محامو إيطاليا يدعمون ألبانيز في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني الممنهج
محامون إيطاليون يدعون إلى دعم المُقررة الخاصة للأمم المتحدة والتي تُعد من أبرز بالنقاد لنظام صهیون والتي تعرضت مؤخرًا لهجوم من حزب الإخوة الإيطالي الحاكم
وفقًا لوكالة مهر للأنباء، أطلق ناشطون قانونيون إيطاليون ضمن حملة “التضامن مع فرانشيسكا ألبانيز”، المقررة الخاصة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بيانًا في بعض وسائل الإعلام اليسارية الإيطالية. ويهدف البيان إلى مواجهة الهجمة المنظمة ضد ألبانيز التي تعتبر اليوم أشهر وجه ناقد للإبادة الجماعية والصهیونية في إيطاليا.
وجاء في البيان:
“قرأنا بغضب عميق ومتزايد السؤال البرلماني الذي وجَّه قبل أيام بعض أعضاء حزب الإخوة الإيطالي ضد المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بوضع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز.
نرغب أولاً وقبل كل شيء أن نعلن بأن تهمة معاداة السامية الموجهة إلى مواطنتنا هذه لا أساس لها على الإطلاق، بل هي افتراء شديد الخطورة. وقد طُرحت فقط لأنها أدّت مهمتها بإنصاف وصدق وانتقدت بطبيعة الحال إسرائيل على جرائمها التي ثبتها أو تخضع للدراسة من قِبل مختلف الجهات القضائية الوطنية والدولية. مثل هذه الاتهامات غير مقبولة إطلاقًا حين يؤكّد كبار الشخصيات اليهودية العالمية سواء داخل إسرائيل أو خارجها التهم الموجهة لحكومة نتنياهو بما فيها الإبادة الجماعية.
الأمر الأكثر صدمة هو أن اتهامات معاداة السامية تجاه فرانشيسكا ألبانيز قد أُثيرت داخل منصة رسمية من قِبل أعضاء حزبيين هم ورثة ولاحقو الفاشية التاريخية في إيطاليا - ولكن ضمن سياق جديد تمامًا – فاشية كانت مسؤولة عن القمع والنفي ومقتل عشرات الآلاف من المواطنين الإيطاليين من أصل يهودي.
اتهام ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي المحتلة، بمعاداة السامية بسبب تقاريرها حول جرائم الحكومة الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني في غزة ليس تحريفًا خطيرًا فحسب، بل عملٌ غير أخلاقي أمام أكبر مجازر جماعية أبرياء منذ الحرب العالمية الثانية-جريمة وصفها بخبرة واستقلالية لا جدال فيها عددٌ من الشخصيات البارزة أفضلهم إسرائيليون مثل ديفيد غروسمان وعمر بارتوف بأنها إبادة جماعية.
اتهام الذين يدينون ويرفضون تلك الجرائم بمعاداة السامية هو محاولة لتحويل دولة إسرائيل إلى كيان قانوني ومحايد يُسكت جميع الانتقادات والإجراءات القانونية على المستويات الدولية والوطنية. نحن نعتبر هذه الاتهامات - كما الادعاءات بالتعاطف مع حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى المفترض وجودها والغير مبررة بالمطلق - هجومًا متعمدًا للإضرار بمكانة وسمعة محامية تعمل ضمن مهمة حساسة وهامة بمنظمة الأمم المتحدة وهي التي بحكم ذلك عرضت نفسها لعقوبات شخصية فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ مما يؤدي لتلويث صورة الأمم المتحدة وإضعاف مصداقيتها.
تعكس هذا التصرف أيضًا تناقضاً مع نظامنا القانوني والمبدأ القانوني المنصوص عليه بالمادة 604-20 من قانون العقوبات الإيطالي والتي تعرّف التقليل الجدي للإبادة والجرائم ضد الإنسانية – كما ورد بالمواد 6 و7 و8 لنظام المحكمة الجنائية الدولية ــ كجريمة يعاقَب عليها القانون. إن جدّية هذا التصرف ــ الذي وللأسف واسع الانتشار ويتجاوز كل نقد مشروع ومنصف ــ يستوجب إدانه حاسمة وتوافق كامل بين كل القوى الديمقراطية وكل الذين ما يزال لهم ثقة بدور المؤسسات الدولية.وبثقة بأن المحامين والجمعيات القانونية الإيطالية ستنضم إلينا بإدانة مثل هذا التصرف ندعو الحكومة والبرلمان والرئاسة لرصد ومحاسبة أولئك الذين ينتهكون القوانين الدولية والحرّيات التعبيرية والفكر تحت ذرائع كهذه وحماية ممثلي الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية الذين يتعرضون لهجمات غير مقبولة وغير مبررة وكذلك حماية العاملين باسم مبادئ مشتركة للحضارة القانونية ودعم حقوق الإنسان لإدانة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بواسطة الحكومات.”
وتُعرف فرانشيسكا ألبانيز بأنها إحدى أشد المنتقدين لحكومة نتنياهو وقد طالما انتقدت جرائم النظام الصهيوني بحق الفلسطينيين وقارنت نتنياهو بـ “أدولف هتلر”. وفي رسالة نشرت أمس عبر منصة “إكس”، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن فرض الولايات المتحدة عقوبات على فرانشيسكا ألبانيز لمبادراتها التي تهدف إلى دفع المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ إجراءات بحق المسؤولين والشركات والإداريين التنفيذيين الأمريكيين والإسرائيليين.”
