خمسة دول إسلامية شريكة اقتصادياً في قتل شعب غزة
وكالة مهر للأنباء، فريق الأخبار الدولية: استمرار الإبادة الجماعية للشعب البريء في غزة، والعمليات العسكرية المستهترة ضد قوات المقاومة في اليمن ولبنان وسوريا، وبدء العدوان المباشر على الأراضي الإيرانية، خلق وضعاً كشف ربما أكثر من أي وقت مضى منذ 1948 عن الطبيعة القاسية المتعجرفة والهيمنة للنظام الصهیوني. ومع ذلك، تواصل بعض الحكومات المسلمة، وهم يعتقدون إمكانية بناء تبعية متبادلة وتحديد مصالح مشتركة مع هذه العصابة المجرمة، تجارتها الواسعة مع الكيان المغتصب. وإذا وضعنا الدول المسلمة المتعاملة مع إسرائيل في جدول واحد فإن تركيا والإمارات العربية المتحدة ومصر وجمهورية أذربيجان وماليزيا تتصدر القائمة.
وفق إحصائيات مرجعية اقتصادية لـ«مرصد التركيبة الاقتصادية» (OEC) في عام 2023 كانت تركيا تحتل المرتبة الأولى بحجم تجارة بلغ 6.6 مليار دولار بين الحكومات الإسلامية وإسرائيل منها 5.3 مليار دولار صادرات أنقرة و1.3 مليار دولار واردات من الأراضي المحتلة.هذا الرقم الضخم شهد انخفاضاً نسبياً خلال العام التالي رغم الخطابات السياسية العريضة التي أدلى بها أردوغان ومسؤولو حكومته حول تعليق كامل للتجارة مع إسرائيل.وبحسب بيانات Trading Economics لعام 2024 استمرت التجارة بين تركيا والنظام الصهیوني تتجاوز 2.6 مليار دولار على الأقل عبر دول ثالثة أو بإدراج فلسطين كوجهة للتجارة.ورغم ذلك لا تزال تركيا بفارق كبير تتصدر قائمة التجارة مع الكيان الصهیوني.
وفي المرتبة التالية تأتي الإمارات العربية المتحدة التي وفقاً لإحصائيات OEC لعام 2023 بلغت قيمة تجارتها مع الكيان أكثر من 1.97 مليار دولار حيث بلغت صادرات الإمارات نحو مليار وأربعمئة مليون دولار والواردات منها حوالي 575 مليون دولار أمريكي. وفي العام التالي وبالتزامن مع بدء الإبادة الدموية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة شهدت تجارة الإمارات زيادة بنسبة %11 وتوسعت! ويجدر بالذكر أن الإمارات تلعب دورًا أساسياً ضمن مخطط الولايات المتحدة لإدارة مستقبل غزة.
مصر جاءت ثالثة ضمن هذا الجدول إذ حددت إحصائيات OEC لعام 2023 أن حجم تجارتها مع إسرائيل تجاوز المليار وتسعمئة مليون دولار حيث شكلت صادرات الاحتلال لمصر حوالي مليار وسبعمئة مليون دولار فيما لم تتعدَ صادرات مصر للكيان ال200 مليون دولار فقط؛ ليشهد عام لاحق ارتفاع تصدير مصر إلى إسرائيل بأكثر من الضعف!
في المركز الرابع تبرز جمهورية أذربيجان. باكو التي تُعتبر أحد أهم الحلفاء الاقتصاديين والعسكريين لتل أبيب تجاريةً تجاوزت قيمتها المليار وخمسمئة وخمسين مليون دولار عام 2023 حسب بيانات OEC منها حوالي مليار وأربعمئة مليون تصدير لأذربيجان مقابل مائة وخمسين مليونا تصدير إسرائيلي للدولة الأذرية؛ ومع وجود العلاقات الأمنية والعسكرية الوثيقة بينهما يُحتمل بأن الأرقام الحقيقية متجاوزة لهذه البيانات كون إسرائيل المورد الرئيسي للأسلحة لأذربيجان وباكو المزود الرئيس للنفط لنظام الاحتلال الذي يُكرّره داخل مصافي النفط الخاصة به ليحولّه إلى وقود للطائرات المقاتلة مما يمكّنه من قصف الأبرياء في غزة ولبنان واليمن وإيران؛ فالنفط الخام يمثل أكثر من %98 نسبة هائلة ضمن رقم تصدير باكو البالغ مليارا وأربعمئة مليون للدولة الإسرائيلية وهو شريان حيوي لاستمرار العمليات العسكرية للنظام تجاه الشعوب المسلمة وللتزود بالطاقة داخل الأراضي المحتلة.
أما الحالة الأكثر إثارة للاهتمام فهي المرتبة الخامسة على القائمة وهي ماليزيا. الدولة التي خلافًا للدول الأربع المذكورة لا تعترف بالنظام الكيان ولا تسمح قانونيًا بتطبيع العلاقات معه شاركت بتجارة قدرها نحو 377 مليون دولار عام 2023 رغم أنها نسبة أقل مقارنة بالدول الأربعة السابقة لكن بالنظر لموقف ماليزيا الرسمي تجاه عدم الاعتراف بإسرائيل فإن هذه النسبة التجارية مثيرة للتأمل أيضًا؛ فمن إجمالي هذا الرقم بلغت قيمة صادرات ماليزيا إلى إسرائيل حوالي352 million ومقابل ما يعادل25 million فقط كانت صادرتها لهذا النظام الصہیوني وفي العام التالي سجل الحجم التجاري زيادة كبيرة تمثل بارتفاعه إلى458 million دلار أمريکي بالإضافة لذلك .
هذه القائمة لا تنتهي عند هذه الدول الخمس فحسب إنما تستمر بما تشمل غيرها ممن تقيم حكوماتهم علاقات تجارية واقتصادية وعسكرية مكثفة جداً ومدمرة معيشتهم الوطنية ، لكن تبوؤ تلك الدول الخمسة رأس القائمة هو وصمة عار وخزي ينبغي أن يشكل ذلك موت الشرف لهم . التصاعد الملحوظ بالعلاقات التجارية والتبادل التجاري بين كثيرٍ منهم وبين كيـان صهيون أثناء ذروة الجرائم بحق أطفال غـزة الأبرياء واستمرار توفير الوقود لطائرات القصف الجوي قاتلة البشـر العزل هو فضيحة أكبر لشعوب حضروا حكومات دولهم منشغله بهذه التجارة الدامية والمربحة وقد ساعدتهم صدور أصواتهم بذلك باستخدام السكوت تشجيعا للاستمرار.