قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام

ذريعة للتوسع الاستعماري احتلال الأراضي الفلسطينية

أخطر ثنائي بشأن القضية الفلسطينية هو التنافس الغربي على الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الذي تتخذ فيه إسرائيل إجراءات انتقامية‌ لضم أجزاء⁣ من غزة والضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة.

وكالة مهر للأنباء، ​القسم الدولي: أدى الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس، بالإضافة إلى إطلاق حملات‌ اعتراف دولية بدولة فلسطين، ⁢إلى وضع قوى اليمين في‌ حكومة نتنياهو في موقف هجومي، حيث يطالبون ‍خلافاً لقرارات مجلس الأمن بضم كامل الضفة الغربية وأجزاء من قطاع غزة!

تهديد ‍جيش الاحتلال الإسرائيلي بضم أجزاء من​ غزة في حال رفض حماس قبول وقف إطلاق النار المفروض وتصويت الكنيست بشكل رمزي على قانون توسيع نطاق سيادة ​إسرائيل على “يهودية وشمالي سامرة”، يعكس وجود إرادة جدية لدى الصهیونیست ‌لاستغلال الظروف الإقليمية وسكون ​المجتمع ‌الدولي. بناءً عليه سنحاول في هذا ⁢التقرير تسليط الضوء على جهود المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين وفي نفس⁢ الوقت ردود الفعل⁤ الانتقامية للاحتلال الإسرائيلي لضم ‌الضفة الغربية وغزة.

اجتماع نيويورك ورؤية التعددية

انعقد اجتماع نيويورك‌ بتاريخ 30 يوليو 2025 بحضور ⁣مجموعة من الدول الداعمة لفكرة دولتين داخل الولايات المتحدة الأمريكية. تُعتبر​ القضية الفلسطينية أحد ​أهم المحاولات الدبلوماسية ‌الأخيرة لتسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المزمن. شهد الاجتماع مشاركة وزراء خارجية دول مؤثرة مثل المملكة العربية السعودية وفرنسا‍ والمملكة المتحدة بهدف دفع حل الدولتين ​وإنهاء النزاعات ⁢المستمرة في قطاع غزة وخلق ​آليات لنقل السلطة وإدارة هذه المنطقة.

تضمنت​ الأهداف الرئيسية تعزيز حل الدولتين والتأكيد على قيام دولتين مستقلتين هما دولة فلسطين والدولة ‍الصهیونیستیة وفق الحدود قبل حرب عام 1967 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة القرارين 242 و338 اللذين يؤكدان خروج إسرائيل من الأراضي المحتلة. الهدف الثاني كان تحقيق وقف إطلاق نار دائم ‌بغزة ومحاولة إنهاء المواجهات ​العسكرية وتبادل الأسرى وتأمين سلامة المدنيين.

من الأهداف المهمة الأخرى إنشاء‍ آلية لنقل السلطة⁣ داخل غزة، حيث تم اقتراح تشكيل لجنة دولية للإشراف على انتقال السلطة من حركة حماس إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وإقامة هياكل أمنية وإدارية ‍لإدارة القطاع ضمن إطار ⁤”النظام الدولي المبني ⁤على القوانين” ونهج التعددية الذي يؤكد شرعية القرارات الدولية واحترام الحدود المعترف بها وتسخير التعاون بين الحكومات لحل النزاعات.

تصاعد فكرة “إسرائيل الكبرى” من الهامش إلى المشهد

بعد أن اعترفت إدارة ترامب بسيادة إسرائيل الزائفة ‌على ‌هضبة الجولان السورية كجزء من أراضيها المحتلة، رأى العديد من الخبراء‍ أن ذلك كان اختباراً لسلوك حكومات المنطقة والمجتمع الدولي بهدف تهيئة​ الأرض‍ أمام المشروع الرئيسي وهو ضم الضفة⁤ الغربية وغزة‍ دون معوقات كبيرة لتل أبيب. منذ عام 2005 وحتى اليوم، سعت ‍القوات الأرثوذكسية المتشددة لإعادة إحياء المستوطنات​ اليهودیة داخل قطاع غزة إلا أن مقاومة الفصائل المحلية حالت دون ذلك.

اليوم وبعد تدمير أكثر من 80% من المنازل السكنیة بغزة يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي مدعوماً‌ أميركياً​ يرمي لتطبيق خطة تهجير قسري لسكان القطاع ‍ثم احتلال كامل ​أو أجزاء منه. تشير مصادر عبرانية أنه إذا لم ⁢تقم تل أبيب‌ بضم⁣ شامل لغزة ⁣فمن المتوقع انتقال السكان الفلسطينيين جنوب القطاع ليصبحوا أسرى بمعسكر أشبه بمخيم⁢ العمال القسري تمكنهم ظروفه الأولى للبقاء والنضال. عقب‌ إعلان فشل مفاوضات وقف النار رسمياً بواسطة ستيف ويتكوف يبدو⁢ أن​ الاحتلال حصل على ذريعة⁢ قوية لضغط أكبر ‌ضد​ حماس بالاعتماد على خيارَي “الاستسلام أو توسيع الاستيطان”.

أما⁢ الوضع في الضفة الغربية فلا يختلف كثيراً؛ ​فقد طالب بتسيل سموتريتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية” ⁢بإضافة إدارة الشؤون الأمنية للجيش بعد ‌وزارة ‍المالية وهذا ما أسفر عن سماع همسات حول تغيّر الوضع السيادي لمنطقة الضفة الغربية.اعتبر هذا المتطرف مع بن غفير المنطقة مسرح‌ نشاط المقاومة وأسس بموافقة قادة ‍الجيش والقيادة الأمنية كوريا الشرقية (لواء ⁤شرقي). منذ بداية معركة طوفان الاقصى وحتى اليوم نفذ ‍الاحتلال الإسرائیلي ⁣عمليات عسكرية متعددة تحت مبرر مواجهة تهديد إيران استهدفت مناطق كجنین ‍وأسفرت ⁤عن استشهاد أعداد كبيرة ⁢ومداهمات واعتقالات للفلسطينيين هناك. عاد اليمين الإسرائيلي ليستغل تولي ترامب⁤ مجدداً مركز ⁤القوة فرصة تحقيق ⁤حلم قديم وهو ضم الضفة بالكامل للأراضي المحتلة.

يمكن اعتبار قرار ‌الكنيست الأخير باعتراف سيطرة الاحتلال الاسرائيلي برمزيتها خطوة مهمة لكنها ⁣ذات أثر فعال ⁣ضمن هذا المسار؛ حيث ⁣هددت ألمانيا بأنها‍ ستكون ⁣جزءًا من حملة الاعتراف بدولة فلسطين متحالقةً مع باريس ولندن ⁤إذا ما مضت اسرائيل ⁣قدماً⁢ بخطة الضم مما يكشف ‌خطورة الإرادة الصهیونیستیة لتغيير الجغرافيا السياسية لفلسطین‌ المحتلة.

الخلاصة

في ظل الظروف الراهنة أخطر ثنائي يمكن تصوره حول القضية الفلسطينية هو تنافس الغرب للاعتراف بدولة فلسطينية بينما تقوم اسرائيل برد ⁢انتقامي واسع النطاق عبر ضم أجزاء كبيرة بالضفه وغزه . وفي هذه اللعبة التي تغذي ⁣تضليل الجمهور العالمي المستغرق بالإحتفاء باعتراف ورقي وقح لدوله فلسطینیه توسط فرنسا وبریطانیا وكندا واسبانیا وغيرهم ، يقف النظام الاسرائيلي متحدياً الإرادۀ الغامضة للحكومات الغربيه ، متنقلاً نحو تطوير العدوان الإستيطاني ضد الفلسطينيین ودفع أجندته​ الاستعماریة قدمًا نحو مزيدٍ مـن احتلال أرض المشرق⁣ . ⁤

مصادر الخبر: © وكالة⁤ ويبانقاه للأنباء, وكالة مهر للأنباء,
قناة وكالة ويبنقاه على تلغرام
زر الذهاب إلى الأعلى