القاعدة في القوقاز تواجه أزمة توتر موسكو وباكو إلى أين يتجه
وكالة مهر للأنباء، فريق الدولي: في السنوات الأخيرة، عاد جنوب القوقاز ليصبح مسرحاً للمنافسات الجيوسياسية؛ منطقة لطالما كانت ملتقى لمصالح القوى الكبرى وتسودها صراعات تاريخية ونزاعات عرقية تهيئ الأرض لاندلاع توترات جديدة.
وسط ذلك، شهدت العلاقات بين جمهورية أذربيجان وروسيا التي كانت تُعتبر سابقاً «شريك استراتيجي»، تصعيداً غير مسبوق وتحولت إلى حالة مواجهة واضحة.من خلافات دبلوماسية إلى نزاعات إعلامية؛ ومن حوادث عسكرية إلى ردود أمنية انتقامية، كل هذه الأحداث تكشف عن فجوة عميقة ومتسعة في علاقات البلدين.
الجذور التاريخية والبنيوية للخلافات بين روسيا وبوكو
ترتكز العلاقات بين روسيا وجمهورية أذربيجان على تاريخ معقد في القوقاز؛ حيث ضمت الإمبراطورية الروسية في أوائل القرن التاسع عشر الأراضي الشمالية لإيران بعد حروب گلستان وترکمانچاي وسيطرت مباشرة على أذربيجان الحالية. شكّل هذا الضم بداية لتوترات عسكرية وسياسية وثقافية في المنطقة. وخلال الحقبة السوفييتية، أصبحت أذربيجان كجمهورية اشتراكية واحدة من النقاط الأساسية لتزويد موسكو بالنفط والطاقة. بعض الاستياء الذي تراكم آنذاك تحوّل لاحقًا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى حركات استقلال وقومية.
في سنوات الاستقلال الأولى، زادت الحرب الأولى لناغورنو كاراباخ بين باكو ويريفان من تعقيد العلاقات مع موسكو؛ إذ دعمت روسيا تسليحياً ولوجستياً أرمينيا مما أدى عملياً إلى الإضرار بأذربيجان وتعزيز حالة عدم ثقة متأصلة لباکو تجاه الدور الروسي في القوقاز.
كما عمّقت تطورات ما بعد الحرب الثانية لناغورنو كاراباخ عام 2020 هذا الانشقاق التاريخي. بالرغم من ظهور روسيا كوسيط سلام وإرسالها قوات حفظ سلام إلى ناغورنو كاراباخ، إلا أن نظر بوکو تشير الى سلطة روسيه المترددة ازاء الحصار وعدم القدرة على منع السيطرة الكاملة لأذربيجان على المنطقة عام 2023 كمؤشر لانخفاض مصداقيتها وكفاءتها لدى قادة باكو. وأدى هذا الوضع لتعزيز رغبة جمهوریا اذربیجان بتخفيف اعتمادها الاستراتيجي على روسيا والسعي لشركاء جدد مثل تركيا والكيان الصهیوني.
وبجانب ذلك وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي تعتقد السلطات الباكوية أن روسيا تعامل المليونيات من المهاجرين الأذر شعبيا كأداة ضمن سياساتها للنفوذ الثقافي والاقتصادي.وقد أدت المواجهات الأمنية الأخيرة والاعتقالات الواسعة للمواطنين الأذر أبناء البلاد داخل الأراضي الروسية الى اعتبار بایکو المسألة ليست فقط موضوعا قنصليا بل تعديًا لـ«الحقوق الوطنية» أيضاً.
بشكل عام فإن التوتر الدبلوماسي الحالي الذي نشهده بين موسكو وباكو ليس نتيجة لحوادث طارئة مثل سقوط الطائرة أو اعتقال المواطنين فقط ؛ بل له جذوره الممتدة لعقود من عدم الثقة المتبادلة وسياسات موسكو حول حرب قره باغ وتراجع نفوذها الاستراتيجي تدريجياً وظهور هوية مستقلة ومُوالِة للغرب داخل جمهورية اذربیغان . هذه الفجوة تبدو بعيدة عن الحل السريع مستقبلاً.
فصل جديد من التوتر – بدءًا بكارثة جوية وخوض صراع جيوسياسي
شهدت العلاقة الروسية-الأذرخانية خلال الأشهر الأخيرة تصعيدا جديدا وعميقا للتوترات الظاهرة التي تجاوزت الخلافات الدبلوماسية التقليدية لتشمل الجوانب الأمنية والإعلامیة والجیو سیاسیة مخلفة غموضا كبيرا حول مستقبل التعاون المشترك بین الطرفین .
نقطة البداية لهذه الأزمة كان سقوط الطائرة المدنية « إمبرائر span> 190 » التابعة لخطوط آزال الجوية ؛ الحادث وقع بتاريخ 25 ديسمبر الماضي قرب مدينة أكتاو Kazakhstan وتسبب بمقتل 38 شخصًا بينهم 7 مواطنين روس, وكانت الطائرة تقل 67 راكبًا بمسار باكو-غروزني معظمهم مواطنون اذريون .
تعتبر جمهورية آزربایغان أن منظومة الدفاع الجوي الروسي شاركت لا إراديًا بسقوط الطائرة وهو الأمر الذي لم تقرّه موسکو رسميا حتى الآن, وكان الحادث بوصفه بـ«لا مبالية واضحة لموسكا بحياة المواطنين الآذر» مصدر نار الغضب وسوء الثقة التاريخي وأدخل العلاقات الثنائية بمرحلة أزمة جديدة .
عقب هذا الحدث ، أثارت وفاة مشتبهة لمواطنيْن آزریَّین اثنیْن أثناء احتجازهما بالسجون الروسية تكتم وثائق تعكس تعرضهما للتعذيب مزيدا التوتّر والتوتّر الأمنی والدبلوماسی حيث استدعت باکو سفیر روسیا ، ثم فرضّت علیھا اغلاق مكاتب اعلام شهیر ة کـ سبــوتـ ــنيك كما ارتفع عدد الاعتقالات المنتقلة لأفراد روس ردا عليها فيما تجنب الكرملين رد فعل صارم مع الحفاظ علی غرفة التواصل الدبلومسی یلک انکری مكثف لخدمة اوزیلت قيادية وأساسيات الضغط الناعم الشديد واستخدم قناة دیپلوماتیة لإدارة تلك الأزمة بما فيها تبادل التأكيد علي المحافل الاخیری خاصة عبر التجارة والهجرة الإعلامیة والخدمات الثقافیة الهادفة
<div مساھمة2 id ="المقرر النھائي اطلع تسجيل روزكرر