الصورة وحدها تختبر ضمير العالم: هل العدل له معنى؟ وهل حقوق الإنسان ما زالت شعاراً حيّاً؟ غزة اليوم تجسيد لسقوط الضمير العالمي.
الحرب التي أشعلتها إسرائيل في قطاع غزة ليست مجرد قصف ومدفعية. بل تحولت بحصار كامل ومجاعة متعمدة وهجوم على المراكز الطبية وقصف صفوف الطعام وتدمير البنى التحتية الحيوية إلى نوع خاص وصامت من الإبادة الجماعية؛ إبادة تدريجية عبر الجوع تُعتبر وفق المادة 3 من اتفاقية جنيف لعام 1948 جريمة ضد الإنسانية واضحة.
الإحصائيات في يوليو 2025 أكثر صدمة من أي وقت مضى. وفق تقرير رسمي صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (UNOCHA)، قُتل أكثر من 59,000 شخص من سكان غزة بينهم أكثر من 17,000 طفل و9,000 امرأة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 25,000 شخص خطر المجاعة المطلقة ويواجه أكثر من 9,000 امرأة وطفل سوء تغذية حاد. وقد قدم هذه الأرقام مؤسسات عالمية رسمية مثل منظمة الصحة العالم