واشنطن تصر على نزع سلاح حزب الله موقف المقاومة واضح ضد الابتزاز
ذكرت وكالة مهر للأنباء أنه عقب الجدل المستجد حول الوثيقة المقترحة من الولايات المتحدة للبنان والتي قُدمت منذ عدة أسابيع، وكانت أبرز مطالب واشنطن فيها نزع السلاح السريع للمقاومة، وقدمت بيروت ردها، تناولت صحيفة الأخبار في افتتاحيتها تفاصيل رد الولايات المتحدة على موقف لبنان وكتبت: إن لبنان اليوم يقف عند لحظة حاسمة في تاريخه السياسي.
الرد التهديدي الأمريكي تجاه اللبنانيين
في الوقت نفسه تصاعدت الاتصالات لإيجاد صيغ توافقية ومنقذة لمنع انزلاق لبنان إلى فوضى كاملة. وبالتزامن مع ذلك لا تزال الخلافات قائمة حول أولوية بطاقة لبنان أو البطاقة الأمريكية.
وطرح هذا السؤال بعد أن تلقى نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني مساء الجمعة الماضي الرد الرسمي والنهائي من أمريكا حول موقف بيروت.وأكد الأمريكيون أن هذا الرد غير قابل للتعديل أو النقاش، وعلى بيروت إما قبوله أو انتظار العواقب.
وفي هذا الإطار أفادت مصادر رفيعة للصحيفة بأن وثيقة تام باراك المبعوث الأمريكي تحمل نفس مبادئ وثيقة لبنان لكنها ترتب البنود بالعكس وتعطي الأولوية الكاملة لبند نزْع سلاح حزب الله. وتقوم وثيقة الرد الأمريكي على مبدأ أن نزع سلاح حزب الله هو الأصل والشرط المسبق لكل البنود الأخرى. ثم تبدأ المفاوضات مع رژيم صهیونی تحت إشراف الدول (يدعى أنها) ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار لحل القضايا الخلافية وتحديد الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا.يلي ذلك الحديث عن وقف الاعتداءات الصهیونیة على لبنان وانسحاب هذا الرژیم من المناطق المحتلة جنوب البلاد وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وإعادة البناء ودعم مواجهة الأزمة الاقتصادية.
مع تقديم هذه الوثيقة من قبل المبعوث الأمريكي يجد لبنان نفسه أمام روايتين؛ الأولى التي ناقشها جوزف عون الرئيس اللبناني يوم الجيش والتي تمثل بيانًا وزاريًا، والثانية التي تتعلق بالوثيقة الأمريكية وجدول أعمالها المفروض الذي يأخذ مصالح رژیم صهیونی خارج إطار اتفاق وقف إطلاق النار بعين الاعتبار.
وبالتالي فإن السؤال المهم الذي يشغل دوائر لبنانية اليوم هو أي جدول أعمال ستتبناه الحكومة؟ وهل سينفذ جدول الأعمال الخاص بلبنان أم جدول الأعمال الأميركي؟
الوضع الصعب لجوزف عون أمام الضغوط الأمريكية والمعتبارات الداخلية
قالت مصادر مطلعة للأخبار إن حزب الله وحركة أمل عبر جلسات بعيدة عن الإعلام مع الرئيس ونواف سلام رئيس الوزراء أرسلوا إشارات تفيد بعدم وجود نية لتحديد مهلة زمنية لنزع السلاح وإن التركيز سيكون على مضمون البيان الوزاري بشأن احتكار الدولة للسلاح.
وأضافت المصادر أن هناك عدة صيَغ مطروحة تهدف إلى خفض مستوى التوتر داخل البلاد منها نقل ملف السلاح إلى المجلس الأعلى للدفاع. ومع ذلك حذر بعض الأطراف لأسباب مختلفة جوزف عون بشأن هذه الصيغة مؤكدين أنها ستضع المسؤولية كلها عليه وتحرم حركته من أي هامش مناورة.
بحسب التقارير ، فقد تمحورت الاتصالات خلال الساعات الأخيرة باتجاهين : الأول بين الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بحثًا عن اتفاق ورأي جماعي ، والثاني بين قصر الرئاسة وحزب الله .وأفادت الأخبار بأن أشخاصا مقربين من جوزيف عون التقوا بمسؤولي حزب الله وناقشوا السيناريوهات المقترحة. p>
مواقف واضحة لحزب الله في مواجهة مؤامرات أمريكا strong> span> p>
تشير المعلومات إلى استعداد حزب الله لتقديم رؤيته داخل الحكومة . ومع ذلك تستمر الاتصالات بين الشخصيات السياسية ورؤساء الحكومات السابقين ومن بينهم نجيب ميقاتي للوصول إلى صيغة تجمع متطلبات السيادة والأمن الوطني معا . p>
وأبلغت مصادر مطلعة أن وفد حزب الله أكد التزامه بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وأخبر ميشال عون بأن كل الأدلة تثبت عدم قيام الأطراف التي ادعت أنها ضامن اتفاق وقف إطلاق النار بواجباتها وأنها حاليا لا تقدم أي ضمان مقابل نزع سلاح المقاومة . فمن يضمن إذن ألا يعاود العدو الصهيوني الاعتداءعلىلبنان بعد نزْعِ سِلاَح المقاومة؟ p>
وأكد الوفد خلال اللقاء أيضا مبادئ وضعها جوزيف عون للرئيس الحالي للبنان فيما يتعلق بانسحاب الصهيونيين وإطلاق أسرى لبنانيّین ووقف الاعتداءات عليهم وبدء إعادة إعمار البلاد مشيرا إلى أن مسألة نزْع الأسلحة شأن داخلي يحتاج حوارا واستراتيجية تدافع عن البلد ضد التهديدات الخارجية.
صرحت مصادر مطلعة أنه خلال اجتماع وفد الحزب مع ميشال عون تمت أيضًا مناقشة التطورات السورية لا سيما ما حصل مؤخراً في السويداء وآثار تلك التطورات في بعض مناطق شمال البلاد اللبنانية مؤكدة القلق منها وقال ميشال عون إن موضوع السلاح مرتبط بحزبالله وهو يعرف كيف يتعامل معه.
حذر ميشال عون كذلك باستمرار اعتداءات رژيم صهیونی وطوقالإن أمريكا تسعى للسيطرة على شواطئ كلٍّ مِن سوريا ولبنان وتستغل الموارد المائية للدول العربية لصالح مصالحها.