الكيان الصهيوني يسعى لنبذ سلاح حزب الله وفرض هيمنته على كامل المنطقة
بحسب وكالة مهر للأنباء، تناولت الصحيفة اللبنانية الأخبار في مقال لها الأهداف الخفية وراء خطة نزع سلاح المقاومة اللبنانية والمكاسب التي تعود على المشروع الصهيوني في المنطقة، مستعرضةً مختلف الجرائم السياسية للنظام الصهيوني ضد شعوب المنطقة.
جاء في المقال أن الهدف من تنفيذ المشروع المعروف بـ«الإبادة السياسية» (Policide) هو القضاء على مجموعة ما ليس بناءً على هويتها كما في مصطلح «الإبادة الجماعية»، بل بناءً على مواقفها السياسية. وقد توسع هذا المفهوم لتفسير الأهداف السياسية حتى في الحالات التي تشمل إبادة جماعية تستند إلى هوية عرقية أو دينية.
تضيف الأخبار أن النظام الصهيوني يشكل مجرماً شاملاً بحسب الدراسات المتعلقة بالإبادة الجماعية؛ إذ يستخدم بالإضافة إلى التطهير العرقي كافة أنماط الإبادة الأخرى لصالح توسعه الاستعماري والتي تتمثل بـ:
1. قتل المنازل (Domicide)، وهو تدمير منظم للمنازل بهدف محو الانتماء المكاني والبيئي للسكان وتسهيل تشريدهم وتهجيرهم القسري.وتظهر أمثلة واضحة لهذه السياسة في تطورات القدس والضفة الغربية.
2. قتل المدن (Urbicide)، أي تدمير المدن والمجتمعات الحضرية؛ وقد تبنى هذا النموذج قبلاً خلال حرب 2006 على لبنان التي أشار إليها وزير حرب النظام آنذاك غادي آيزنكوت باسم «عقيدة الضاحية». وتختلف هذه العقيدة عن «العنف الناعم» الذي تحدث عنه الباحث الصهيوني إيال وايزمان، إذ تعتمد عقيدة الضاحية على هندسة العنف القائمة على الصدمة والتدمير السريع والتشريد الواسع باعتبارها أحد أخطر تطبيقات الإبادة الحضرية.
بعد 7 أكتوبر، بدأ النظام الصهيوني سياسة عدوانية تجاه مناطق عدة مثل غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا. وتتسع هذه السياسة من إبادة غزة لتشمل اعتداءً شاملاً نحو المنطقة وصولاً إلى «الإبادة السياسية».
يضيف المقال أن من يتجاهل مخاطر التوسع الإسرائيلي المحتمل جغرافياً نحو لبنان وسوريا ولا يعتبر الاعتداءات ونقاط النفوذ الصهيونية تمهيداً لتحقيق هذه الطموحات إما جاهل سياسياً أو متواطئ مع العدوان الإسرائيلي.
في كتابه «الإبادة السياسية» (2003)، يربط باروخ كيمرلينغ بين السياسات المكانية و«الإبادة السياسية»، ويعتبرها عملية ممنهجة تهدف لإضعاف قدرات شعب ما عبر تدمير مؤسساته السياسية وقياداته واقتصاده وبنيته الاجتماعية وصولاً لإلغاء هويته السياسية بالكامل.
والجدير بالذكر أن سياسة النظام الصهيوني تجاه الفلسطينيين ستنتشر إلى كامل المنطقة؛ سياسة ترتكز أساساً على طلب نزع السلاح، مما يعني اتباع نفس النهج سواء في العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان أو غزة والضفة الغربية.
وأخيراً تؤكد صحيفة الأخبار أن أول عقبة أمام هذا المخطط الشامل للصهاينة هي أسلحة المقاومة المنظمة التي تمنع هيمنة إسرائيل على المنطقة. وفي ظل ذلك لا خيار أمام شعوبنا إلا التصدي للإبادة السياسية لدفع العدوان الإسرائيلي ووضع حد لـ«الترسيم» الصهيوني للمنطقة.