اجتماع بوتين وترمب في ألاسكا تاريخي بلا نتائج
وكالة مهر للأنباء، القسم الدولي: تناول الموقع الإيطالي «أنتي ديبلوماطيكو» في مقال كتبه «جوزيبي ماسالا» أبعاد اجتماع ألاسكا بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا. ذكر الكاتب في مقاله: «القادة الروس والأمريكيون الذين شهدناهم في أنكوريج بألاسكا ربما كانوا ضمن أكثر الاجتماعات إثارة وأهمية خلال نصف القرن الماضي. كما نعلم (وهو أمر صحيح بشكل أكبر في عالم الدبلوماسية)، فإن الرموز واللغة والحياة الخاصة لها رسائل تتجاوز نوايا من أصدر تعليمات استخدامها. وكان هذا الاجتماع كذلك».
تفاصيل مقال ماسالا كالآتي؛
مرافقة طائرة الرئاسة الروسية بواسطة طائرة F-35، والسجاد الأحمر الممدود تحت قدم بوتين على الإسفلت، ومنصة الاستقبال الأولية، وقبل كل شيء الرئيس الأمريكي المنتظر ورود ضيفه المحاط بحرس شرف من كبار ضباط الجيش النجميين الأقوياء، رسالة واضحة وصريحة إلى العالم كله: روسيا لم تعد مكروهة على الساحة الدولية، ولا هي كما صرح أوباما قبل سنوات قوة إقليمية فحسب، بل عادت لتكون قوة عالمية يجب أخذها بعين الاعتبار؛ رسالة تحمل تداعيات عظيمة وعواقب واسعة النطاق.
كما بعث الروس برسائل رمزية أيضاً. فقط تأملوا سيرغي لافروف المؤرخ الليبرالي الذي حضر إلى أنكوريج مرتديًا سترة عليها نقش “СССР” بالخط السيريلية. الرسالة هنا واضحة وجلية: الروس يؤمنون بأنهم أصبحوا معترفاً بهم كقوة عالمية على أرض المعركة الأوكرانية بعد أن فقدوها بانهيار الاتحاد السوفيتي.
الوفود والبرنامج
كان البرنامج المعلن مبدئياً يتضمن المرحلة الأولى التي يجتمع فيها الزعيمان بحضور مترجمين فقط ثم تليها جلسة ثنائية بين الوفدين بقيادة جنرالات منهم ستة أشخاص لكل طرف وختامها كان إفطار عمل. لكن خلال الساعات التي سبقت الاجتماع أعلن الجانب الأمريكي تغييراً كبيراً بالإطار المتبع إذ لم يعد هناك لقاء وجهًا لوجه بين القائدين بل اجتماع بمشاركة عضوين إضافيين من كل وفد. وعن الجانب الأمريكي شارك ستيفن ويتكوف وماركو روبيو وزير الخارجية بينما شارك عن الجانب الروسي سيرغي لافروف وزير الخارجية ويوري أوشاكوف مستشار بوتين للشؤون الخارجية.
ملف أوكرانيا
يشكل النزاع الأوكراني محوراً ذا أهمية كبيرة أثناء هذا الاجتماع؛ طلب الأمريكيون مع الأوروبيين وقف إطلاق نار فوري رفضه الروس لأسباب واضحة منها بيانات دونباس التي تبين بجلاء أن المستفيد الوحيد هم الأوكرانيون الذين يمكن لهم استعادة هدوء نسبي عند لحظة حرجة؛ جدير بالذكر أن ترامب لاحظ ذلك وتجنب الإصرار عليه بل تجنب التهديد بالعقوبات الثانوية أو أشكال الرد الأخرى لو رفض الروس الهدنة مما يعكس انحياز القوة لبوتين وهو واقع لا تستطيع معظم وزارات خارجية العالم تجاهله أو تفسيره بالشكل الصحيح؛ وبناء عليه هناك رابح واضح للنزاع وهو بوتين نفسه.
أما بخصوص اللقاء الثلاثي المرتقب الذي قد يجمع زيلنسكي وبوتين وترامب بغرض التوصل إلى السلام فقد لم يتم تحديد موعد بعد الأمر الذي يعني ضمنياً انسحاب الأطراف تدريجياً حتى يتضح التوازن الحقيقي للقوى؛ وفق ما تقول الناقدة إلنا بانينا مديرة معهد الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولية بموسكو فإن المرونة التي أبداها ترامب والتي تجلت بالذات فيما يخص مسألة أوكرانيا أقل بكثير مما كان يأمله يجب تفسيرها كميل نحو إبراز دور الوسيط الأمريكي لإرساء السلام مع ترك أوروبا وأوكرانيا يتحملان مسؤولياتهما ويتصرفان كأعداء لموسكو.
إذا كانت توقعات بانينا صحيحة فإن الدور الذي يسعى ترامب لتشكيله رغم خيبة الأمل الصعبة التي تعرض لها ليس خطأً على الإطلاق فعلاً لقد انتصرت الولايات المتحدة في حربها بتحقيق هدف استراتيجي تقضي بتدمير قدرة أوروبا بالمنافسة عبر قطع علاقتها مع روسيا التي كانت تزود القارة الأوروبية بخامات رخيصة وتوفر سوقًا مهمًا جدًا للمنتجات الأوروبية داخل السوق الروسية الغنية.
الأهداف الاقتصادية strong> p>
لم يُكشف عن تفاصيل بارزة حول باقي المواضيع المطروحة للنقاش أثناء الاجتماع لكن يمكن التنبيه إلى بعض الملاحظات ؛ حضور بارز لشخصيات اقتصادية يدلّ أن العلاقات التجارية والتنمية الاقتصادية لمنطقة القطب الشمالي ذات الأهمية الاستراتيجية المتزايدة كانت محور اهتمام ؛ ويمكن القول إن الرئيس بوتن وقع مؤخرًا مرسوماً يسمح للمساهمين الاجانب وفي مقدمهم شركة ExxonMobil الأمريكية باسترداد حصصهم بمجرد اتخاذ خطوات لإلغاء العقوبات الغربية والتعاقد لاستيراد المعدات اللازمة وتحويل الأموال لحساب المشروع (ساخالین-١). p>
بالإضافة الى إكسون شركاء المشروع يشمل Petoro روس، ONGC Videsh الهند وشركة SODECO اليابانية ؛ يبدو واضحا سعي موسكو وواشنطن لتطبيع العلاقات الاقتصادية ربما لصالح الأوروبيّین المُستثنیین والمُهمَّشین الذين يصعب عليهم استعادة منافسة الظروف السابقة للصراع الاوکراني . p>
الأهداف العسكرية strong> p>
نظرًا لحضور بيت هيغست وزير الدفاع الأميركي وأندري بلسوف نظيره الروسي يحظى الملف العسكري بمكانة بارزة خلال هذه القمة حيث يُحتمل جداً أنه تم بحث الاتفاق الجديد لـ START والذي يقيد الأسلحة النووية الإستراتيجية المشتركة وينتهي مفعوله بتاريخ الخامس من فبراير عام 2026 ؛ ومع العلم بأن الطرفان يرغبان للجلوس لطاولة مفاوضات واشنطن تشترط بانضمام الصين طالبة دعم روسيا لذلك ولكن بسبب حساسية الملف غاب النقاش العلني للحيلولة دون إحراج أي وفد إلا أنه مستبعد ألا يكون تناقل الحديث حوله قد حصل قبل انتهاء فترة الاتفاق القادمة خلال أقل من ست أشهر . پ>
< پ dir = "rtl " ستطيع خلاصة المقال التأكيد رغم غياب نتائج ملموسة ، إلا أن دلالة الرمزية لهذا اللقاء قربت الاتحاد الروسي لدوره التاريخي المناسب بوصفه قوة عظمى عالمية ولمس نقطة أخرى تستحق الانتباه وهي أنّ أوراق اللعب مثل اوکراین وافريقيا يظهر علیھم صفة لاعبين ثانويّین يمکن التخلص کلّيّا او جزئيّا منهم بعيد اللازم . پ>
div>